كتب/محمد صالح الحاضري تُشير مقولة "الاستيلاء على العالم بالمنطق" إلى العقل الكلي الإلهي لكنها تشير بصورة أكبر إلى ماهيتنا المنطقية، وكوننا في جدل الأنا والأنت الاجتماعية نحتكم إلى المنطق، فهو حديث عن الفطرة، (فطرة الله التي فطر الناس عليها) بوصفها (الروح الكلي المتموضع على شكل طبيعة الإنسان والمجتمع وفي الأصول الفطرية الدينية، آية "إنا هديناه النجدين" (إنا) عائدة إلى الذات الإلهية وهديناه، فطرناه كفعل تموضعي لفاطر والنجدين هما الصواب والخطأ ومحل الحق فيهما قانون الجدل الفطري بمعنى جدل الصواب كأصل فطري سالبه الجدلي هو الخطأ، ومن الحالتين تأسس الفعل الإيجابي والفعل السلبي في إطار قانون التناقض كقانون للتطور فالصواب بوصفه الحق، ذاتنا الفطرية، نجدها حيثما نجد المنطق في إطار وظائف اللغة فيكون ذلك هو العقل بوصفه الأزلي فمثلا العقل في تعريفه ليس هو مفهوم الحس فحسب وإنما أيضا مفهوم النفس والقيم على شكل صيغة الإنسان العاقل، وإن الكاريزما بوصفها عنصر تأثير الشخص في الآخرين، تقدم مفهوما للعقل في حالة الحركة المادية. إن مفهوم التربية (كقيم) والتعليم (كمعرفة) هما مفهوم صناعة العقل على المستوى الوطني لنقل الواقع من الغوغائية إلى الرشد كما إن الطبقة الوسطى بوصفها طبقة (القوى الاجتماعية المهنية) هي طبقة العقل ونواة المجتمع العاقل. هامش: مقولة الاستيلاء على العالم بالمنطق، من مقولات هيجل بوصفه حسم فلسفة الوجود، على أساس تموضع الحقيقة أو الفطرة، في صورة التارخي العام. وهو إذ يشير في مسألة الدين إلى النصوص المسيحية في إطار بيئته نشير نحن إلى النصوص الإسلامية الفطرية كجزء من الحقيقة بوصفها مشترك المعرفة الإنسانية العام، وهي مضمون الدين كذلك بمفهوم أنه الفطرة.