تراجع المجتمع عن ثقافة التمدن والتحضر تمثل كارثة يجب مواجهتها بقوة المثل والقيم الأخلاقية والإنسانية الرفيعة.. فزواج رجل من ابنة خضري -يبيع (الكراث) ليكسب رزقه بعرق جبينه دون أن يسرق أو يقطع طريق - ليس جريمة أخلاقية بل إن مصاهرته شرف وعزة أفضل من مصاهرة دعاة المروءة والشرف الذين يسومون الرعية سوء العذاب ويستولون على حقوقهم وأقوات أطفالهم بأساليب رخيصة ومقيتة، تحت يافطة أعراف قبلية سخيفة وغير كريمة القبيلة الحقة منها براء.. فما ذنب المواطن محمد هزاع عبده فارع من أبناء قرية أيفوع مديرية السلام شرعب، محافظة تعز حتى يغرم خمسمائة ألف ويجبر على مغادرة قريته وتصادر كل أمواله وممتلكاته وتجير لصالح شقيقه ومقاطعته وأولاده مستقبلا في الأفراح والأحزان؟ إلا أنه تزوج من ابنة ذلك الخضري الشريف المسلم الحق؟.. ألم يدرك هؤلاء أن الكريم من امتثل لأوامر الله ونواهيه وليس من خالفها بحكم لا يمت لشريعة الله بصلة.. لكنه الجهل المستدعى من كهوف القبيلة المتخلفة وغياب حضور الدولة الحامية، الراعية، لا الجابية بهؤلاء الخارجين عن جلال الدين وشرفه وروحه القويم وعزته.