تخوض قوات من الحرس الجمهوري مواجهات ضارية مع عناصر تنظيم القاعدة حربا مفتوحة استخدم فيها كافة الأسلحة لليوم الثاني على التوالي في مديرية رداع وميفعة عنس التابعة لمحافظة ذمار، ففي حين قالت وزارة الدفاع: إن الجيش سيطر على جبل الثعالب الاستراتيجي بعد تطهيره من عناصر القاعدة، قال مصدر أمنى في رداع تعرض مقر الأمن المركزي لهجوم مباغت مساء أمس الثلاثاء من قبل مجموعة تخريبية خارجة على القانون. وأوضح المصدر: أن أفراد الأمن المركزي تصدوا لتلك العناصر المسلحة التي استخدمت في هجومها على المعسكر الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف (آر بي جي) وأجبرتها على الفرار.. مؤكدا أنه لم يحدث أي أضرار مادية أو بشرية جراء الهجوم. وكانت قوات الجيش والأمن قد واجهت منذ صباح أمس الثلاثاء مواجهات متقطعة مع عناصر تنظيم القاعدة، الذي يستخدم الكر والفر في محاولة لإرباك قوات الجيش، وأفادت مصادر في مدينة رداع أن قوات الأمن فككت عبوات ناسفة زرعت في القرب من المحكمة . وفي السياق ذاته اتسع نطاق المواجهات المفتوحة بين القوات الحكومية وعناصر تنظيم القاعدة من مدينة رداع الى مديرية ميفعة عنس (15 كم شرق مدينه ذمار) التي تعرضت لقصف جوى صباح أمس الثلاثاء نفذه الطيران الحربي، وأفادت المصادر أن منطقة العلانة بمديرية ميفعة عنس محافظة ذمار تعرضت لثلاث غارات لم ينجم عنها أدت إلى تضرر بعض المنازل جزئيا، وأثارت الذعر لدى سكان المنطقة. كما استهدفت قوات الجيش قريتين بمديرية ميفعة عنس 3 سيارات تابعة لعناصر في تنظيم القاعدة، قيل إنها فرت من المعارك الدائرة في منطقة قيفة، والتي تبعد عن القرى المستهدفة 30 كم ،وترددت أنباء عن اختفاء 3 سيارات للقاعدة كانت قد وصلت إلى قرى في ميفعة عنس مساء الاثنين، واختفت هناك ورجحت المصادر أن هناك متعاونين مع القاعدة يتسترون عليهم ، بعد فرارهم من مناطق قيفة والمناسح المجاورة. وأشاروا الى " ما خلفته الغارات الجوية على المنطقتين من أضرار متفاوتة في المنازل، وما أثارته من رعب شديد أوساط المواطنين خصوصا النساء والأطفال". وأفادت المصادر بأن إحدى الغارات الجوية التي كانت تستهدف عناصر تنظيم القاعدة في منطقة رداع أخطأت هدفها، وقصفت منطقة آهلة بالسكان في إحدى مديريات محافظة ذمار. كما شن الطيران هجمات مماثلة على مناطق في قيفة في ظل تقطع المواجهات العسكرية بين الجانبين. وفي سياق ذات صلة أكدت مصادر محلية في مدينة رداع ارتفاع حصيلة ضحايا التفجير الانتحاري الذي نفذه شخص ينتمي لتنظيم القاعدة بسيارة مفخخة استهدفت نقطة عسكرية في مدينة رداع بمحافظة البيضاءجنوب شرقي اليمن إلى 15 قتيلاً من الجنود استولت القوات الحكومية على موقع الثعالب وحمة صرار, كما قصفت المدفعية امس الأول الاثنين قرية حمة صرار وخبرة من جبل احرم المطل على مدينة رداع, وأشارت المصادر أن عبوتين ناسفتين انفجرت في مدينة رداع الأولى جوار محكمة رداع والأخرى جوار جامع العامرية ولم تسفرا عن قتلى أو جرحى, وأشار المصدر إلى أن الحملة العسكرية التي يقودها نائب رئيس هيئة الاركان للشؤون الفنية تقدمت يوم أمس من غير أن تقوم بإطلاق النار انتظاراً لما ستسفر عنه الوساطة القبلية من محادثات مع أولاد الذهب, إلا أن أنصار الشريعة فجروا الموقف قبل انتهاء الوساطة. وقالت مصادر متطابقة: إن وساطة قبلية قادها الشيخ محمد أحمد جرعون والشيخ علي صالح الطيري والشيخ فضل عامر أبو صريمة والشيخ عبدالله الواقدي والشيخ عامر التيسي والشيخ التام الأحمدي وصلت عصر أمس الأول الخميس إلى منطقة المناسح للقاء عناصر أنصار الشريعة. بعد أن منح المحافظ الشدادي مشائخ ووجهاء رداع فرصة أخيرة للحوار مع المسلحين وإقناعهم بالإفراج عن الرهائن الغربيين وهم " فنلندي وزوجته وثالث نمساوي" اختطفهم رجال قبائل في صنعاء، وتقول الأنباء إن الثلاثة محتجزون في منطقة المناسح قيفة. وكان في استقبال الوساطة عبدالرؤوف الذهب وشقيقه عبدالإله ، حيث نقلت الوساطة شروط الدولة لوقف الحملة العسكرية التي تستعد لشن هجوم على مناطق قيفة. وتتمثل الشروط في التخلي عن أفكار التنظيم والجنوح للسلم والتراجع عن التصرفات التي يقومون بها، وكأنهم دولة داخل الدولة، حيث قاموا بإنشاء محكمة قضائية، وأن الدولة ستبسط نفوذها على جميع المناطق، إضافة إلى إلقاء السلاح ونبذ العنف والعودة الى جادة الصواب والاندماج في المجتمع، وعدم إيواء أي أجنبي الى المنطقة وطرد المسلحين الذين من خارج المنطقة. وأفادت المصادر أن المسلحين أبدوا موافقتهم المبدئية على الحوار، حيث أكد الشيخ عبدالرؤوف الذهب قبولهم لكل المطالب المشروعة والواقعية مقابل تلبية مطالبهم المشروعة والواقعية أيضاً، وأن ذلك ليس رأيه الشخصي بل رأي الجميع. ونقل موقع "مأرب برس" عن الذهب اشتراطهم أن تكون شروط الدولة مكتوبة خطياً لضمان عدم انقلاب الدولة عليها والمراوغة التي تقوم بها كل مرة - حسب وصفهم -. ومن الشروط التي طالب المسلحون بتحقيقها وقف تحليق الطيران الأمريكي على مناطق اليمن بشكل عام ومنطقتهم بشكل خاص، وكذا تفعيل شرع الله في مؤسسات الدولة القضائية، والسماح لهم بحرية الدعوة والتنقل بين المناطق، وطرد الجنود الأمريكيين والأجانب من اليمن. وفي سياق متصل قالت مصادر محلية إن قوات الجيش تفرض طوقا أمنيا على المنطقة التي يتحصن فيها مسلحو القاعدة محتجزا ثلاثة رهائن غربيين منذ أكثر من شهرين. على ذات الصعيد أكد مصدر في المجلس المحلي أن قرى أسبيل استقبلت خلال يومين ما يزيد عن 3 آلاف نازح ، مشيرا إلى أن النازحين لا يزالوا يتوافدون بأعداد كبيرة ، حيث استقبلهم أبناء المديرية، وفتحوا لهم المنازل ويمدون لهم العون ، كما تم إخلاء مدارس قرى العساكرة، الأقمر، ابيرق " التي تقع على الحدود الغربية لمنطقتي قيفة والمناسح لإيواء النازحين ، بعد أن وجه محافظ ذمار يحيي العمري لقيادة المديرية بفتح المدارس واستقبال النازحين من مسرح المواجهات في قيفة. يشار إلى أن منطقة المناسح هي مركز تجمع مسلحي التنظيم بقيادة قايد الذهب، ومعسكرات تدريباتهم، منذ خروجهم من مدينة رداع مطلع العام الماضي 2012 بعد دخولها والاستيلاء على مسجد ومدرسة العامرية وقلعة رداع بقيادة شقيقه طارق الذهب، الذي خرج من المدينة بعد وساطات قبلية ورسمية مقابل إطلاق سراح 11 عنصراً من القاعدة في سجون المخابرات، بينهم شقيقه نبيل، الذي ألقي القبض عليه في سوريا ثم تسلمته السلطات اليمنية، وأودعته سجن الأمن السياسي حتى الإفراج عنه..