فيما الانفلات الأمني يتسع في عدد من محافظات الجمهورية تجددت المواجهات العسكرية بين عناصر من الشرطة العسكرية وأفراد من اللواء الثالث حرس جمهوري سابقا في محافظة مأرب - عصر أمس الثلاثاء - أسفر عن مقتل 5 اشخاص بينهم ثلاثة جنود ينتمون للواء الثالث مشاة جبلي الذي يفرض حصارا على مدينة مأرب، منذ الأسبوع الماضي. الاشتباكات الأمس امتداداً لاشتباكات جرت بين الطرفين مساء الاثنين على خلفية منع جنود من اللواء الثالث المتمركزين في نقطة تفتيش مستحدثة في احد مداخل مدينة مأرب قائد الشرطة العسكرية في المحافظة من الدخول الى المدينة، وطالبوه بإثبات هويته، ما أدى إلى شجار بين الجهتين، ونجم عن ذلك تبادل لإطلاق النار بين الجانبين. وتطورت الاشتباكات بعد تدخل قوات من الجهتين، حيث أفادت مصادر محلية ان مواجهات عنيفة دارت بين الطرفين في محيط نقطة التفتيش استخدمت فيها أسلحة متوسطة وخفيفة لساعات خلفت قتيلين وأربعة جرحى، وعلى الرغم من توقف الاشتباكات بين الطرفين مساء الاثنين بعد تدخل قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في مأرب الا إنها تجددت ووصلت إلى أعلى ذروتها بعد صلاة المغرب. وقالت مصادر محلية: إن اللواء الثالث أحكم السيطرة على مداخل وشوارع المدينة مساء أمس الثلاثاء، ومنع حركة السير من وإلى المدينة، فيما توافدت أعداد كبيرة من ابناء قبائل مراد الى منطقة وادي مأرب نصرة لقائد الشرطة العسكرية المنتمي للقبيلة بعد وفاة نجله أمس متأثراً بإصابة في اشتباكات مساء الاثنين بين قائد الشرطة وأفراد اللواء الثالث. ونقل موقع "مأرب برس" عن مصادر عسكرية قولهاك قيادة المنطقة الثالثة، والتي تتمركز في مدينة مأرب وينضم تحت قيادتها اللواء الثالث مشاة جبلي أعلنت حالة الطوارئ الذي يتيح لقيادة المنطقة ان تستخدم القوة ضد أي طرف كان، بالإضافة الى اخذ الحيطة والحذر من قبل المواطنين. وأضافت المصادر أن الشرطة العسكرية عملت على استحداث نقاط عسكرية جديدة تابعة لها لمنع دخول أي تعزيزات للواء الثالث مشاة، والذي كان يتبع قيادة الحرس الجمهوري المنحل. وتصنف الشرطة العسكرية اللواء الثالث مشاة جبلي ب"المتمرد" كون أفراده طردوا قائد اللواء السابق، والقائد الجديد الذي عين بموجب القرارات الرئاسية الأخيرة التي صدرت الشهر. ويقود اللواء صف ضابط قلده زملاؤه رتبة عميد، وكلفوه بقيادة اللواء، بعد طرد قائده. وفرض جنود اللواء حصار استمر أسبوع على قائد اللواء المعين، ليتم تهريبه من المعسكر على متن مروحية عسكرية. وفي سياق ذات صلة شهد لواء الشرطة العسكرية, التابع لقوات الاحتياط المتمركز داخل معسكر 48 بمنطقة السواد بالعاصمة عملية تمرد ظهر أمس الأول الاثنين حصلت خلالها اشتباكات بالرصاص الحي بين الجنود المتمردين على خلفية تعرض احد زملائهم للضرب المبرح على يد قائده، اتهم بالفساد وأكل حقوقه ومستحقاته وقيادة الشرطة ولم يتم تسجيل سقوط أي ضحايا، وتوقفت الاشتباكات بعد تدخل اللواء الركن علي الجائفي قائد الاحتياط واحتوائه عملية التمرد، ووجه بإيقاف كل من قائد الشرطة العسكرية في الاحتياط, العميد عبدالوهاب القفري, والرائد صالح جهلان؛ كونه متسبباً بشكل رئيسي في مشكلة التمرد. وفي سياق ذات صلة سقط اربعة جرحى في مقر القوات الجوية في العاصمة صنعاء الذي شهد أمس الأول الاثنين تبادلا لإطلاق النار داخل بمبنى الشرطة الجوية بين حراسة أركان حرب القوات الجوية وأفراد الشرطة الجوية المطالبين بعلاواتهم التي خصمت من كشف الراتب لهذا لشهر ابريل على الرغم من صرفها في شهور سابقة. وقال مصدر في الجوية ان الجنود الغاضبين احتجوا على تنزيل علاوة التسوية من كشف الراتب في حين تسلم زملائهم العلاوة، حيث امتنعوا عن استلام مرتباتهم ومنعوا أمناء الصناديق لألوية القوات الجوية من صرف المرتبات في قيادة الشرطة الجوية وعقب وصول أركان حرب القوات الجوية العميد عبدالملك الزهيري حدثت مشادة كلامية بينه وبين أفراد وضباط الشرطة الجوية نتج عنها تهجم الزهيري على أحد أفراد الشرطة الجوية والتهجم عليه بهتك كرامته مما رفع وتيرة الاحتجاجات لدى أفراد وضباط الشرطة الجوية ومطالبتهم برحيل الزهيري عن القوات الجوية. مضيفا بأن حراسة الزهيري تدخلت بإطلاق الأعيرة النارية على المحتجين مما أدى إلى رد أفراد القوات الجوية المسلحين على إطلاق النار من قبل حراسة أركان حرب القوات الجوية بإطلاقهم الرصاص عليها، والذي تسبب في إصابة أربعة جرحى من الجانبين، منهم اثنان في حالة خطرة، وذلك في الساعة الحادية عشرة من ظهر الثلاثاء. وفي سياق الانفلات الأمني اندلعت مواجهات عنيفة بالأسلحة الرشاشة بين مواطنين في بيت بوس وجنود يتبعون محافظ صنعاء عبدالغني جميل في منطقة بيت بوس يوم امس الأول جراء محاولة الجنود بعد السطو على اراضٍ في المنطقة تحت ملك المواطنين. وأشار مصدر محلي إلى أن المواجهات تدور منذ صباح أمس، ما تسبب في هلع وذعر في أوساط المواطنين. الى ذلك اختطف مسلحون مجهولون سكرتير وزير الدولة عضو مجلس الوزراء من شارع بغداد بالعاصمة صنعاء. وقالت المصادر الرسمية: إن المسلحين اختطفوا محمد الوشلي عقب خروجه امس الاول الاثنين من المعهد الأمريكي للغات (يالي)، وذلك من قبل مجموعة من المسلحين كانوا يستقلون سيارة تويوتا نوع هايلوكس. وفيما دانت الأمانة العامة لرئاسة الوزراء حادثة اختطاف محمد الوشلي طالبت الجهات الأمنية سرعة التحقيق في ملابسات الحادثة ومعرفة دوافعها، وإلقاء القبض على الجناة ومعرفة مصير محمد الوشلي واتخاذ الإجراءات التي تكفل عودته سالماً إلى أهله، واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق المعتدين الخاطفين. وفي محافظة الضالع قُتل جنديان وأصيب آخر، أمس الأول الاثنين، باشتباكات وأعمال عنف في جنوب اليمن، وذكرت مصادر محلية أن جنديا قتل وأصيب آخر عندما اندلعت، ظهر الاثنين، اشتباكات بين جنود ومسلحين يشتبه بانتمائهم للحراك الجنوبي بعد شجار بين الجنود والمسلحين خلال وجودهم بسوق شعبي وسط بلدة «الحوطة» عاصمة لحج، كما قُتل جندي بطريقة وحشية الاثنين، بعد ساعات من اختطافه من قبل مجهولين في مدينة الضالع، حيث تم العثور على جثة الجندي، سمير شريان أحد أفراد شرطة النجدة في الضالع مذبوحا مما اثار استياء عارما لدى الاوساط الاجتماعية. وفي محافظة البيضاء أقدم عدد من المسلحين من أبناء مدينة البيضاء امس الاول الاثنين على إغلاق مكتب البريد بالبيضاء بالسلاسل احتجاجاً على عدم تفاعل القيادات المحلية والتنفيذية والأمنية بالمحافظة والقبض على قتلة مدير البريد احمد علي الرماح. وفي محافظة ابين أقدم مسلحون قبليون ينتمون الى قبيلة المراقشة - امس الأول الاثنين - على اختطاف خبيرين مصريين يعملان في مصنع الوحدة للاسمنت بمنطقة باتيس، وذلك اثناء عودتهم من عملهم للمطالبة بتسليم قاتل ابنهم الذي لقي مصرعه في مديرية الشيخ عثمان بمحافظة عدن على خلفية قضية ثأر. وقالت مصادر محلية في محافظة أبين: إن هناك وساطات قبلية قام بها قائد اللجان الشعبية عبداللطيف السيدن تدخل شخصيا للإفراج عن المصريين المختطفين، في حين تحدثت مصادر دبلوماسية يمنية عن احتجاج تقدمت به الخارجية المصرية إلى نظيرتها اليمنية على اختطاف رعاياها في ابين. وفي محافظة تعز التي تشهد انفلاتا امنيا متصاعدا منذ منتصف الأسبوع الماضي، احتدم الصراع بين فريق وكيل محافظة تعز محمد الشوافي وعضو مجلس النواب البرطي مطلع الاسبوع الجاري جراء تعرض الشوافي لمحاولة اغتيال اتهم عمار البرطي بالوقوف خلفها، ولا تزال تعز تشهد انفلاتا امنيا. وفي بيان صادر عن مشايخ ووجهاء واعيان محافظة تعز اكدوا فيه تضامنهم ووقوفهم الكامل مع وكيل محافظة تعز الشيخ محمد منصور الشوافي ضد الاعتداء المسلح الذي تعرض له في منطقة الحوبان يوم الأحد، مطالبين بضبط الجناة وتقديمهم الى العدالة، محملين السلطة القضائية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة وما سبقها. وفي ذات السياق تظاهر الآلاف من أبناء منطقة الحوبان - شرق مدينة تعز - صباح امس الثلاثاء، أمام مبنى محافظة تعز، منددين بالانفلات الأمني، الذي قالوا إنه راح ضحيته اربعة من عائلة واحدة، وطالبوا بسرعة إلقاء القبض على القتلة ومطاردة العصابات المسلحة المنتشرة في المنطقة، والمدعومة من مسئولين في الجهات الأمنية ووكلاء محافظة.
