لم يفلح فتح عبدالقادر هلال لإقرار الذمة المالية أمام قيادات سياسية وحقوقية في هيئة الفساد لكي تتراجع عن اتهامها الذي بُني على باطل تم إيقاعها فيه، والحديث هنا ينصب حول ادعائها بامتلاكها الوثيقة التي بَنَت عليها ادعاءها. تعاملت توكل مع القضية باعتبارها نصرًا شخصيًا صعب عليها التنازل عنه. مع أنها، وببساطة، كان يمكن أن تقول: إنها تعرضت شأنها شأن خلق الله للتضليل، لينتهي الأمر بدلًا من جعل الأمر يبدو وكأنه معركة حياة أو موت. ليس واردًا الدفاع عن ذمة هلال المالية، الذي جعلت توكل من الإقرار مستندها، ثم بعد أن ثبت عدم صحة ما بنت عليه اتهامها عادت لتشكك في الهيئة، وفي الإقرار الذي استندت إليه، ما جعل الأمر يبدو وكأنه ثأرًا شخصيًا أو حملة موجهة أكثر منه فضحاً وتعرية لفساد، وإلا فإن هناك الكثير ممن رفضوا ابتداءً تقديم إقرارات بذممهم المالية مثلما هناك الكثير ممن فسادهم مشهود للعيان ولا يأبهون بأي نقد يوجه إليهم. ليس هناك أكثر مما عمله هلال في هذه القضية مثلما لم يعد بيد توكل ما تقدمه أكثر، إذ أن كل ما نشرته على صفحتها لا يعدو أكثر من اتهامات لم تقدم عليها دليلًا واحدًا، وهو ما صب في صالح هلال؛ لأنها، وحتى الآن، لم تتمكن من الدفاع عن موقفها من خلال إثبات صدقيتها فيما قالت، وهو أمر مشين لمن تحمل جائزة ك نوبل، الأصل أنها ترتفع بها عن الصغائر والمماحكات الموجهة أو الموقعة بها، مما يجعلها تبدو وكأنها تُدار من الغير، وهذا لا يختص فقط بواقعة اتهام هلال، وإنما في قضايا أخرى تطرحها في العادة كمنشور ثم تتراجع عنها، ولعل أقرب واقعة اتهام الشيخ ياسر العواضي بمقتل الشابين العدنيين، وحين تبين لها أن المتهم من حزبها اكتفت بإلغاء الاسم، ولم تتجرأ على إعلان الاسم الآخر أو تكلف نفسها باعتذار، وهو تكبر ممقوت لا يدل على تواضع وسمو نفس. ومثل ذلك تقديم نفسها من خلال منشوراتها "الفيس بوكية"، وكأنها آلهة منح صكوك الوطنية ومتحدثة باسم ثورة لم تعد موجودة بعد أن حلت اللجنة الشبابية نفسها ورفعت الخيام من الساحات. ولِتوكل أقول: إن جائزة نوبل ليست كل شيء، إذ ليس هناك أفدح خسارة من خسارة الإنسان لنفسه وقيمه ومبادئه.