في ظل مطالب التجمع اليمني للإصلاح في تظاهرة دعت إليها تنظيمية الثورة - الخميس الماضي - الحكومة اليمنية بطرد السفير المصري بصنعاء وتعليق العلاقات الدبلوماسية مع نظام الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور احتجاجاً على فض اعتصامي رابعة والنهضة، علمت "الوسط" من مصادر موثوقة أن الرئيس هادي الذي واجه ضغوطًا غير مباشرة لإعلان موقفه من أحداث مصر الأخيرة قبل استقبال السفير المصري بصنعاء في لقاء غير معلن. ورغم تصاعد حالة الاستياء من قبل الإخوان المسلمين في اليمن على الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني من عدم إعلان موقفهما من أحداث مصر، إلا أن تصريح ابو بكر القربي حول الأوضاع في مصر مثّل مخرجًا للرئيس والحكومة التي التزمت الصمت حول أحداث مصر الأخيرة. وأعربت الخارجية اليمنية على لسان القربي عن قلقها لما آلت إليه الأوضاع في مصر.. وأكد القربي خلال لقائه سفير جمهورية مصر العربية لدى اليمن أشرف عقل - أمس الأول بصنعاء - أن أمن واستقرار مصر جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار اليمن. مؤكداً ثقته في أن القيادة المصرية ستتجاوز المحنة بما يضمن عودة الحياة الطبيعية ووحدة الشعب المصري وأمن مصر، معربًا عن أمله في أن يكون الحوار وليس العنف هو الطريق للتوافق والمصالحة بين كل أبناء الشعب المصري، وأن يضع الجميع مصلحة مصر وشعبها فوق كل اعتبار. وفي سياق ذات صلة أعادت أحداث مصر الأخيرة - التي ذهب ضحيتها ألف قتيل وقرابة ال 5 آلاف جريح من الطرفين معظمهم من مؤيدي مرسي - الانقسام السياسي للشارع اليمني مجدداً، ففي حين تناقضت مواقف الأحزاب السياسية من أحداث مصر بين مؤيد ومعارض في حين اكتفت أخرى بالصمت، ولم تتخذ أي مواقف إزاء أحداث مصر الدامية. حيث سارع حزبا الإصلاح والرشاد السلفي إلى التنديد بالمجزرة التي ارتكبها الجيش ضد مؤيدي الرئيس مرسي في ميدان رابعة وميدان النهضة، وعبر المؤتمر الشعبي العام عن تأييده لإجراءات الجيش المصري ضد مؤيدي مرسي واعتبره شأنًا مصريًّا. وفيما بدا موقف الحوثيين غير الرسمي مؤيدًا لإجراءات الجيش المصري نكاية بالإصلاح في اليمن ظل موقف الحزب الاشتراكي اليمني وبقية الأحزاب السياسية الجديدة غامضًا حتى اللحظة. إدانة الإصلاح لمجزرة رابعة والنهضة والانتهاكات التي طالت الإخوان في مصر أعقبها هجوم رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ محمد بن عبدالله اليدومي في صفحته على الفيسبوك على وسائل إعلامية لم يسمّها ووصفها ب "الإعلام الرقيع" الذي يحرض على القتل بكل وسائله وأساليبه، وأكد بأن الوقائع والأحداث كشفت بمن سماهم "نفايات فكرية وسياسية وحزبية كنا نَعدُّهُم من بني آدم" عن سوآتهم الديمقراطية التي كانوا يتغنون بها ويخدعون بها أنفسهم قبل أن يخدعوا الآخرين بها. وفي ذات السياق أعقب تأييد المؤتمر الشعبي العام وحلفائه لإجراءات الحكومة المصرية لقاء بين رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح وسفير جمهورية مصر العربية أشرف عقل في منزله، أمس الأول، وخلال اللقاء أكد صالح موقف حزبه المنحاز لإرادة الشعب المصري، وجدد إدانة المؤتمر أعمال التخريب وإقلاق الأمن والسكينة العامة، وتهديد أمن واستقرار مصر عبر الاستقواء بالخارج. الناصريون الذين أيدوا ثورة ال30 من يونيو التي أطاحت بنظام الرئيس مرسي من الحكم تعرضوا لهجوم حاد من قبل قواعد الإصلاح ومؤيدي مرسي عبر شبكات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك ، وتويتر" ولم يكتفوا بمهاجمة الناصري بل هاجموا الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وفي حين نسبت بعض المواقع الإخبارية تصريحًا للقيادي الناصري محمد الصبري ادعت مطالبته بطرد السفير المصري من اليمن على خلفية أحداث مصر الأخيرة استهجن الصبري بشدة الأكاذيب المنسوبة له ووصفها بالادعاءات العارية من الصحة، وأوضح أن موقف حزبه واضح ومنحاز لإرادة الشعب المصري. وفي ذات السياق طالبت هيئة علماء اليمن، أبناء الشعب اليمني لمساندة إخوانهم في جمهورية مصر العربية والخروج في مظاهرات سلمية حاشدة إلى السفارة المصرية بصنعاء تنديدًا واستنكارًا لأفعال قوى الانقلاب الإجرامية التي عاثت في الأرض فسادًا. وعبّرت الهيئة في بيان لها عن إدانتها للصمت والتواطؤ والتعاون المخزي العالمي والإقليمي تجاه ما تفعله القوى الانقلابية تجاه أبناء الشعب المصري المطالبين بالشرعية وحقوقهم الشرعية، من قتل وإحراق وسجن وتنكيل تجاه المعتصمين السلميين. ودعت هيئة علماء اليمن جميع الشرفاء من أبناء الشعب المصري للوقوف صفًّا واحدًا إلى جانب إخوانهم في الاعتصامات والخروج في مليونيات حاشدة ضد قوى الإجرام والانقلاب.