اتجه السفير المصري بصنعاء أشرف عقل، نحو الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وحلفائه ورموز نظامه للبحث عن دعم وتأييد للإنقلاب العسكري في مصر ومساندة للسلطات المؤقتة في إعلانها الحرب على "الإرهاب" واستخدام القوة في فض الإعتصامات السلمية في ميداني رابعة العدوية والنهضة وسط القاهرة وارتكاب المجازر والإنتهاكات المستمرة بحق المتظاهرين المناصرين للديمقراطية والمعارضين للإنقلاب. وجاء توجه السفير نحو الرئيس السابق والقوى المعادية للثورة الشعبية بعد فشل الحصول على تأييد رسمي من الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني التي يشارك فيها حزب صالح. ومقابل حصول سلطات الإنقلاب على تأييد ودعم بعض دول مجلس التعاون الخليجي (على رأسها السعودية والإمارات والبحرين) ومباركة الأردن لقرار "محاربة الإرهاب" الذي أعلنته السلطات المصرية، التزمت اليمن الصمت رغم أن الرئيس هادي كان من أوائل المباركين للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، والمؤيدين للإنقلاب العسكري على الرئيس مرسي، وهو الموقف الذي لاقى معارضة شديدة من قوى الثورة والشباب آنذاك. لكنه لم يتم إعلان أي موقف من الرئيس أو الحكومة اليمنية حيال التطورات الأخيرة التي تشهدها مصر، في ظل الحديث عن ضغوط خارجية تمارس على النظام الانتقالي لمحاولة الخروج بتأييد للموقف الداعم الذي يبق وأعلنه الملك السعودي وباركته الإمارات والأردن. واستقبل الرئيس اليمني السابق رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام علي صالح، يوم الاثنين، السفير المصري بصنعاء أشرف عقل "لتبادل وجهات النظر حول التطورات التي تشهدها الساحة المصرية وتقديم عرض للمواقف والأحداث التي جرت خلال الايام والساعات الماضية التي أعقبت فض الاعتصامات في مصر" –وفقا لما ذكر موقع المؤتمر نت التابع لحزب صالح. ووفقا للموقع فقد أكد صالح "موقف المؤتمر الشعبي العام المنحاز لإرادة الشعب المصري وثمن عالياً دور القوات المسلحة المؤسسة الوطنية التي صانت وحمت حق الشعب المصري في التعبير عن إرادته الحرة في مواجهة جماعات العنف والإرهاب وتنظيم الإخوان المسلمين". وشدد صالح على "إدانة المؤتمر الشعبي العام بكل تكويناته السياسية والتنظيمية والشعبية أعمال التخريب واقلاق الامن والسكينة العامة وتهديد امن واستقرار الدولة المصرية عبر الاستقواء بالخارج والتعارض مع المصلحة الوطنية العليا ومتطلبات الأمن القومي المصري" –وفقا للموقع. وأضاف الموقع أن السفير المصري أشار "إلى عمق العلاقات التي تربط بين الشعبين الشقيقين خلال المراحل التاريخية المختلفة التي نسجت أواصر التضامن الثوري العربي والتلاحم المصيري للأمة العربية والتي جسدت الترابط العضوي بين الثورتين اليمنية والمصرية". على الجانب الآخر وفي اليوم ذاته، التقى وزير الخارجية في حكومة الوفاق المحسوب على جناح صالح الدكتور أبو بكر القربي السفير عقل الذي سلمه رسالة من وزير الخارجية المصري "تتعلق بالعلاقات الثنائية ومستجدات الأحداث الأخيرة في مصر". وذكرت وكالة الأنباء اليمنية سبأ أن الوزير القربي أعرب خلال اللقاء "عن القلق لما آلت إليه الأوضاع بجمهورية مصر العربية.. مشيراً إلى أن أمن واستقرار مصر جزء لايتجزاء من أمن واستقرار اليمن". ووفقا للوكالة فقد أكد القربي "ثقته في أن القيادة ستتجاوز المحنة بما يضمن عودة الحياة الطبيعية ووحدة الشعب المصري وأمن مصر.. معرباً عن أمله في أن يكون الحوار وليس العنف هو الطريق للتوافق والمصالحة بين كل أبناء الشعب المصري وأن يضع الجميع مصلحة مصر وشعبها فوق كل اعتبار". وقدم السفير عقل شرحاً موجزاً للأوضاع والإجراءات التي اتخذتها القيادة المصرية لإعادة الهدوء والاستقرار وتنفيذ خارطة المستقبل لما من شأنه وضع مصر على اعتاب الديمقراطية والحياة المدنية –وفقا للوكالة.