وضع بيان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الأخير حدًّا للمعلومات التي صرح بها الرئيس هادي في 22 أغسطس الجاري، فيما يتعلق بمخطط القاعدة بتنفيذ عدة هجمات في مدينة المكلا والعاصمة صنعاء.وفي البيان رقم 67 الذي يعتبر أول رد هجومي مباشر على الرئيس هادي من قبل القاعدة، وصفت ما تقدم به من معلومات أمام طلاب كلية الشرطة "بالكاذبة"، ومن أن خطابه "مخيّبًا للآمال التي علق عليها بعض قطاعات الشعب منذ توليه الحكم"، حسب البيان.واتهم التنظيم هادي "أنه يسير بالبلاد إلى مزيد من التبعية المطلقة لأمريكا، ويستمر في تسخير الحكومة والجيش لخدمة المصالح الأمريكية"، نافيًا ما قاله هادي نقلًا عن المخابرات الأمريكية عن اتصالات هاتفية جرت بين الظواهري وقيادات من القاعدة، في جزيرة العرب تتحدث عن التخطيط لهجمات سوف تغيّر مجرى التأريخ. موضحًا أن السبب في نشر مثل هذه المعلومات هو تبرير للهجمات التي نفذت في أواخر رمضان وأيام عيد الفطر في مناطق جنوب اليمن. واصفًا إياها بالإجرامية. وأكد بيان القاعدة عدم تخطيطه لتنفيذ أي هجوم عبر "شاحنات مفخخة ضد المنشآت النفطية في البلاد.وفيما يتعلق بجنوح تنظيم القاعدة للسلم، والذي قال هادي: إنه سيطارد التنظيم حتى يضعوا السلاح، قال بيان القاعدة: "إن الشعب اليمني شعب مسلح، ونحن نعيش في أوساطه، فأين مطلبه هذا من الحوثي وجماعته التي تقتل أهل السنة في صعدة والجوف وعمران وحجة ودماج...، فليطالب أولاً - من باب العدل والأولوية - هذه الجماعة المدججة بأنواع السلاح وأشكاله بتسليم سلاحها والكف عن قتل الناس علنًا".وشنت القاعدة هجومًا على الرئيس هادي، معتبرة أن انصياعه الكامل لأمريكا في الحرب باليمن وتأييده المطلق للضربات بدون طيار تأتي نتيجة لتأريخه الذي بدأ حياته "بالحرب في يناير 1986م وحرب 94م، وحروب صعدة المتكررة وحرب أبين، وصولًا إلى الشراكة مع أمريكا".وفيما له صلة بالموضوع، وفي الوقت الذي أعلن هادي عن قبول الولاياتالمتحدةالأمريكية طلب اليمن منها إمدادها بطائرات بدون طيار، قلل السفير الأمريكي في صنعاء عن تأكيد وقبول واشنطن لهذا الطلب. وفيما أكد - في مؤتمر صحفي الأحد الماضي - وجود محادثات وحوارات مستمرة بين الجانبين اليمني والأمريكي "فيما يتعلق بنوعية النّظم التي يراد استخدامها لأي من المجالات المطلوبة"إلا أنه كذب ضمنيًّا ما زعمه الرئيس قائلًا: "في الحقيقة هذا أمر يتوجّب علينا مناقشته مع الجانب اليمني، إذ أن القضية أكثر شمولًا من مجرد الحديث عن التقنية" حين سئل عن نية بلاده - فعلًا - بإمداد اليمن بطائرة دون طيار.وفي الوقت الذي يزداد الضغط الأمني المنسق بين المخابرات الأمريكية والحكومة اليمنية، وتكثيف الضربات بطائرات "الدرونز" على مناطق تواجد القاعدة، استعاد التنظيم قوته بعد أن انسحب من مناطق سيطرته في مدينة أبين وأجزاء من شبوة منتصف 2012م، ونشط التنظيم مؤخرًا في اقتناص ضباط في الجيش اليمني في أكثر من محافظة، آخرها اغتيال مدير الأمن السياسي بمحافظة عدن في 21 من شهر أغسطس الجاري.وفيما له علاقة بالموضوع لقي 4 أشخاص مصرعهم يوم أمس الثلاثاء اثر انفجار عبوة أو حزام ناسف بالقرب من سوق الليل بمدينة رداع.وقالت مصادر: إن الانفجار الذي حدث في الساعة الثالثة والنصف أدى الى مقتل اربعة اشخاص تتراوح اعمارهم ما بين العشرين الى الثلاثة والعشرين عامًا، مبينًّا أن الضحايا الأربعة من سائقي الدراجات النارية وقد تعرفت الأجهزة الأمنية على هويتهم وهم عمار مقبل المشرقي، وعبدالله علي الاحول، ومحمد ضيف الله الزيادي، وماجد عبدالكريم البصيري.وقالت ذات المصادر: وبالعودة الى الاصابات التي أودت بحياة الأربعة الأشخاص وتسببت في تمزيق أجسادهم الى أشلاء فإنه من المرجح أن التفجير ناتج عن عبوة ناسفة أو حزام ناسف كان محمولًا لدى الضحايا".في سياق آخر قتل يوم الأحد الماضي ضابط وجرح 29 آخرون في تفجير حافلة تابعة للقوات الجوية كانوا على متنها، وذلك أثناء مرور الحافلة في شارع الستين الشمالي لإيصال الجنود والضباط إلى مقر عملهم في قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة صنعاء على مسافة 80 مترًا من موقع المستشفى السعودي الألماني بصنعاء.وأوضح الرائد طيار مهدي العيدروس - رئيس المركز الإعلامي للقوات الجوية - بأن الحادث الإرهابي ناتج عن زرع عبوة ناسفة أسفل الحافلة، وأسفر عن مقتل الرقيب ثاني محمد أحمد علي الشغدري وإصابة أربعة آخرين، وهم: عقيد محمد محمد النزيلي، ومساعد أول محمد صلاح شيبان، ومساعد محمد حسين النوفي، والعريف صادق محمد صبر، فيما أصيب الآخرون وعددهم 25 بإصابات متوسطة. وكشفت مصادر أمنية يوم أمس الثلاثاء أن أجهزة الأمن بصنعاء ألقت القبض على خلية "إرهابية" مكونة من تسعة عناصر، بينهم باكستاني وجنديان يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم "القاعدة" بتهمة الضلوع في تفجير حافلة القوات الجوية التي قُتل فيها مساعد ضابط وأصيب نحو 30 آخرون.وقال ذات المصدر: "تم القبض على عناصر الخلية في عملية مداهمة لعمارة بشارع الستين بصنعاء بعد ساعات من وقوع الحادث، كما تم ضبط ورشة لتصنيع المتفجرات قرب مطار صنعاء الدولي".