تتوالى المواقف الرافضة لتقسيم اليمن إلى أقاليم وفق ما أعلن عنه في ظل تشكيك واسع بإمكانية تطبيقها على الواقع. وقال بيان صادر عن الاجتماع المشترك للمكتب السياسي والأمانة العامة للحزب إن خيار الأقاليم الستة -المفروض سلفا-لا يقدم حلا حقيقياً للقضية الجنوبية، بقدر ما يمثل هروباً من استحقاقات الحل العادل للقضية الجنوبية, وإعادة استنباتها كمشكلة صراعية جنوبية - جنوبية ،عبر استحضار واقع التجزئة الاستعمارية لما قبل الثورة والاستقلال الوطني. وحذر البيان من مخاطر فرض خيار التقسيم القسري للجنوب خلافا لإرادة الناس والقوى الحية والفاعلة المعبرة عن إرادتهم وتطلعاتهم . ويأتي هذا البيان بعد أن كان أثار توقيع الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني ابو بكر باذيب وعضو لجنة تحديد الأقاليم الكثير من الانتقادات بسبب موقف الحزب الصارم برفض أي خيار غير الإقليمين، وهو ما دعاه لتوضيح موقفه الذي بدى غير مقنع حيث أوضح باذيب أنه عبر عن تحفظه كتابيا على خيار الستة الأقاليم متمسكا بخيار الإقليمين بينما معظم أعضاء اللجنة اختاروا خيار الستة أقاليم كما ورد في البيان الصادر عن اللجنة. وأضاف أن مثل هذا التحفظ لن يحول دون مشاركة الحزب بفاعلية في تعزيز وترسيخ دعائم الدولة الاتحادية الجديدة، كما أن الحزب لن يكون عائقاً جراء تحفظه أمام تقدم المسار السياسي القائم. وعدَّ التقسيم، وبالذات في إقليم آزال، محاولة لحصار الحوثيين اقتصاديا لعدم وجود أي منفذ بحري في الوقت الذي لا يملك هذا الإقليم أية ثروات اقتصادية وهو ما جعل الحوثيين يطالبون بإضافة الجوف لاحتمال كونها تحوي على ثروة نفطية وكذا حجة. وعبر المجلس السياسي لأنصار الله عن رفضه لما سمي بمخرجات لجنة تحديد الأقاليم، واستهجانه للطريقة التي جرى بها سير عمل اللجنة التي قال إنه عبر مرارا عن احتجاجهم عليها وطالبوا بتصحيح مسارها. وقال، في بيان له، إن ما حدث يثبت بما لا يدع مجالا للشك بأنها لجنة لم يكن يراد لها سوى أن تكون لجنة شكلية ومجرد غطاء لشرعنة رؤية مسيسة ومعدة سلفا وغير مستندة إلى أية معايير وأسس علمية وموضوعية. وفيما استغرب حشر اسم الأستاذ/ صالح هبرة رئيس المجلس السياسي ضمن قائمة الموقعين على ما سمي بمخرجات عمل اللجنة، أكد بأنه لم يحضر اجتماعات اللجنة أصلا منذ بدايتها وإنما حضر نيابة عنه الأخ/ حسين العزي الذي رفض رفضا تاما التوقيع على تلك المخرجات. وحمل القوى التي كانت وراءها، وكذا القوى التي قبلت بالتوقيع عليها، كامل المسؤولية لما يترتب على هذه المخرجات من مخاطر جمة تهدد الجميع. واعتبر انعدام التوازن سيؤسس لصراعات مستديمة تهدد الأمن والسلم الاجتماعي، ولذلك يجب أن يكون قرارا وطنيا خالصا يخضع لمعايير علمية وموضوعية يفضي إلى حل عادل للقضية الجنوبية ويحقق التنمية المستدامة والمواطنة المتساوية ويحفظ وحدة اليمن. من جهته اعتبر رئيس حزب الرشاد السلفي، الدكتور محمد بن موسى العامري، أن تقسيم اليمن إلى أقاليم، كان للهروب من معالجة المشكلات التي يعاني منها أبناء الشعب، وتلبية لرغبات بعض القوى السياسية. وقال العامري، في تصريح ل"خبر" للأنباء: إن رؤية حزب الرشاد واضحة وتمثلت بدولة موحدة وبسيطة مع حكم محلي كامل الصلاحيات. وأشار إلى أن الجو السياسي في اليمن هزيل وأن المركز لم يتمكن من بسط نفوذه على كامل الدولة منوهاً إلى أن هناك ما أسماه "أجندة خارجية". وكشف العامري عن أسباب إحجامهم عن المشاركة في اعتماد الفيدرالية نظاماً للدولة اليمنية قائلاً: الاتجاه نحو الفيدرالية لا يناسب اليمن، لذا لم نشارك فيه." وفي الجنوب قال رئيس مؤتمر شعب الجنوب، محمد علي أحمد، رئيس فريق القضية الجنوبية المنسحب من مؤتمر الحوار الوطني : "موقفنا واضح منذ انسحابنا من هذا المؤتمر، وهو رفض هذه المخرجات، لكونها لا تلبي طموحات شعبنا في الجنوب وحقه في تقرير المصير، واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة". وأضاف بن علي لوكالة "فرانس برس": "سنعمل مع شعبنا على إعداد برنامج، وبطرق سلمية سنعبر عن رفضنا لهذه النتائج ولمحاولة تنفيذها على الأرض، كونها تلبي رغبات المتنفذين". وأشار أحمد إلى أن لقاءات ستعقد خلال الأيام القادمة ستضم فصائل الحراك الجنوبي "لاتخاذ موقف موحد من هذه المخرجات التي تشرعن مواصلة الاحتلال الشمالي للجنوب". وقال أمين سر المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب فؤاد راشد إن النتائج التي تم الإعلان عنها بخصوص الأقاليم لن يقبلها شعب الجنوب. وأكد أن أبناء الجنوب لا يبحثون عن مزيد من الحكم الذاتي وإنما خرجوا لتحقيق الاستقلال التام والناجز. وأكد القيادي في الحراك الجنوبي، شلال علي شايع، رفض الحراك الجنوبي لتقسيم الأقاليم ولكافة المشاريع المنتقصة من الهدف، مطالبا الجميع الوفاء لدماء الشهداء. وحذر من أن الأيام والساعات القادمة ستكون مفاجئة بالنسبة لضبعان الذي ارتكب جرائمه ضد أبناء الضالع. وفي كلمته في مهرجان بمديرية الشعيب بالضالع دعاء شلال أبناء الشمال القاطنين في المحافظات الجنوبية إلى تحديد موقفهم من القضية الجنوبية والاعتراف بحق شعب الجنوب باستعادة دولته ما لم فعليهم مغادرة الجنوب وفي أسرع وقت ممكن، حد قوله. وكان أقر يوم الاثنين بشكل متسرع تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم تم اليوم الإقرار النهائي لأقاليم الدولة الاتحادية على أساس ستة أقاليم وذلك في الاجتماع الذي رأسه الرئيس. الإقليم الأول، المهرة، حضرموت، شبوة، سقطرى، ويسمى إقليم حضرموت وعاصمته المكلا ، والإقليم الثاني، الجوف، مأرب، البيضاء، ويسمى إقليم سبأ وعاصمته مأرب، الإقليم الثالث عدن، أبين، لحج، الضالع، ويسمى إقليم عدن وعاصمته عدن، الإقليم الرابع تعز، إب، ويسمى الجند وعاصمته تعز، الإقليم الخامس، صعدة، صنعاء، عمران، ذمار، ويسمى إقليم آزال وعاصمته صنعاء، الإقليم السادس، الحديدة، ريمة المحويت، حجة، ويسمى إقليم تهامة وعاصمته الحديدة. بحيث لم يراع في تقسيمها أدنى المقومات والتجانس بالإضافة إلى المعايير الاقتصادية والجغرافية والسكانية.