كشفت المواجهات الدائرة بين الحوثيين والإصلاح عن قيام الأخير بالزج بجنود تم تجنيدهم من الساحات في الحرب دون أن يتم تدريبهم.. وفضح مقتل الشاب محمد عبدالله شحرة، والذي قُتل مؤخرًا في معارك عمران بمن يقاتل حزب الإصلاح. وكشفت مصادر مقربة من أسرة القتيل أن شحرة كان ممن تم تجنيدهم في محافظة إب، وتم استدعاؤه من قبل الإصلاح دون أن تعلم أسرته، وهو ما حدث حين قتل، حيث تم إبلاغ الإصلاح وتسليم جثته إليهم.. إلى ذلك وفيما يؤكد الإعلام الرسمي وقف المواجهات المسلحة في عمران بامتداد مناطق النزاع عقب ما قيل عن رعاية اللجنة الرئاسية لاتفاق بين الإصلاح والحوثيين أفادت مصادر محلية في عمران عن تجدد المواجهات - مساء أمس - في عدد من المناطق، ومنها المدخل الشرقي لمدينة عمران من اتجاه عيال سريح، وفي نقطة الورك بالقرب من قهال، وفي مناطق بيت الضلعي، وفي بير عايض ومناطق محيطة، كما تبادل الحوثيين وافراد اللواء 310 مدرع القذائف المدفعية في جبل الماذر وجبال المضلعة وجبال المحشاش شمال غرب محيط المدينة، كما تم تبادل القصف المدفعي من موقع السودة العسكري المطل على مجمع المحافظة جنوب شرق المدينة وبيت عدان وبيت عامر، كما شهدت الجبهة الغربية الشمالية لمدينة عمران في شبيل وبيت بادي توترًا ينذر بانفجار المواجهات بين الطرفين، وفي ذات السياق عاد التوتر بين الحوثيين والقبائل الموالية للإصلاح في أرحب على ذمة اختطاف عدد من أبناء القبيلة من قبل عناصر حوثية مما ينذر بتفجر الأوضاع في أرحب بعد أن تمددت المواجهات إلى همدان وإلى مديرية بني مطر التابعة لمحافظة صنعاء، وسقوط عدد من المناطق تحت سيطرة الحوثيين. وفي ظل تصاعد المخاوف من نقل المواجهات إلى العاصمة صنعاء عقب إنهاء قضية مواجهات الجراف تبادل الإصلاح والحوثيين الاتهامات بشأن نقل المواجهات من مشارف العاصمة إلى داخلها، حيث اتهم رئيس تحرير صحيفة المسار الحوثية أسامة ساري التكفيرين - حد وصفه - لهم بتوزيع مخازن الجيش لما وصفهم بالتكفيريين من جامعة الإيمان في شوارع صنعاء استعداداً لفوضى معينة ينفذونها في العاصمة. وقال ساري في صفحته على "الفيس بوك": إن شاحنتين عسكريتين محملتين بالذخائر والأسلحة شوهدتا - أمس الثلاثاء - تدخلان حارة عمر بن عبدالعزيز بعد جسر دارس أمام منزل الشيخ عبدالمجيد الزنداني، وأشار إلى أن الحارة تكتظ بالمليشيا التكفيرية من طلاب جامعة الايمان حد وصفه، وفي السياق اتهم موقع "الصحوة نت" والمواقع الموالية لحزب الإصلاح الحوثيين بنصب مدافع باتجاه الصباحة تمهيداً لضرب معسكر الصباحة والعاصمة، واستيراد حوثيين من صعدة ومن مناطق مختلفة. كما ذكر الموقع الناطق باسم الإصلاح أن مليشيا الحوثي هجمت - قبل يوم أمس - على موقع عسكري تابع للدفاع الجوي يتمركز في جبل ظفار بمديرية بني مطر، إلا أن قوات الجيش صدتهم، في حين كانت مليشيا الحوثي قد شنت هجوماً مماثلاً - ليلة الأحد الفائت - على وحدات الجيش التي تتمركز على أجزاء من جبال عيبان المقابلة لقرية "المساجد" بني مطر. إلى ذلك صرح مصدر مسؤول باللجنة الرئاسية المكلفة في محافظة عمران بأنه وتنفيذاً للاتفاق الموقع عليه - الأحد الماضي - من جميع الأطراف ذات العلاقة لوقف إطلاق النار وإيقاف نزيف الدم في محافظة عمران، وأية منطقة توتر أخرى في محيطها فقد تم تشكيل أربع لجان ميدانية لتطبيق البند الأول وتنفيذ البند الثاني من الاتفاق. وأوضح المصدر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بأن اللجان الأربع سوف تباشر عملها ابتداءً من اليوم الأربعاء، وأشار إلى أن اللجان الأربع قد أسندت إليها مهمة التعاون المسؤول والوثيق مع الجميع، وكذا الإعلان الصريح والواضح عن أية جهة أو طرف يعرقل عمل اللجان ويعيق التنفيذ الشامل والكامل للاتفاق الموقع من جميع الأطراف ذات العلاقة. وأهاب المصدر بكل الأطراف وجميع من يعزُ عليهم الأمن والاستقرار والسكينة العامة التعاون الكامل مع اللجان في الاتجاهات الأربعة التي ستتجه إليها، ولما فيه إصلاح ذات البين وإيقاف نزيف الدم.. يأتي هذا في الوقت الذي رفض فيه عضو اللجنة الرئاسية عن الإصلاح الشيخ عبدالرحمن الصعر الاتفاق الذي لم يوقع عليه.. معتبرًا أنه خيانة لله والوطن والشهداء. كما اعتبر القتال ضد الحوثيين جهادًا على الدين والأرض.. وحيّا في رسالة على صفحته في "الفيس بوك" صمود أبناء القوات المسلحة والأمن، وعلى رأسهم من وصفه بالقائد المجاهد العميد حميد بن حميد القشيبي وضباط وصف وجنود اللواء 310 الأبطال، وكذلك إخواننا وأبناء جلدتنا المرابطين في مواقع الشرف، وفي كل خندق ومترس, ونشد على أيديهم، ونقول لهم نحن وأنتم في خندق واحد في جهاد على الدين والأرض والعرض والمال، وأكد: نحن لن نستسلم.. ننتصر أو نموت. وفي سياق متصل شهدت عدد من الجبهات في همدان وبني مطر هدوءًا نسبيًّا منذ الصباح بعد أن شنت قوات اللواء العاشر حماية رئاسية - مساء أمس الأول الاثنين - من معسكر الاستقبال قصفًا مدفعيًّا مكثفاً على العديد من قرى همدان، فيما حاولت القوات العسكرية شق طرقات واستحداث متاريس جديدة في منطقة المعمر وسط مقاومة حوثية. إلى ذلك، وفي محاولة لاستثارة الرئيس ضد الحوثيين كتب المحرر السياسي لحزب الإصلاح، ممتدحًا الجيش، ومحرضًا ضد الحوثيين الذي قال إنهم أمعنوا في استهداف الجيش وتحدي إرادة الشعب والوقوف في وجه الدولة؛ سعيًا لتقويضها والحلول مكانها. وقال المحرر السياسي للموقع الرسمي للحزب: إنه «حين قام الجيش بدوره الوطني في التصدي لهذه الجماعة المتمردة ورد عدوانها وإيقاف زحفها صوب العاصمة جنّ جنونها، وذهبت تتحدى وتطلق تهديداتها صوب كبار قادة الدولة، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ووزير الدفاع، متوعدة بنسف بيوتهم واجتياح المدن والمعسكرات وإسقاط العاصمة صنعاء». وأوضح أن غرور هذه الجماعة بلغ حد التطاول على رئيس الجمهورية والازدراء بقادة الجيش لمجرد أنهم قاموا بواجبهم في حماية البلد من عدوانها.