صرح مصدر مسئول باللجنة الرئاسية المكلفة في محافظة عمران بأنه وتنفيذاً للاتفاق الموقع عليه يوم الأحد 22 يونيو 2014م من جميع الأطراف ذات العلاقة لوقف إطلاق النار وإيقاف نزيف الدم في محافظة عمران وأي منطقة توتر أخرى في محيطها فقد تم تشكيل أربع لجان ميدانية لتطبيق البند الأول وتنفيذ البند الثاني من الاتفاق. وأوضح المصدر لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) بأن اللجان الأربع سوف تباشر عملها ابتداءً من يوم غدٍ الأربعاء الموافق 25 يونيو 2014م. وأهاب المصدر بكل الأطراف وجميع من يعزُ عليهم الأمن والاستقرار والسكينة العامة التعاون الكامل مع اللجان في الاتجاهات الأربعة التي ستتجه إليها ولما فيه إصلاح ذات البين وإيقاف نزيف الدم ونبذ كل أشكال العنف والاقتتال وتجريم اللجوء إلى السلاح. ونبه المصدر كل الأطراف بأن اللجان الأربع المكلفة قد أسندت إليها مهمة التعاون المسئول والوثيق مع الجميع وكذا الإعلان الصريح والواضح عن أي جهة أو طرف يعرقل عمل اللجان ويعيق التنفيذ الشامل والكامل للاتفاق الموقع من جميع الأطراف ذات العلاقة. وأكد بأن تنفيذ الاتفاق وضمان نجاح اللجان المشكلة يستدعي تعاون الجميع وتغليب مصلحة الوطن العليا وتأمين مقومات استمرارية تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وبناء اليمن الاتحادي الجديد، يمن التعايش والوفاق والعدل والمساواة. وكانت المعارك العنيفة بين القوات الحكومية المدعومة بميلشيا قبلية والمقاتلين الحوثيين تجددت بعد ساعات على إعلان وزارة الدفاع، الليلة قبل الماضية، هدنة جديدة لوقف القتال الذي نشب أواخر مايو في محافظة عمران وامتد في الأيام الماضية إلى مشارف العاصمة صنعاء. واندلعت المواجهات التي استخدمت فيها مدافع الهاون وصواريخ كاتيوشا ورشاشات ثقيلة في بلدة “همدان”، 22 كم شمال صنعاء، وفي مناطق عدة في محيط مدينة عمران التي تبعد إلى جهة الشمال 50 كم عن العاصمة. وقال مصدر قبلي في بلدة “همدان”، إن معارك عنيفة دارت بين الجيش والمسلحين القبليين الموالين له، من جهة، والمقاتلين الحوثيين، من جهة ثانية، في منطقة “ضروان”، التي تبعد عشرة كيلومترات فقط عن مطار صنعاء. وأكد المصدر مقتل عشرات المسلحين من الجانبين في المعارك التي استمرت حتى صباح أمس، وتجددت بشكل متقطع في المساء. وأفاد بمشاهدته سيارتين تابعتين للجماعة المذهبية تنقلان جثث قتلاها إلى خارج منطقة الصراع عبر الطريق المؤدي إلى محافظة المحويت، لافتا إلى أن وسطاء قبليين محليين يحاولون إقناع الحوثيين بالسماح بإجلاء قتلى الجيش ورجال القبائل الموالية لحزب الإصلاح الإسلامي. في غضون ذلك، قُتل جندي على الأقل ومسلحون حوثيون في مواجهات عنيفة اندلعت ليل الأحد الاثنين واستمرت حتى صباح أمس في محيط مدينة عمران، حسبما أفاد مصدر في الجيش وسكان محليون. وقال المصدر العسكري إن الحوثيين هاجموا بقذائف هاون معسكرا تابعا للجيش مرابط في جبل “ضين” الاستراتيجي جنوبعمران وعلى الطريق المؤدي إلى صنعاء، مشيرا إلى مقتل جندي وجرح اثنين بسقوط قذيفة هاون عند البوابة الرئيسية للمعسكر. وذكر أن الحوثيين أحرقوا سيارة تابعة للجيش في جبل “ضين” دون أن يخلف الهجوم قتلى من الجنود، لافتا إلى اندلاع معارك في شمال مدينة عمران في مناطق “الجنات” و”المحشاش”، وأخرى في شمال غرب المدينة في مناطق “بيت بادي” و”شبيل” حيث أصيب مدنيان جراء سقوط قذيفة هاون على منزلهم. وفيما أفادت وكالة إعلام حكومية بتشييع جثث خمسة جنود قتلوا في المواجهات المسلحة في عمران، أكد مسؤول محلي ل (الاتحاد) مصرع عدد المسلحين الحوثيين في كمين استهدف سيارة تابعة لهم في منطقة “بيت عامر” جنوب شرق عمران. وذكر البيان أن اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر المسلح في محافظة عمران، توصلت إلى اتفاق لإنهاء “نزف الدم” برعاية الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي. وتضمن الاتفاق، وهو الثاني بعد فشل الاتفاق الأول المعلن في 4 يونيو، سبعة بنود أبرزها “وقف إطلاق النار في جميع المواقع في مدينة عمران ومحيطها أو في أي منطقة أخرى من مناطق التوتر”، و”رفع جميع الاستحداثات القتالية من قبل جميع الأطراف بما في ذلك الاستحداثات الممتدة إلي أرحب وهمدان وبني مطر”، شمال وشمال غرب العاصمة صنعاء، وذلك بالتزامن مع إعادة فتح الطريق بين صنعاءوعمران “على أن تتولى تأمينه قوة من الشرطة العسكرية في فترة لا تتجاوز ثلاثة أيام”. ونص الاتفاق الجديد على إنهاء الخلاف بشأن مقتل معتصمين حوثيين في شمال عمران برصاص جنود في مارس الماضي، بالإضافة إلى “تشكيل لجنة تحقيق محايدة متوافق عليها من وكلاء النيابة تقوم بالتحقيق في الأحداث من بدايتها”. كما نص الاتفاق على تشكيل لجنة مهنية ومحايدة لحصر الأضرار الناجمة عن الصراع المسلح الذي يدور منذ أسابيع بين اللواء 310 مدرع المسنود بمليشيات محلية موالية لحزب “التجمع اليمني للإصلاح”، والحوثيين . ونص البند الأخير في الاتفاق على إجراء تغييرات عسكرية وأمنية وإدارية “تلبي تطلعات أبناء محافظة عمران” خلال فترة زمنية لا تتجاوز 30 يوما، في توجه واضح نحو إقالة قائد اللواء 310 مدرع، العميد حسين القشيبي، المقرب من المستشار الرئاسي لشؤون الدفاع والأمن، اللواء علي محسن الأحمر، الذي يعد السند الأقوى لحزب “الإصلاح”، الشريك في الائتلاف الحاكم وعلى صلة بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن.