حملة التبرعات التي أطلقتها الشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرًا، والتي جمعت عشرات الملايين من الدراهم في سبيل سقيا العطشى في العالم، تعكس الاهتمام الانساني الذي يوليه أبناء زايد وإمارات الخير، كما تعكس النظرة الإنسانية - أيضًا - التي يتمتع بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تجاه بني البشر، وهذا ليس غريبًا على دولة خيرة مثل الإمارات، فقد زرع مؤسسها الراحل - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - حب الخير للناس في الداخل والخارج على السواء، وبلغ خير الامارات أرجاء الدنيا بلا استثناء، وها هم أبناؤه يسيرون على نفس النهج وذات الدرب، في فعل الخير للآخرين. في دولة الامارات العربية المتحدة، تنتشر في رمضان موائد الطعام في كل حارة ومدينة لإفطار الصائمين، كما يتسابق المواطنون على فعل الخير وتقديم العون للآخرين. وفي بلادنا تنتشر مجاميع الشر والفساد هنا وهناك توزع أدوات سفك الدماء باسم الدين تارة وباسم المذهب وباسم المظلومية تارة أخرى !! في بلادي يتسابق الناس ليس لفعل الخير - كما في الإمارات - بل لسفك الدماء والاغتيال اليومي سواء في الشمال أم في الجنوب، والسلطة الحاكمة وضعت نفسها في موضع الوسيط الخجول !!، همها الأول والأخير هو استمرار الصراع وسفك الدماء لإطالة أمدها في السلطة مع الأسف الشديد!!، ونست أو تناست هذه السلطة أن صمت الشعب لن يطول كثيرًا. ولتعلم السلطة - ذاتها - أنها إذا لم تقم بواجبها تجاه الشعب الذي يعاني الأمرّين (مرارة تصرفات الجماعات المسلحة بكل أشكالها ومذاهبها، ومرارة سكوت السلطة الحاكمة في البلاد)، فلا شك أن الشعب سيخرج عن صمته ويوقف العبث المستشري اليوم في البلاد، وحينها لا ينفع الندم. . [email protected]