ثلاث محافظات يمنية على موعد مع الظلام الدامس.. وتهديد بقطع الكهرباء عنها    أبوظبي اكستريم تعلن عن طرح تذاكر النسخة الرابعة التي ستقام في باريس 18 مايو الجاري    مأساة في تهامة.. السيول تجرف عشرات المساكن غربي اليمن    عندما يغدر الملوك    النائب العليمي: مليشيا الحوثي تستغل القضية الفلسطينية لصالح اجندة ايرانية في البحر الأحمر    بعد إقامة العزاء.. ميت يفاجئ الجميع ويعود إلى الحياة قبيل وضعه في القبر    جزار يرتكب جريمة مروعة بحق مواطن في عدن صباح اليوم    قارورة البيرة اولاً    أساليب أرهابية منافية لكل الشرائع    رئيس انتقالي شبوة: المحطة الشمسية الإماراتية بشبوة مشروع استراتيجي سيرى النور قريبا    حرب غزة تنتقل إلى بريطانيا: مخاوف من مواجهات بين إسلاميين ويهود داخل الجامعات    مهام العليمي وبن مبارك في عدن تعطيل الخدمات وإلتقاط الصور    المحطات التاريخية الكبرى تصنعها الإرادة الوطنية الحرة    العدالة تنتصر: قاتل حنين البكري أمام بوابة الإعدام..تعرف على مراحل التنفيذ    متصلة ابنها كان يغش في الاختبارات والآن يرفض الوظيفة بالشهادة .. ماذا يفعل؟ ..شاهد شيخ يجيب    أتالانتا يكتب التاريخ ويحجز مكانه في نهائي الدوري الأوروبي!    الدوري الاوروبي ... نهائي مرتقب بين ليفركوزن وأتالانتا    ضوء غامض يشعل سماء عدن: حيرة وتكهنات وسط السكان    لا وقت للانتظار: كاتب صحفي يكشف متطلبات النصر على الحوثيين    الحوثي يدعو لتعويض طلاب المدارس ب "درجات إضافية"... خطوة تثير جدلا واسعا    في اليوم 216 لحرب الإبادة على غزة.. 34904 شهيدا وأكثر من 78514 جريحا والمفاوضات تتوقف    قوة عسكرية جديدة تثير الرعب لدى الحوثيين وتدخل معركة التحرير    مراكز مليشيا الحوثي.. معسكرات لإفساد الفطرة    ولد عام 1949    الفجر الجديد والنصر وشعب حضرموت والشروق لحسم ال3 الصاعدين ؟    فرصة ضائعة وإشارة سيئة.. خيبة أمل مريرة لضعف استجابة المانحين لليمن    هموم ومعاناة وحرب خدمات واستهداف ممنهج .. #عدن جرح #الجنوب النازف !    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    باذيب يتفقد سير العمل بالمؤسسة العامة للاتصالات ومشروع عدن نت مميز    أمين عام حزب الشعب يثمن موقف الصين الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة مميز    دواء السرطان في عدن... العلاج الفاخر للأغنياء والموت المحتم للفقراء ومجاناً في عدن    لعنة الديزل.. تطارد المحطة القطرية    منذ أكثر من 70 عاما وأمريكا تقوم باغتيال علماء الذرة المصريين    الخارجية الأميركية: خيارات الرد على الحوثيين تتضمن عقوبات    تضرر أكثر من 32 ألف شخص جراء الصراع والكوارث المناخية منذ بداية العام الجاري في اليمن    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين    "صحة غزة": ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و904 منذ 7 أكتوبر    وفاة الشيخ ''آل نهيان'' وإعلان لديوان الرئاسة الإماراتي    امتحانات الثانوية في إب.. عنوان لتدمير التعليم وموسم للجبايات الحوثية    الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار    5 دول أوروبية تتجه للاعتراف بدولة فلسطين    ريال مدريد يقلب الطاولة على بايرن ميونخ ويواجه دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا    تصاعد الخلافات بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر والأخير يرفض التراجع عن هذا الاشتراط !    دوري ابطال اوروبا .. الريال إلى النهائي لمواجهة دورتموند    مدير عام تنمية الشباب يلتقي مؤسسة مظلة    استشهاد وإصابة 160 فلسطينيا جراء قصف مكثف على رفح خلال 24 ساعة    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    البدعة و الترفيه    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالله بن زايد: تمزق أمتنا سببه غياب صوت العقل
نشر في الجنوب ميديا يوم 09 - 03 - 2014

أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، أن من أهم أسباب الشقاق والحروب الطائفية التي تمزِّق أمتنا اليوم، غيابَ صوت العقل، وانحسارَ مبدأ الاختلاف الذي جُبِلَت عليه الخليقة، وتَصَدُّر أشباه العلماء لمواقع الريادة ومنابر الفُتْيا، واحتلالهم لوسائل الإعلام المتنوعة، فاستخفُّوا رهطاً من الناس فانساقوا خلفهم من دون وعي ولا دِراية .
جاء ذلك في كلمة سموه التي ألقاها، صباح أمس، لدى افتتاحه فعاليات المنتدى العالمي "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة"، بمشاركة أكثر من 250 عالماً ومفكراً إسلامياً من مختلف دول العالم في فندق سانت ريجنس السعديات في العاصمة أبوظبي .
وقال سموه لكي تعود الأمة إلى صوابها لا بد من عودة علماء الدين المشهود لهم بالعلم والفضل، والوعي بمقتضيات العصر وتغيّرات الزمان، ليكونوا في الواجهة، فلا تأثير لعالِم منفصم عن واقع أمّته، وغائب عن فهم حاجاتها، ناهيكم عن جاهل بالمُتغيرات الحضارية التي تقتضي إعادة النظر، وتجديد الخطاب الديني ليكون عقلانياً، متّزناً، ونابعاً من حاجات الإنسان، فمن تِلك حالُه لا يُمكن أن يُؤثر إيجابياً في أمته .
وأضاف سموه: إنه ليُسعدني ويُشرّفني أن أقِف بين أيديكم متحدثاً، فأنتم أصحاب العِلْم والفَضْل، ومثلكم يُؤتى ولا يأتي، ولقد نَزلت الشريعة الإسلامية السمحاء بمقاصد سامية، وقيم راقية، مِن أعلاها وأهمُها تعزيز السلم، وحِفظ الأنفس، وصَوْن الدماء، وإفشاء السلام .
وأوضح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أنه جاء هذا الدين الحنيف لِجَمْع الكلمة، لإشاعة المحبة وبث روح الوئام بين الناس على اختلاف دياناتهم وتنوع عقائدهم، إذن . . . جاء الإسلام ليجمعنا . . فلماذا يوظفُه بعض من ينتمون إليه اليوم لتفرقتنا، ويَتَكِئون على مفاهيم مغلوطة لتشتيتنا؟
وأضاف أتساءلُ . . . وفي النفس أسى وحُرْقة على إخوتنا المسلمين الذين يتناحرون في شتى أصقاع الأرض، وكُلٌ يزعم أنه على الحق، يتصارع الكبار على المكاسب السياسية والمصالح المادية، فيُغرون الشباب لخوض حروب طاحنة بالنيابة عنهم، ويقولون إنّ موعدهم الجنّة ، وهل أُعدت الجنة لمن يَقْتُلُ أخاه الإنسان، بغير حق، وباسم ربّ العالمين! كيف وقد قال عليه الصلاة والسلام: "سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ" .
وأوضح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عندما نعود لتأمُّل السيرة النبويّة، نَلْحَظ البون الشاسع بين ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، وما عليه كثيرٌ ممن يدّعون اتّباع هديه اليوم، فالنبّي، عليه السلام، وهو المؤيد بالوحي والمبعوث بالحق، رفض إطْباق الأخشَبَيْنِ على قومه الذين آذوه وكذبوه، واليوم، ماذا سيكون حال هؤلاء الذين يستغلون الدين لأغراضهم الشخصية لو عُرِضَ عليهم إطباق الأخشَبَين على مُخالِفيهم، أتُراهم يترددون؟!
وقال سموه مخاطباً الحضور من العلماء والمفكرين، إنكم أيها العلماء تحملون أمانة التنوير والتبصير، فدينُنا الإسلامي ما فتئ منذ نزولِه، وسيبقى حتى آخر الزمان إن شاء الله، ديناً نورانياً يدعو البشر إلى التبصّر والتفكّر والتعايش، لذلك، فإننا نُقدّر دوركم التاريخي في إخماد نيران الفتنة، وتقريب وجهات النظر، وإنارة العقول، وتأليف القلوب على مبدأ السِلْم .
وأكد سموه أن عقلاء الأمة لا يبتغون تحقيق الاتفاق في كل شيء، فتلك غاية لا تدرك، ولكنهم يدعون إلى احترام الإنسانية، وحق الآخر في الاختلاف، والإقرار بمبدأ التنوع الذي يضمن الحُريّات والحقوق، دون تعدي طرف على آخر، ودون السعي لفرض فكر واحد على الناس الذين ضَمن لهم الله، جلّ وعلا، حقّهم في حرية الاعتقاد والتدين .
وقال إننا في هذا الجمع الكريم الذي أنار ديارنا وأبهج قلوبنا، نتطلع إلى ألا يكون اجتماعنا اجتماعاً اعتيادياً وظاهرة خطابية؛ نناقش فيه قضايا مهمة بطريقة عابرة، ثم يعود كل واحد من حيث جاءَ خاليَ الوِفاض، بل نرجو، وأنا كلي ثقةٌ وأملٌ، أن تخرجوا بمبادرات جديدة، ترنو إلى إصلاح ذات البين، وإعادة المتناحرين من المسلمين إلى جادّة الصواب والحِكمة، فالأمانة منوطة بأعناقكم أيها العلماء كما هي في أعناق رجال السياسة .
وأضاف سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في كلمته مخاطباً الحضور من العلماء، نؤكد بأننا لن نتدخل في عَملِكم، بل سنستنيرُ به، وسنضع أيدينا في أيديكم، لنعمل معاً على بث المحبة ونشر السلام بين البشر، بالكلمة الطيبة التي غُرِسَت في هذه الأرض الطيبة، على يد زايد الخير، رحمه الله، وبإذن الله تؤتي أُكُلَها في كل مكان وكل حين، عسى الله أن يُنزّلَ بركاتِهِ على هذا الاجتماع الميمون، ويصُبّ رحماتِهِ على قلوبِ الناسِ في كل مكان، ويرفَعَ المِحَن ويُذهب الإِحَن، ويُجري على أيدكم الخيرَ والبركة، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه .
أكدوا أن المنتدى يجسد الحرص على وقف نزيف الأمة
علماء: الإمارات نموذج يحتذى في العمل على اتحاد العرب ونبذ الفرقة
أبوظبي - "الخليج":
التقت "الخليج" مع عدد من العلماء المشاركين في منتدى تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية حيث أكدوا أهمية الدور الذي تلعبه دولة الإمارات تحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في وقف نزيف الأمة الإسلامية ووضع حد للتدهور الذي تعاني منه وتحسين صورة الإسلام في العالم التي شوهتها جماعات التكفير والعنف والتفجيرات التي تبحث عن مصالح شخصية ضيقة تخدم بها أعداء الأمة، وحرص القيادة على جمع المسلمين على كلمة سواء .
وأعربوا عن تقديرهم لمبادرة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية راعي المنتدى بالدعوة لعقده في هذا التوقيت الهام الذي تعاني فيه الأمة الإسلامية في العديد من بلدانها من العنف والقتال والمواجهة بين المسلمين .
وأكد العلماء أن دولة الإمارات منذ تأسيسها على يد المغفور له حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه وهي نموذج يحتذى في العمل على لحمة العرب واتحادهم ونبذ الفرقة والخلافات من أجل تحقيق النهضة والتقدم .
نهضة شاملة
وقال الدكتور أحمد معبد عبد الكريم عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف إن دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وكما هي الآن تسير على نفس الخطى والنهج تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي ندعو الله تعالى أن يمن عليه بنعمة الشفاء، دولة تضرب المثل الأعلى في السعي لتحقيق نهضة شاملة تحسن من صورة الأمة العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن دعوة هذه الكوكبة من العلماء من مختلف دول العالم لمناقشة حال الأمة الإسلامية في هذا الظرف الراهن ومحاولة إيجاد مخرج للأزمة التي تعيشها الأمة المتمثلة في الاقتتال في العديد من الدول والمواقع بما ينافي الإسلام ومنهجه القائم على التسامح والتعايش السلمي بين جميع البشر ولا يفرق بينهم على أساس الدين أو العرق أو الجنس واللون والمكان مؤكدا أن الدعوة الكريمة لهذا المنتدى تؤكد أن دولة الإمارات مهمومة بما يمر به العالم الإسلامي وأنها مهتمة ومعنية بهذا الذي يجري من أمر المسلمين .
حال يندى له الجبين
وقال الدكتور حسن عبد المطلب الأستاذ بجامعة الأزهر إن حال الأمة الإسلامية يندى له الجبين مؤكدا أن العودة إلى منهج الله واتحاد المسلمين لمواجهة الإرهاب هو السبيل الوحيد لكشف هذه الغمة مشيراً الى أن الدين الإسلامي يحرم قتال المسلم للمسلم .
وأضاف إن الإمارات بضميرها اليقظ وقادتها المهتمين بشؤون أمتهم يعملون بكل الجهد والإخلاص لتخليص الأمة الإسلامية من كربها وتحسين صورتها أمام العالم من أمة متقاتلة متناحرة إلى أمة سلام تعمل على الارتقاء بشعوبها تقدم للإنسانية العلم والابتكارات من أجل رفاه البشرية جمعاء ، فكل الشكر لقيادة الإمارات التي عودتنا دائما منذ زمن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه أن تعمل من أجل صالح الأمة ونصرة قضاياها العادلة .
أجندات خارجية
وقال الدكتور خالد بابكر، أمين مجمع النهضة الإسلامي الدولي، إن الإسلام دين السماحة ودين اللطف والرسول عليه الصلاة والسلام يقول إن الله لا ينهى المسلمين عن الإحسان لغير المسلمين وأن يبروهم ويقسطوا معهم، والقسط هو أعلى درجات العدل، على عكس ما يدعو إليه المتشددون .
وأضاف أن ما يحدث داخل أمتنا العربية والإسلامية من خلافات وفرقة وتشرذم وصراعات ودماء، إنما هو نتيجة أجندات خارجية أجنبية، تحاول تخريب الدول الإسلامية واستغلت حماس الشباب غير الواعي الذي يبحث عن تحقيق آماله وطموحاته، في تحقيق مصالحها وأطماعها الخاصة .
أحوال المسلمين
وقال القاضي عبد الله علي سالم، من جامعة نواكشوط في موريتانيا، إن المؤتمر يعبر عن أحوال المسلمين، ويهدف إلى تصحيح المسارات الخاطئة التي يسير فيها البعض من خلال التوعية والنصح والإرشاد، فالعالم العربي والإسلامي يعيش وضعاً صعباً جداً من الفرقة والصراعات والتشرذم .
وأضاف أن ما تقوم به دولة الإمارات من جهود كبيرة وعظيمة ومن بينها هذا المؤتمر الهام، هو عادة من عادات هذه الدولة الطيبة وقيادتها العظيمة في السبق إلى فعل الخير والعمل على توحيد الأمة العربية والإسلامية وإصلاح ذات البين، وهو ما تستحق عنه كل الشكر والتقدير .
وقال إن على جميع المسلمين أن يتداركوا الأمر وما دام يصعب الأخذ على يد من نختلف معه فلنأخذ بيديه لإرشاده إلى الطريق الأقوم والتأكيد على أن الإسلام هو دين السلم والسلامة والسماحة، وأن كل المسلم على المسلم حرام، ماله ودمه وعرضه، وهو أمر مباشر من رسولنا الكريم .
الحوار مطلوب
وقال الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية السابق، إن الحوار مطلوب بين كافة الأطراف لتحقيق السلام، ويجب أن يصاحب هذا الحوار جهود جادة لتوضيح الحقيقة للعالم الخارجي بأن من يخرج على وطنه هو ضد الإسلام وضد وطنه، ويجب أن يتم محاصرتهم داخلياً وخارجياً حتى يعودوا إلى رشدهم .
وأضاف أن موضوع المنتدى يهدف إلى مواجهة أكبر المشاكل التي تواجه أمتنا العربية والإسلامية، وهي التشدد والمغالاة، حيث يدعو هذا المنتدى إلى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة كافة، ودولة الإمارات كعادتها دائماً تقبل على فعل الخير وتقديم ما في وسعها لخدمة أشقائها من الدول العربية والإسلامية .
توطيد الأمن
وقال فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، إن كل القرارات التي أصدرتها المملكة العربية العويدة مؤخراً تعد هامة جداً في سبيل توطيد الأمن والسلام في المجتمعات الإسلامية كافة، خاصة بعد ما شهدنا من استغلال للدين في العديد من المواضيع .
وأضاف أن القرارات التي تنطلق من الدولة التي تحتضن مكة المكرمة ومئات الملايين من الحجاج والمعتمرين الذين يقصدونها يومياً، لها أهمية كبرى في إبعاد المسلمين عن المخططات التي تستهدف ترابطها، وقد جاءت في وقتها .
وقال التفاؤل بالغد موجود مادمنا مرتبطين بهذا الدين العظيم ومعرفتنا الصحيحة بكتاب الله وسنة نبينا، وأن نبتعد عن التحزبات والتجزئة التي بدأت تنتشر مؤخراً بشكل كبير في أمتنا العربية والإسلامية .
القى كلمة الضيوف وشكر الإمارات ودعا بالشفاء لرئيس الدولة
شيخ الأزهر: الأمم المتحدة عاجزة عن ردع السياسات الظالمة
القى كلمة الضيوف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ترحم فيها على حكيم العرب وفارس العروبة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والدعاء له بأن يتغمده الله بواسع فضله وكرمه في أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، كما توجه بخالص الدعاء لقائد البلاد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأن يمن الله عليه بتمام الشفاء وكامل الصحة والعافية وطول العمر، وأن يحفظ الله الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وإخوانهم الكرام .
وقال إن الحديث عن السلام هو حديث متشعب النواحي والاتجاهات، ولا يمكن أن تستقصي جوانبه في كلمة كهذه محدودة المساحة والزمن، ولا تزال التساؤلات حول "السلام" ومعناه وعلاقته بحقول المعرفة البشرية الأخرى مفتوحة لم تحسم حتى يوم الناس هذا، بل أصبح الآن للسلام علم خاص به، يبحث فيه عن السلام وعن الحروب وأسبابها، وارتباط كل ذلك بالعلوم الاجتماعية والسياسية والدراسات الاستراتيجية والعلوم العسكرية، بل وعلوم الأخلاق، ولا يزال فلاسفة التاريخ ينقسمون حول علاقة السلام بالإنسان، فمنهم من يذهب إلى أن التاريخ البشري إنما هو تاريخ بحيرات دموية، ومنهم من يذهب إلى أن السلام هو القاعدة في حياة البشر، وأن الحرب أو العنف استثناء وشذوذ عن القاعدة .
حماية السلام
وأضاف، ينبئنا التاريخ أن الانسانية لم تنعم دهرًا طويلاً بالعيش في ظل سلام كامل ودائم، ويقول بعض الكتاب الأمريكيين إن البشرية عبر تاريخها المسجل الذي يبلغ 3421 سنة فإن 268 سنة فقط سادها السلام، أما السنوات المتبقية فقد كانت مشغولة بالحروب، ومن هنا استنتج جورج ويل الكاتب الأمريكي المعروف أن السلام عاجز عن أن يحمي نفسه، وبالتالي فلا بد من وجود جيش يحميه .
وقال شيخ الأزهر الشريف، يؤكد هذا الكلام أن الحضارات الكبرى المعاصرة الآن لا تجد بأساً إذا أعوزتها أسباب الفتن والحروب أن تخترع لها عدواً تدير عليه رحى الحرب، وتنقل إليه بؤر التوتر والعدوان والقتال بعيداً عن أراضيها وشعوبها، وهذا السلوك الذي تتخذه بعض الكيانات السياسية المعاصرة هو لا شك دعوة سافرة إلى وأد السلم والسلام العالميين وتشجيع العدوان، وخروج عن كل الأطر الأخلاقية والإنسانية التي تجعل من السلام أبسط حق من حقوق البشر والمجتمع الإنساني .
وأضاف فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، إني وإن كنت لا أعول كثيراً على تفسير مصائبنا التي تحدق بنا في الشرق على نظرية المؤامرة التي تجعل من التآمر الغربي باعثاً رئيسياً لمشكلاتنا في الأمن والاقتصاد والصحة والتعليم، إلا أن المسرح الذي تتتابع على خشبته هذه الأحداث البشعة هو مسرح عبثي وفوضوي يشير بكل قوة الى هذه الأيدي الخفية السود التي تمسك بخيوط اللعبة الماكرة وتحركها من وراء ستار .
وأوضح أن شواهد الواقع ومجريات الأحداث على طول نصف قرن أو يزيد ترشح هذا الفهم، بل تفرض هذا الفهم فرضاً على كل المهمومين بقضايا السلم العالمي بعامة، والسلم العربي والإسلامي بوجه خاص، وإلا فكيف نفهم بقاء قارة كإفريقيا الغنية بثرواتها الزراعية والمعدنية من ذهب وغيره، قارة متخلفة غير قادرة على اللحاق بركب التطور والتقدم، وكيف بقيت دول العالم الثالث بكل ما تملكه من ثروات طبيعية وطاقات بشرية في ذيل قافلة التطور العلمي والتقدم التكنولوجي؟
مبدأ المساواة
وأضاف، هنا أبيح لنفسي ان أدعي أن القائمين على مؤسسة الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذين حددوا بكل وضوح في المادة الاولى من ميثاق هذه المؤسسة : حفظ السلام والأمن الدوليين ومبدأ المساواة بين الدول الأعضاء وتحريم استخدام القوة، أو مجرد التهديد بها في العلاقات الدولية، والامتناع التام عن "التدخل في الشؤون الداخلية للدول"، هؤلاء لم يكونوا جادين في ما يقولون، وفي ما يضعون من مواثيق زعموا أنها من أجل الإنسان ومن أجل الحفاظ على حقوق الدول، بحيث لا تتميز فيها دولة عن دولة، ولا يتفاضل فيها الإنسان الغربي عن أخيه الشرقي، ومن ثم لم يكن غريباً أن نرى منظمة كمنظمة الأمم المتحدة عاجزة عن القيام بأي دور في ردع كثير من السياسات الجائرة والظالمة، ورغم مرور ستة وستين عاماً على منظمة الأمم المتحدة التي انشئت من أجل مواجهة تهديدات السلام العالمي، ووقف أعمال العدوان بين الدول وفرض الاستقرار والسلم في ربوع الأمم والشعوب، إلا أن القوى الكبرى في العالم ما زالت تمنح السلام للأمم وتمنعه عنها حسب مصالحها الشخصية، وحسب نظام الهيمنة، وحسب منهج الظلم الذي تبرره القاعدة اللا أخلاقية عندهم، وهي القاعدة التي تقرر أن "الغاية تبرر الوسيلة" .
وقال الدكتور أحمد الطيب، لعلي لا أعدو الحقيقة لو ذهبت إلى أن النظام الأساسي للأمم المتحدة ومواثيقها ومؤسساتها الكبرى، لا تسمح بنشر سلام قائم على قيم العدل والإنصاف ومراعاة حقوق الآخرين، وما اعطته من حق السلم العالمي والأمن الجماعي بإحدى يديها، سرعان ما سلبته باليد الاخرى حيث اشترطت ضرورة إجماع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن على القرارات التي يصدرها هذا المجلس، وهي القرارات التي تتعلق باستخدام القوة العسكرية في بؤر الصراع المحلية والدولية .
الفيتو والنقض
وأضاف، لست في حاجة إلى التدليل على أن هذه الخروق أو النواقص في النظام الأساسي لمفهوم السلام العالمي في الأمم المتحدة كانت أسباباً مباشرة في اشتعال الحروب بين شعوب لا ناقة لها في هذه الحروب ولا جمل، بل إن من أخطر عوامل الهدم للسلام العالمي هو ما يسمى بحق: "الفيتو" أو "النقض" والإسراف في استخدامه، والذي يغل يدي هذه المنظمة عن ملاحقة المجرمين وإقرار "السلام العادل" في كثير من مناطق التوتر العالمي .
وقال من هنا ذهب كثير من المحللين إلى أن الفيتو الأمريكي في ما يتعلق بالنزاع الصهيوني - الفلسطيني هو أهم أسباب الإرهاب الدولي والتشجيع عليه، بل والمشاركة فيه بصورة أو بأخرى، وذلك على الرغم مما يصدر عن أصحاب هذا الفيتو من بيانات تصف ضحية الإرهاب بأنه الإرهابي الأول .
وأوضح، رغم أننا نعلم أن هذه المنظمات الدولية إنما نشأت في الأصل لإقرار مبدأ السلام والعدل والأمن الجماعي، وبخاصة بعد ما خلفته الحربان العالميتان وتركتاه وراءهما من موت دمار وخراب وهلاك للحرث والنسل، وبرغم ذلك فلم تمثل هذه المنظمات طوق نجاة للإنسانية مما يتربص بها الان من الزج بها في معارك تعود بها إلى الوراء أزماناً طوالاً، تفقد بسببها كل ما أحرزته من إنجاز وتنمية وتقدم .
وأضاف، هنا تستوقفني دائما كما استوقفت كثيرين غيري، مقارنة بين الميثاق الدولي الذي أعلنه نبي الإسلام محمد، صلى الله عليه وسلم، في خطبته في حجة الوداع، وقرر فيه حقوق السلام والعدل والمساواة بين الناس، وبين ميثاق الأمم المتحدة في هذا المجال، وكيف أن الميثاق النبوي حقق أهدافه كاملة غير منقوصة في نشر السلام العالمي، بينما أخفق إعلان الأمم المتحدة في إنشاء مظلة دولية تنصف المظلومين من المتربصين بها خارج هذه المنظمة، أو حتى من بين أعضائها أنفسهم .
وقال السبب عندي: هو أن نبي الإسلام، صلوات الله وسلامه عليه، كان صادقاً في دعواه في نشر السلم وتحقيق العدل والمساواة بين الناس، وأنه لم يكن يعمل من أجل الإنسان العربي أو الإنسان المسلم دون غيرهما من سائر الناس، بل كان يكرر في خطابه هذا نداءه للناس جميعاً، بعبارته الشريفة: "ليبلغ الشاهد منكم الغائب"، بل إنه كثيراً ما تحدى -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بأن مظلة الأمن والسلم سوف تنشر آفاقها على البلاد والعباد في فترة وجيزة .
وأضاف، أما القائمون على المنظمات الدولية التي أخذت على عاتقها نشر السلام في العالم فإنهم لم يكونوا صادقين في دعواهم، بل كانوا يفرقون في دخائل أنفسم بين الغرب والشرق، وبين حق الإنسان الغربي في الأمن والسلم وحق غيره من سائر الناس، وإلا فقولوا لنا: لماذا تخلو أوروبا وأمريكا من بؤر الصدام والاقتتال، بينما تصنع أسباب الصدام في الشرق وإفريقيا وبلاد المسلمين على وجه الخصوص؟ إننا نعلم علم اليقين بأن مصانع السلاح في الغرب لا تتوقف عن الدوران لحظة واحدة، فإذا كان ممنوعاً أن يعمل هذا السلاح في الغرب، أو أن يتوجه إلى صدور الغربيين، فأين يعمل إذا هذا السلاح؟ ولمن يتوجه؟ إذا لم يعمل في الشرق وفي صدور أبنائه وبناته؟
وقال، إن آفة الآفات في فلسفة "السلام" أن يرتبط بمقاصد السياسات الدولية ومزاجها المتقلب، وأن يتخلى عن مقاصد الأخلاق وغايتها الثابتة، وفي هذه الآفة بين نظرة الرسالات الإلهية لمفهوم "السلام" وضرورته القصوى كشرط أساسي للتقدم والرقي والرفاهية وبين معنى "السلام" في مفهوم الأمزجة البشرية المتقلبة حيناً، والمتصارعة حيناً، والظالمة حيناً آخر .
وأضاف، يطول بن المقام لو رحنا نستعرض أهمية "السلام" في الإسلام لا أقول للإنسان فقط، بل للحيوان والنبات والجماد أيضاً . وضرورة السلام للإنسان في الإسلام تنبع من أن الإسلام يساوي بين الناس جميعاً في الحقوق والواجبات، وأول هذه الحقوق هو حق "الاختلاف"، فالله خلق الناس مختلفين، وإذا كان الاختلاف مشيئة إلهية في خلق الناس لا راد لها، فإن العلاقة بين المختلفين - فيما يقرر الإسلام- هي علاقة التعارف والالتقاء والتعاون على البر والتقوى، و"السلام" هو مقتضى علاقة التعارف ولازمها الأول .
العلاقات الدولية
وقال، ينظر الإسلام إلى "السلام" على أنه الأصل في العلاقات الدولية، وفي علاقة الناس ببعضهم بعضاً، وأن الحروب ضرورة واستثناء، يضطر فيها المسلمون في حالة واحدة هي الدفاع عن أنفسهم أو أراضيهم أو عقيدتهم ضد عدوان محقق، وينطبق على حالات الحرب ما ينطبق على حالات الضرورة في الإسلام، ومعلوم أن الضرورات تقدر بقدرها، ومن هنا حرم الإسلام التجاوز والاعتداء في القتال .
وأضاف، من هنا أيضاً حرم الإسلام قتل الأعمى والمقعد ومقطوع اليد والأجير والفلاح والرهبان في جيش الأعداء، لأن هؤلاء وأمثالهم ومن المعوقين والضعفاء لا يتصور منهم عدوان أو حمل للسلاح على المسلمين، وذلك رغم كفرهم ووجودهم في معسكر الأعداء، ومن هنا أيضاً حرم الإسلام التمثيل بجثث القتلى من المسلمين ومن الاعداء على السواء، بل كان التحريم يشمل التمثيل بجثة كلب عقور يصول على الناس ويعقرهم، بل حرم الاسلام الاعتداء على أمن الحيوان والنبات والجماد، فحرم على المسلمين هدم البناء العامر في جيش الأعداء وحرق النخيل، وتغريق النحل، وقتل الحيوان أو ذبحه في جيش العدو، اللهم إلا لضرورة الأكل فقط، وتقدر بقدرها أيضاً، والذي يتأمل العلاقة بين السلام والإسلام يدهش كثيراً لتغليظ الإسلام في حرمة الدماء وصيانتها، وتوعده الشديد لمن يقتلون الناس بالعقاب الأليم والعذاب المقيم في جهنم .
وقال، لا يتسع المقام هنا لسرد الأحاديث النبوية الواردة في تحريم قتل النفس وقتل الغير، وتحريم دماء الناس، ولكن يهمنا أن نبين في عجالة شديدة تداخل "السلام" و"الإسلام" في لحمة واحدة ونسيج متشابك يمتزج فيه الإسلام والسلام امتزاجاً عجيباً . . فالمسلم - كما تعلمون - يصلي كل يوم خمس مرات، وفي كل صلاة يتأمل المسلم كلمة "السلام" لفظاً ومعنى، يتأملها في وسط كل صلاة، ويتأملها مرة ثانية قبل نهاية الصلاة، ثم يتأملها مرة ثالثة حين يخرج من صلاته، ويقول: "السلام عليكم"، وهكذا تفرض شريعة الإسلام على كل مسلم ومسلمة أن يؤمن نفسه ويؤمن الناس "بالسلام" خمس عشرة مرة على الأقل في كل يوم، ثم إن "السلام" هو التحية التي يبادر بها المسلم كل من يلقاه، ممن يعرف ومن لا يعرف، وهي تحيته في جميع الأوقات من ليل ونهار، وليس في الإسلام تحية للصباح وأخرى لما بعد الظهر، وثالثة للمساء، ورابعة لليل، إنها تحية واحدة على مدار الساعة ترتبط "بالسلام" لفظاً ومعنى وتذكرًا وتذكيراً، وإذا كان السلام هو مفتاح اللقاء وبدايته في كل مرة يلتقي فيها المسلم بغيره، فإن رد التحية المنتظر من الآخر هو أيضاً مرتبط بالسلام، ولا يخرج عنه، وحياة المسلم تدور كلها حول السلام، أصلاً وقاعدة وركناً أصيلاً، سواء في عبادته أو سلوكه، بل كأنه يتنفس السلام، لأن الإسلام كدين واحد في اللغة العربية، وقد وردت كلمة السلام ومشتقاتها في القرآن الكريم إحدى وأربعين مرة، بينما وردت كلمة حرب في القرآن ثلاث مرات فقط أما كلمة السيف فلم ترد في القرآن الكريم مطلقاً، فهي ليست من ألفاظه ولا من مفرداته .
وقال لقد تأثرت الحضارة الإسلامية بهذه الأصول المقدسة فيما يتعلق بالسلام وضرورته وأولوياته في كل حياة جادة ومسؤولة، وجاءت حضارة الإسلام حضارة "سلام"، كما جاء الإسلام دين "سلام" ورحمة ومودة، ولم يحدثنا التاريخ ولا الواقع أن الأمم شقيت بحضارة المسلمين أو ازدادت بسببها خوفاً وجوعاً وموتاً .
وتقدم فضيلة الأمام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر الشريف بخالص الشكر والتقدير والعرفان لدولة الإمارات على أنها فطنت لخطر موضوع السلم والأمن الاجتماعيين، وحاجة العالم الملحة الآن إلى إحياء مفهوم السلام العادل، وإلى تطبيقه وتنزيله على واقع الناس، الذي عانى ويعاني الأمرين بسبب غياب هذا المفهوم فترة تزيد على نصف قرن، ورأى أنه آن الآوان لهذا المنتدى الذي يجمع نخبة متميزة من أهل العلم والحكمة والثقافة والرأي، آن لهذا المنتدى أن يخطو خطوات واسعة وواثقة نحو إحياء مفهوم الإسلام العادل، والسعي من أجل بناء مؤسسات دولية فاعلة تستبعد الحروب وتتجنبها وتتخطاها لإيجاد بدائل سياسية ودبلوماسية وحوارية لحل النزاعات الدولية، وفي مقدمتها: النزاع في منطقتنا العربية، والتوترات الكريهة التي أسفرت عن وجهها القبيح في بعض بلدان المنطقة، ووجدت للأسف من ينفخ فيها من بني جلدتنا وممن يتكلم بلساننا .
عبد الله بن بيه: نبحث عن مسوغات السلم بدلاً من مبررات الفتن والحروب
ألقى الكلمة التأطيرية لمنتدى العلامة الشيخ عبد الله بن بيه رئيس اللجنة العلمية للمنتدى رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد بلندن، والرئيس المشارك لمنظمة أديان من أجل السلام في نيويورك، وقال فيها: في ديباجة ميثاق منظمة اليونيسكو جاء أنه إذا كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن نبني حصون السلم . وأضاف أننا نبحث عن مسوغات السلم والعافية، بدلاً من مبررات الفتن والحروب الجاهلية التي يحشها الإعلام المجنون .
وأكد فضيلة الشيخ عبد الله بن بيه أنه واجب العلماء هو شن حرب على الحرب، لتكون النتيجة سلماً على سلم، إنه واجب شرعي، وإنه خدمة لديننا، إنه من أعظم الخدمات وأفضل القربات إذا خلصت النيات .
وقال إنَّ مسؤولية المرجعيات الدينية كبيرة في هذه الفترة بالذات وإن التكلفة البشرية والإنسانية لا يمكن أن تترك أي شخص متفرجاً بل يجب علينا أنْ نكون إطفائيين؛ والإطفائي لا يسأل عمن بدأ - وإنما يحاول أن يطفئ الحريق .
السلم الاجتماعي
واضاف البحث عن السلم حق، بل هو أحق في كثير من الأحوال من الحقوق الحقيقية أو المزعومة، لأنه حق الكافة في الحياة والراحة، في الحركة والسكون، والسعي في مناكب الأرض، فلا يحق لأي طرف أن يحرمهم أو يتسبب في حرمانهم من هذا الحق .
وقال إنكم ستتحدثون عن مقصد السلم الاجتماعي، أوليته على غيره في سلم المقاصد، وما يؤدي إليه إهماله تحت أية ذرائع من المفاسد، سواء كانت راجعة إلى الاصطفافات الطائفية والمذهبية، أو المفاصلات الإيديولوجية، والتي أدت بالأمة إلى نفق مظلم لا يلوح ضياء في نهايته أو راجعة إلى إشكالية التكفير المتبادل أم آئلة إلى فتاوى التضليل وإباحة الدماء واحتكار الحق، أو الديموقراطية أو الديكتاتورية .
أوضاع كارثية
وأكد فضيلة عبد الله بن بيه أن المنتدى يعتبر غير مسبوق في موضوعه وأوضاعه، أما موضوعه فهو "السلم"، وأما "الأوضاع" التي دعت إليه: فإنها الإوضاع الكارثية لهذه الأمة التي أصبحت لعبة الموت أمراً معتاداً فيها، وسبيل الحياة أمراً مستبعداً، تلك مشاهد الدماء والأشلاء والخراب والدمار لا تحتاج إلى تعليق .
وقال لقد أصبح من المذهل والمحزن أنه ما من أمة اليوم يستشري فيها الصراع وإراقة الدماء أكثر من هذه الأمة، تحت عناوين وذرائع وشعارات لا يقرها شرع ولا يقبلها عقل، كيف نشعب الصدوع ونلأم الجراح ونخيط خروق ثوب الأمة ونجبر كسر القلوب؟ وبعبارة واحدة: كيف نبدأ رحلة السلم ؟ ذلك ما ستبحثونه، ذلك ما سنفكر فيه معا .
واجب ديني وإنساني
واضاف مخاطباً الحضور إنكم أيها العلماء تقومون بواجب ديني وإنساني، لهذا فإن طموحنا هو أن نبين الطريق الأفضل في ظل وعينا بعصرنا ونضع الجسور، ونشرح أهمية السلم لعل أحدهم أن ينظر إلى هذا الطريق ليسلكه أو أن يستمع إلى هذه الموعظة فيتأمل فيها .
الحوار الأسلوب الأمثل لعلاج الغلو في الدين
الجلسة الأولى تناقش احترام القيم الإنسانية ومراعاة ثقافة الاختلاف
أكد المشاركون في الجلسة الأولى للمنتدى العالمي "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" التي عقدت مساء أمس وجاءت حول محور القيم الإنسانية والعيش المشترك، تحت عنوان "تدبير الاختلاف وثقافة الحوار" أنه لا بد من توافر شروط معينة لدى أطراف الحوار حتى يكون ذا جدوى ويحقق النتيجة المطلوبة منه .
وترأس الجلسة الدكتور فيصل بن معمر الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وتحدث فيها كل من الدكتور فهمي جدعان الأستاذ بالجامعة الأردنية، والدكتور محمد السماك أمين عام اللجنة الوطنية اللبنانية للحوار الإسلامي المسيحي في لبنان، وفضيلة الشيخ هاني فحص عضو اللجنة الراعية للمجلس الشيعي الأعلى في لبنان .
وأكد المشاركون أنه لا اختلاف في القيم الأساسية الكبرى كالحق والعدل في الحياة وكرامة الإنسان والحرية والمساواة والعدل، وأن احترام هذه الحقوق الضرورية ومراعاة ثقافة الاختلاف وترسيخ أهميتها وإقامة الجسور بين مختلف الشعوب والأمم هو وحده الذي يعيدنا إلى قيمة الإنسان ويذكرنا أننا جميعاً نستحق هذه القيم بغض النظر عن العرق أو اللون أو الجنس أو الدين .
وأضافوا أن أهمية دور علماء الدين وأهل الفكر تبرز في ترسيخ هذه القيم وتحجيم القيم المضادة ليكونوا جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة، كما يشاهد من انزلاق بعضهم في إثارة نعرات الخلاف بما يعود سلباً على قيم التضامن الإنساني وحسن التفاهم، كما أن وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات ومراكز البحث مدعوة لأن تؤدي دوراً إيجابياً في تنمية القيم وتوصيلها .
تسييس الدين
تقدم الدكتور فيصل بن معمر في بداية الجلسة بخالص الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، على عقد هذا المنتدى المهم، كما توجه بالشكر إلى كافة المشاركين والمنظمين له .
وأكد أن الحوار هو الأسلوب الأمثل لدفع الغلو في الدين، وأنه يجب عدم تسييس الدين وتفتيته إلى أحزاب، قائلاً: رأينا على أرض الواقع كيف تم استغلال الدين لتحقيق مكاسب شخصية، ونحن نحمد الله أن أكرمنا بحكمة قادتنا، ونحن في حاجة ماسة إلى الحذر من تجار الفتوى وعلاقتنا يجب أن تقوم على القرآن والسنة وليس بناء على شعارات سياسية .
شروط الحوار
قال الدكتور فهمي جدعان في كلمته، أن الاختلاف أمر طبيعي بين الناس، والمسلمون هم أكثر الأمم التي احتل الاختلاف مساحة كبيرة في ذاكرتهم من حيث فتنة الاقتتال والافتراق وحتى مطالع الأزمنة الحديثة، وبات ينظر إلى الإسلام في العالم الخارجي بأنه دين طارد يبعث على الكراهية، وأن الصورة الجاذبة له باتت مشوهة لأسباب كثيرة .
وقدم الدكتور جدعان شرحاً لمفهوم الاختلاف وأنواعه، مؤكداً أنه يجب محاربة الاختلاف المدمر وتشجيع الاختلاف الرحيم، ويجب تحديد من هم أطراف الحوار ويجب القبول بمبدأ الاختلاف كشرط أساسي قبل انطلاق أي حوار وهو ما لا يتحقق اليوم فالحوار لا يقوم أبداً على نبذ الآخر .
كما حدد شروط نجاح الحوار ومن بينها ترسيخ قيم الاستماع واحترام الآخر المختلف والفضول في معرفة الغير، وتوفير العدل وقيم التضامن والمشاركة وتحمل مسؤولية نتائج ما سيتوصل إليه المشاركون في أي حوار من قرارات، والعديد من هذه الشروط لا تتوافر حالياً لدى بعض الأفراد الذين ناصبوا العداء للفرد والدولة .
وأشار إلى أنه توجد عقبات حقيقية في تنفيذ الحوار، وحيث يحدث العنف لا بد أن تتدخل الدولة لأن العنف لن ينتظر الحوار، وهذا العنف في العالم الإسلامي لا يمكن حله مباشرة بالحوار، لأن القائمين عليه لدينا تخطوا مرحلة أن يكون مجدياً من الأساس، ويجب أن نعود للبدايات وأن نفكر في الأب والمعلم والمدرسة، وأن نجهز على سلطوية الأب والمعلم وأن تقوم العلاقات على أساس التساؤل .
التعددية
قال الدكتور محمد السماك، إن كلمة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، في بداية المنتدى لمست العديد من النقاط المهمة، ومن بينها التعددية والتحولات في عالمنا العربي والإسلامي اليوم، مشيراً إلى أن نتيجة الحوار تعني إما أن تتأكد من أن رأيك كان على صواب أو أن يظهر لك أنك كنت على خطأ .
وأضاف أنه يجب خلال الحوار أن تعترف أنك لا تملك الحق في التفتيش في ضمير الآخر، والحوار يعيد اكتشاف الذات ويؤدي إلى احترام ومحبة الآخر وإعادة النظر في بعض المسلمات، لافتاً إلى أن المسلمين يعيشون إلى جانب العديد من الديانات الأخرى في دول العالم وعليهم أن يكون الحوار والمشاركة أساسين للتعايش بينهم .
العيش المشترك:
قال فضيلة الشيخ هاني فحص، إن لبنان كان مثالاً عالمياً للعيش المشترك، وكان يضيق على خلاف بين أبنائه، داعياً إلى القضاء على ظاهرة تجارة الفتاوى التي ينجرف وراءها العديد من المغيبين، أو يصدرها العديد من المغيبين، وذلك للحفاظ على السلم الداخلي في العالم الإسلامي .
وأضاف أنه يجب وجود رؤية شاملة وعمل جاد لدى العالمين العربي والإسلامي لمواجهه الفتن الكبرى التي تحيط به من خلال عقد حوار بين عقلاء السنة والشيعة والعمل على مشروع للحفاظ على الوحدة صوناً للإنسان والإسلام .
معرض للخط العربي
أقيم على هامش منتدى "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" معرض للخط العربي، تضمن عرض عشرات اللوحات التي تبرز جمال الخط العربي بمختلف أنواعه، رسمها عدد كبير من الخطاطين المعروفين .
وحظي المعرض بإعجاب العديد من المشاركين في المنتدى سواء من المشاركين أو الحضور، حيث أشادوا بجودة الأعمال المعروضة التي تقدم فناً راقياً يعبر عن الثقافة العربية والإسلامية السمحة . وتضمن المعرض لوحات بالخط الديواني تحمل أحاديث شريفة وأشعاراً وأقوالاً مأثورة، للخطاط أحمد عبيد أبونايف .
كما عرض لوحات للفنانة أمل حافظ بالخط الكوفي، والحديث الشريف بخط الرسام تاج السر حسن . وعرض المعرض لوحات تضمنت آيات قرآنية بالخط الديواني الجلي للفنانة جميلة عوض .
رسالة عبدالله بن زايد للمنتدى: سفك قطرة دم واحدة
لأي إنسانأمر تنفيه وتقف ضده كل الشرائع السماوية
قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، في رسالته التي تصدرت كتيب منتدى "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" الذي تم توزيعه على المشاركين أمس: "الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، لقد شهدت حضارة الإسلام عصراً عظيماً شرف العالم، وعاشت من خلاله البشرية أبهى حقبها، فامتدت مآثر تلك الصورة المشرقة عبر مئات السنين إلى يومنا هذا، حتى أصبح معروفاً عن المسلمين أنهم أهل خير ومحبة وسلام، إلى أن ظهرت عند البعض مفاهيم أخرجتهم من السماحة إلى الفظاظة، ومن السعة إلى الضيق" .
وأضاف: "وإنه لا يخفى على الجميع ما تمر به أمتنا الإسلامية من معاناة نتيجة لذلك التغير الذي نتجت عنه خلافات وصراعات آلت إلى مستوى الفتن والأخطاء الجسيمة، التي كلفت دماراً شديداً في العلاقات الإنسانية تأثر به حتى أبناء الوطن الواحد، إن سفك قطرة دم واحدة لأي إنسان هو أمر تنفيه وتقف ضده كل الشرائع السماوية، فكيف بالأمر إذا وصل إلى مستوى حمل السلاح والاقتتال بين أبناء الدين أو المذهب أو العرق، والاستهانة الفاضحة بأرواح الأبرياء، بشكل انعكس سلباً على صورة الإسلام ووضع أهله في موقف محرج أمام الإنسانية" .
وقال سموه: "والمتأمل في أسباب ما يحدث يدرك جيداً أن هناك الكثير من الغموض في الرؤية والالتباس في المفاهيم والخلل في التطبيق لدى الفرد المسلم نفسه، وهي مظاهر تعكس الثقافة المتأزمة التي تعيشها المجتمعات الإسلامية اليوم، وتحتم على القادة وصناع القرار والمفكرين من علماء ومثقفين وساسة وإعلاميين أن يتحملوا مسؤولياتهم في التصدي لها، والعمل بشكل غير مسبوق لتدارك ما تمر به الأمة من أزمة" .
وأضاف: "وانطلاقاً من تلك المسؤولية وحرصاً على وحدة الصف، رأينا أن تنظيم حشد دولي يختص بمعالجة الأفكار والقضايا التي تعد من مسببات تلك الاضطرابات هو أمر في غاية الضرورة وأن الاستهانة بمثل هذه الظروف قد تكون في غاية الخطورة" .
وقال سموه: "وذلك من أجل تدارك هذه الأوضاع، ومحاصرة نيران أفكارها، والسعي بقوة لإطفاء ما تسببه من حرائق قد تلتهم ما تبقى من موروث حضاري نفتخر به نحن المسلمين أمام العالم، إننا دعاة سلام أولاً" .
وأضاف: "وتنظيم منتدى دولي تحت عنوان "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة"، يهدف أساساً إلى التركيز على تحقيق هذا الدور، ويبدأ من خلال التباحث في القضايا الملحة، وتصحيح المفاهيم، ومعالجة الفتوى الجائرة في زمن الفتن، لنعود إلى القيم الإسلامية العظيمة التي تتلاءم مع القيم الإنسانية، وتوفر سبل العيش المشترك، وتبحث كيفية إسهامنا في السلم العالمي، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى" .
حمدان المزروعي: الإمارات مثل في المسؤولية
أكد الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أن استضافة الامارات لفعاليات المنتدى العالمي لتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة نابع من حرص واهتمام قيادتنا الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على لم شمل الأمة وإيجاد السبل الكفيلة بمعالجة كافة المشكلات التي تعرقل مسيرتها نحو التقدم والازدهار، قائلاً إن دولة الإمارات تضرب مثلاً أعلى في المسؤولية والعمل مع الأشقاء من أجل تحقيق النهضة والتقدم لشعوبها، وما تواجد نحو 250 من خيرة العلماء والمفكرين على أرض دولة الإمارات في هذا المنتدى المبارك بإذن الله إلا أكبر دليل على تلك المسؤولية .
وقال إن المبادرة التي دعا لها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية تأتي في إطار الاهتمام المتنامي من قبل الدولة في البحث المستمر عن أفضل الحلول بما يعود بالخير والفائدة على الشعوب العربية والمسلمة .
أحمد شبيب: وضع حد للحسرة والألم
يرى أحمد شبيب الظاهري مدير عام مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية أن دعوة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لعقد هذا المنتدى تؤكد حرص واهتمام القيادة الرشيدة بوضع حد لهذا الألم وتلك الحسرة التي تعصف بقلوب المسلمين وتفتك بأبناء الأمة الإسلامية، قائلاً إن جمع هذا العدد الكبير من العلماء والمفكرين من أجل أن يجتهدوا لإيجاد السبل الكفيلة لإيقاف هذا النزيف دليل على السعي لتحقيق صالح المسلمين من خلال طرح رؤية علمية واضحة تعيد الأمة على الطريق الصحيح حتى تسير في ركب التقدم أسوة بالأمم الكبرى المتقدمة .
وقال إن مؤسسة زايد بن سلطان ال نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية تقدم من خلال مشاركتها في المنتدى معلمة زايد لقواعد الفقه الإسلامي التي تضم 41 مجلداً في طبعتين إحداهما ورقية وأخرى إلكترونية مشيراً إلى أن المؤسسة تسعى لاختصارها في أربعة إلى خمسة كتب كمرحلة ثانية ثم ترجمتها وتوزيعها في دول العالم .
حوارات بين الشباب والعلماء
قدم العلامة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس اللجنة العلمية للمنتدى في الجلسة الافتتاحية مجموعة اقتراحات من اجل تسهيل العيش المشترك والوصول إلى الصالح المشترك منها تأصيل ثقافة السلم من خلال جمع النصوص الحاثة على السلم، استنباط فقه السلم وقواعده ومقاصده، إشاعة ثقافة السلم وأخلاقه، وآدابه، وأدبياته وسلوكه، تقديم دراسات مقارنة عن السلم في الإسلام وفلسفة الغربيين، وتشجيع الحوارات بين الشباب وبين العلماء والحكماء، تنظيم محاضرات وندوات ومناقشات في الجامعات والنوادي الفكرية حول قضايا السلم، زيارات ميدانية لمناطق التوتر الطائفي أو الإيديولوجي، إقامة دورات لمجموعات من الشباب يهيأون للمناشط السلمية باسم "جوالة السلام" ولقاءات مع الشباب من مختلف الطوائف والتوجهات الفكرية لاستطلاع آرائهم حول الحلول الممكنة وآليات فض النزاعات، إنشاء مجلس للحكماء من أجل تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة .
عبلة الكحلاوي: الأمم تتداعى على الأمة بسبب التشرذم والتحزّب
دعت الداعية الإسلامية المصريّة، الدكتورة عبلة الكحلاوي، إلى تحرير المصطلحات الإسلامية من المغالاة والتشدد، والبعد عن الأخذ ببعض الآراء الصادرة من العلماء، الذين نقدرهم، وترك المعنى الواضح في القرآن الكريم، مشيرة إلى أن الأمم تتداعى على الأمة العربية والإسلامية الآن بسبب التشرذم والتحزّب .
وأضافت في تصريحات لها على هامش فعاليات اليوم الأول من المنتدى العالمي "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة"، أنه آن لشرفاء العالم أن يسعوا لتحقيق حياة سعيدة وآمنة لكل إنسان في كل مكان، وأن يقللوا من أطماعهم ويقفوا وقفة رجل واحد أمام المؤامرات التي تحاك ضد الأمة .
وأشارت الكحلاوي إلى أن هناك الكثير من الشرفاء في العالم من مختلف الأديان وليس فقط من المسلمين، ومن بينهم يهود، وهم حزانى جداً على ما يحدث في عالمنا العربي والإسلامي، فالمؤامرة كبيرة جداً خاصة على جمهورية مصر العربية، التي يجري العمل على تعطيشها بالكامل .
وأضافت أن "سد النهضة" الذي تعمل إثيوبيا على إقامته حالياً هو جزء من المؤامرة الكبيرة، فهذا السد بني لينهار ثم يتسبب انهياره في فيضانات هائلة تجلب الدمار والخراب ليس على مصر فقط، ولكن على العديد من الدول العربية الأخرى، بحسب وصف الداعية الإسلامية .
وأوضحت أن المؤامرة لا تهدف فقط لإحداث فتنة بين أبناء الوطن الواحد وإشعال القتال بينهم، بل تمتد مساعيها لتخريب البلاد العربية، وهو ما يستدعي من الجميع أن يستفيق ويقف أمام هذه المؤامرات، وأن هذا التشتت والاختلاف الشديد الذي نعيش فيه ليس في صالح هذه الأمة .
وأضافت أن مؤسسة الأزهر تتحمل مسؤولية كبيرة في ما يحدث من تشتت الأمة لأن الأزهر لم يقم بدوره الحقيقي التاريخي على المدى الطويل ما فتح المجال أمام العديد من الاختلافات والفرقة .
وأضافت أنه يجب أن يقوم العلماء بتعريف الوطن، فما يعرف إنسانياً لا يجوز للشرع أن يهدمه، فالأب بفطرته يحب أبناءه ولا يوجد نص قرآني يدعوه لحب أبنائه، ونفس الأمر ينطبق على الوطن فلا يجب أن يطلب العلماء من الناس البحث عن نص يدعو إلى حب الوطن والتضحية في سبيله .
وأشارت إلى أن مصطلح دار الكفر ودار الإسلام يجب أن يتم تحريره أيضاً من قيود بعض العلماء الذين تركوا النص القرآني .
بيان ختامي يصدر عن المنتدى مساء اليوم
يصدر عن المنتدى العالمي لتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة في ختام أعماله مساء اليوم في أبوظبي بيان ختامي يتضمن عدداً من القرارات التي ستشكل أساس العمل في المجالات التعليمية والعلم الشرعي والممارسات والنشاطات الاجتماعية والتمكين الاقتصادي والحوكمة .
ويشتمل برنامج المنتدى اليوم الاثنين على مناقشة المحور الثاني الذي يركز على تصحيح المفاهيم، حيث تعقد جلسة بعنوان الطاعة بين الإثبات والنفي مفهوماً ومقصداً، وتعقد جلسة بعنوان الدوافع الرائجة للتفكير "الولاء والبراء، وعدم تطبيق الحدود الشرعية"، كما تعقد جلسة بعنوان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الوجوب إلى الحظر، وتعقد جلسة بعنوان الجهاد: المفهوم والضوابط .
ويركز المحور الثالث من المنتدى على موضوع الفتوى في زمن الفتن، حيث تعقد جلسة بعد ظهر اليوم . ويتناول المحور الرابع للمنتدى موضوع إسهام الإسلام في السلم العالمي .
ويتحدث الدكتور عمر جاه غامبيا رئيس مؤسسة جاه الخيرية في غامبيا عن المسلمين والسلم العالمي، يعقب ذلك تقديم تعليق عن أعمال اليوم الثاني من قبل القاضي مارلين مورنينغتون في المملكة المتحدة .
لقطات
سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية حرص عقب انتهاء الجلسة الافتتاحية على مصافحة غالبية العلماء والمفكرين المشاركين في فعاليات المنتدى والتحدث معهم في مختلف الموضوعات .
بدأت فعاليات المنتدى بآيات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ عبدالله البريمي، رافق ذلك عرض صور على شاشات المنتدى لجامع الشيخ زايد الكبير في ابوظبي واقسامه المختلفة .
عرض خلال الجلسة الافتتاحية فيلم تسجيلي وثائقي أبرز ماضي الأمة الإسلامية ورفع الأذان من مختلف المساجد في شتى أنحاء العالم، ثم عرض صور بعنوان حاضرنا عن عمليات التنكيل والقتل في العديد من دول العالم .
اللجنة المنظمة للمنتدى بذلت جهوداً كبيرة في التنظيم والترتيب للفعاليات، وفي استقبال المشاركين وإيصالهم إلى قاعات المنتدى بمشاركة متطوعين من شباب وشابات الإمارات .
أقيم مركز إعلامي متكامل مزود بكافة احتياجات ومتطلبات ممثلي وسائل الإعلام الذين حضروا من مختلف دول العالم، إضافة إلى وسائل الإعلام المحلية ما سهل على الجميع إعداد التقارير الإعلامية .
الخليج الامارتية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.