سقطت محافظة البيضاء - أمس الثلاثاء - تحت سيطرة اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي، وبمساندة من اللواء 139 حرس جمهوري، وأكدت مصادر محلية تمكّن الحوثيين والجيش من الدخول إلى مدينة البيضاء وسط اليمن، بعد معارك عنيفة مع مسلحي القبائل وعناصر القاعدة خلال الأيام الماضية الماضيين، أسفرت عن قتلى وجرحى. ووفق مصادر حوثية فإن الجيش واللجان الشعبية تمكنوا - فجر أمس - من دخول منطقة الرباط ومنطقة الهيكل، وحيد السماء، ومشعبة، قبل أن يتمكنوا من دخول مدينة البيضاء عاصمة المحافظة، ظهر أمس الثلاثاء.. ووفق المصادر فإن اللجان الشعبية اندمجت مع الأمن المركزي المتواجد في مداخل مدينة البيضاء، وانتشروا داخل المحافظة دون حصول أي اشتباكات.. وأكدت المصادر أن مسلحي القبائل والقاعدة انسحبوا من المدينة في الأيام الماضية. وفي ذات السياق انتشر المسلحون في المعسكرات وإدارة أمن البيضاء ومعسكر قوات الأمن الخاصة الموالي لهم، وباتوا على بُعد عشرات الكيلومترات من محافظة أبين الجنوبية، وفق شهود عيان. ومع اقتراب الحوثيين إلى حدود التماس مع المحافظات الجنوبية بعد سيطرتهم على مدينة البيضاء من اتجاه أبين واتجاه يافع التابع لمحافظة لحج التي تربطها حدود مع البيضاء، وبحسب مصادر عسكرية فإن المسلحين الحوثيين والقوات الحكومية يسعون للانتشار صوب مديرية الزاهر والحد يافع، في حين أن قوات أخرى في طريقها ناحية مديرية مكيراس الجنوبية للدخول إلى مدينة عدن ربما عن طريق لودر زنجبار. وفي أول رد أعلنت الأجهزة الأمنية وقبائل ومشايخ مديرية الزاهر الحد في يافع بمحافظة لحج حالة التأهب القصوى لمواجهة أي تمدد حوثي على أراضيها.. وقالت المصادر: إن اللجان الشعبية بدأت بالتمدد باتجاه مديرية الحد بعد سقوط مديرية ذي ناعم بالبيضاء، التي تبعد عن مديرية الحد نحو 12 كيلو، بدأت بالتحرك نحو 2 كيلو من ذي ناعم باتجاه مديرية الحد التابعة لمحافظة لحج. وأعلن بيان - صادر عن لقاء قبلي، عُقد الاثنين بيافع، وضم العشرات من مشايخ وأعيان مديريات يافع الثمان - الاستعداد التام للتصدي لأي تقدم لجماعة القاعدة أو الحوثيين على حد سواء باتجاه يافع. واتفق المشاركون في الاجتماع القبلي الطاري، الذي عقد أمس الأول الاثنين، بمشاركة عدد من مشايخ يافع والشخصيات السياسية والعسكرية ومديري عموم بعض مديريات يافع في منزل الشيخ عبدالرب النقيب، والذي صدر عنه بيان مكتمل أمس الثلاثاء، على تأمين حدود يافع وإغلاقها أمام أي تمدد للمليشيات المسلحة المتطرفة من الحوثيين وأنصار الشريعة، أو القوات العسكرية، وعدم السماح بتحويل مناطق يافع إلى ساحة حرب بين تلك القوى.. وأكدوا أن يافع لن تقبل بأي تواجد للمتطرفين أو لقوات الجيش.. واتفق المشاركون في الاجتماع على تكليف اللجنة العسكرية ليافع بالقيام بدورها في اتخاذ كل الاحتياطات والاستعداد العسكري لمواجهة أي تقدم للحوثيين والجيش باتجاه يافع أو تسلل العناصر الإرهابية. وأقر الحاضرون أن السلطات المحلية والأمنية في المديريات بالتنسيق مع المشايخ وقوى الحراك هي المعنية بحفظ أمن يافع، وعليهم يتوجب تهيئة وحشد الطاقات لمواجهة أي اعتداء على يافع. إلى ذلك تعيش محافظة مأرب حالة استنفار قصوى لصد أي عدوان على المحافظة من قبل جماعة الحوثي، وشهدت مطارح القبائل - الأسبوع قبل الماضي - ارتفاعًا في أعدادها، وانضمام بعض القبائل إلى تلك المطارح؛ استعدادًا لأي هجوم حوثي على المحافظة النفطية، وفي المقابل توجد استعدادات من قبل الحوثيين في مناطق التماس التي تسيطر عليها الجماعة منذ أشهر. وبسقوط محافظة البيضاء كليًّا يكون الحوثيون قد أسقطوا ما يقارب ال 50% من أراضي إقليم سبأ الذي يشمل محافظاتالبيضاءوالجوفومأرب بعد سيطرة الحوثيين على عدد من مديريات محافظة الجوف منتصف العام المنصرم. وكانت جماعة الحوثي قد خاضت مواجهات عنيفة مع رجال القبائل بمساندة أنصار الشريعة القاعدة في عدد من مديريات البيضاء، إلا أنها استطاعت تحقيق تقدم على الأرض رغم حرب الاستنزاف التي واجهتها في رداع خلال الأشهر الماضية.