فيما دعت الأممالمتحدة إلى "وقف إنساني" فوري للقتال في اليمن وإن لساعات في اليوم للسماح بتوصيل مساعدات إغاثية عاجلة للمتضررين يستمر العدوان السعودي بكثافة مستهدفا كل المواقع العسكرية ومناطق مدنية . ودمرت طائرات تحالف " عاصفة الحزم " بقيادة السعودية الجمعة محطتي الكهرباء والغاز بمدينة صعدة بشكل كامل. كما قصفت في العاصمة صنعاء مقر معسكر "الحفا" التابع لقوات الحرس الجمهوري في نقم، ومعسكر الصواريخ في منطقة عطان، ومعسكر الاحتياط في السواد، وتم استهداف مقر اللواء 33 في الضالع كما قصفت البوارج البحرية عدد من المواقع في محافظة عدن . وفي محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء شن طيران قوات التحالف فجر أمس ست غارات استهدفت معسكر لواء العمالقة في منطقة حرف سفيان, ولم يتسن التحقق من حجم الأضرار التي لحقت باللواء والذي بقي طيلة الفترة الماضية منذ نقله من منطقة السوادية بمحافظة البيضاء إلى منطقة حرف سفيان بعيدا عن أي صراعات سياسية أو تبعية لأي أطراف سياسية أو جماعات.مصادر استغربت قصف اللواء رغم ان اللواء معروفا بأنه لم يكن يوما تابعا للرئيس السابق أو الحوثي حتى يتعرض للقصف الذي بات يطال كافة التشكيلات للقوات المسلحة اليمنية.مشيرا أن العمالقة كان قد وقع بينه وبين مسلحي جماعة الحوثي اشتباكات أكثر من مرة آخرها الاشتباك الذي وقع بين الجانبين في منطقة خمر الشهر الماضي إثر محاولة الحوثيين السيطرة على موقع عسكري تابع للواء.وفي العاصمة صنعاء استهدف طيران التحالف المعادي لليمن بقيادة السعودية امس مسجد حمراء علب الأثري في منطقة دار الحيد بمديرية سنحان التابعة لمحافظة صنعاء.من جهتها دانت الهيئة العامة للآثار والمتاحف استهداف العدوان السعودي مسجد حمراء علب الأثري. وناشدت الهيئة تجنيب المعالم الأثرية أي عدوان، والحرص على حمايتها باعتبارها تتعلق بثقافة وهوية وذاكرة الانسان اليمني، والاعتداء عليها يمثل واحدة من أبشع صور العدوان. وقال رئيس الهيئة مهند السياني: إن هذا العدوان على المعلم الأثري الذي يحتضن ضريح الإمام عبدالرحمن الصنعاني، يمثل جريمة جسيمة باعتباره استهدفاً لمعلم أثري له قيمته الحضارية في التاريخ والذاكرة اليمنية، كما يمثل مؤشراً خطيراً لحجم الخسائر التي يخلفها هذا العدوان. وبحسب وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، جدد السياني المناشدة بتجنيب المعالم الأثرية والثقافية أي عدوان، منبهاً إلى أن كل مناطق اليمن تحتضن العديد من المعالم الأثرية والتاريخية. الى ذلك وصلت طائراتان محملتان بأطنان من المساعدات الإنسانية إلى العاصمة صنعاء صباح الجمعة، لكن هيئات إغاثية تحذر من أن ثمة حاجة إلى المزيد من المساعدات. وقال يوهانس فان دير كلو، منسق الشؤون الإنسانية الأممي المعني باليمن، إن الخدمات الأساسية تعاني من الانهيار، مشيرا إلى أن عدم توافر الغذاء والوقود وارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية. وطالب المسؤول الأممي بوقف المواجهات الدائرة فورا ولو لساعات قليلة كي يفسح المجال أمام توصيل المساعدات. وتحدث فان دير كلو عن أن نحو مليون شخص في مدينة عدن الجنوبية تتهددهم مخاطر اختفاء المياه النظيفة خلال أيام. وتمكنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" من تسيير طائرتين إلى صنعاء تقل 16 طنا من المساعدات الإغاثية الجمعة. وتقول هيئة اللاجئين بالأممالمتحدة إن حوالي 900 شخص وصلوا إلى القرن الأفريقي فارين من اليمن عبر خليج عدن. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن قرابة 650 شخصا قتلوا منذ بدء عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية. كما أصيب أكثر من ألفي شخص خلال المواجهات. وتقول السعودية إن عملية "عاصفة الحزم" تهدف إلى مساعدة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي هرب من البلاد بعدما ضيق الحوثيون الخناق عليه في معقله الأخير في عدن. ويتوقع فان دير كلو أن تكون أعداد القتلى أكبر بكثير نظرا لصعوبة نقل كثير من الجثث إلى المستشفيات وفي سياق متصل اكد المتحدث الرسمي لعاصفة الحزم العميد أحمد عسيري، ان هناك منهجية تقوم على دعم اللجان الشعبية و الجيش الموالي للرئيس من خلال استهداف الحوثيين والجيش الموالي للحوثيين ، وقال العسيري ان الطيران قام بقصف محطات الاتصالات لقطع الاتصال بين صنعاء وصعده. كما استهداف لواء المجد ومعسكر السوداية بصعدة ولواء العمالقة ، وبرر استهداف ملعب 22 مايو لاستخدامه من قبل الحوثيين لتخزين الأسلحة في المدرجات. واتهم العيسيري الحوثيين بتفخيخ المواقع التي يتم طردهم منها ، كما اتهمهم باستخدام المدارس والأحياء السكنية و المنشآت الحكومية و الرياضية لتخزين الأسلحة. وأكد ان غارات الطيران تهدف إلى منع وصول إمدادات الحوثيين من شبوة والضالع وكال عدد من الاتهامات للحوثيين محملا إياهم مسئولية انعدام الوقود بينما تجاهل الحديث عن حجز ست شحن من الغذاء والنفط في عرض البحر من قبل البوارج الموالية للتحالف .