وكالات - قالت السلطات العراقية ان مهاجمة انتحارية قتلت عشرة أشخاص في العراق يوم الاربعاء في هجوم هو الاحدث في سلسلة تفجيرات انتحارية كان بينها هجمات كبيرة كل يوم تقريبا في الاسبوع الماضي. وقال اللواء الركن عبد الكريم الربيعي قائد العمليات الامنية في محافظة ديالى ان امرأة نفذت الهجوم الانتحاري بسترة ناسفة عند نقطة تفتيش في بعقوبة عاصمة المحافظة. وقالت القوات الامريكية ان منفذ الهجوم قفز الى مقدمة السيارة التي كان يقودها عضو في دوريات المتطوعين المحلية مما أدى لمقتل السائق وثلاثة اخرين. وكان مهاجم قد فجر نفسه يوم الثلاثاء بسترة ناسفة في مجلس عزاء مكتظ بالمعزين في بغداد. وقالت الشرطة ان عدد القتلى جراء هذا الهجوم ارتفع الأربعاء إلى 34 ليصبح بذلك اسوأ هجوم تشهده العاصمة العراقية منذ ستة أشهر. وقالت القوات الامريكية ان هذه الهجمات أظهرت أن متشددي القاعدة من السنة العرب لا يزال بمقدورهم شن هجمات تقتل أعدادا كبيرة من المدنيين رغم تحسن الاوضاع الامنية الذي أدى الى تراجع في مستويات العنف بشكل عام. وقال المتحدث باسم القوات الامريكية الميجر جنرال كيفن برجنر "قلنا على الدوام.. انه لا تزال لديهم القدرة على شن مثل هذه الهجمات المروعة.. الهجمات الوحشية التي تستهدف مدنيين أبرياء في اطار مساعيهم لاثارة التوترات الطائفية." وجاء الانفجار بالقرب من متاجر واكشاك مزدحمة. وقال مصور من رويترز كان في موقع الحادث انه رأي بركا من الدماء وشعرا محترقا وأشلاء بشرية على الارض. واحصى المصور في وقت لاحق خمسة قتلى و16 جريجا في مستشفى واخبرته الشرطة ان ضحايا اخرين نقلوا الى مكان اخر. وقالت الشرطة ان 28 شخصا اصيبوا بجروح. وقالت موظفة في عيادة صحية أصيبت في الهجوم تدعى أمل اكرم من على سرير في مستشفى "كنت قد غادرت المكتب للتو. ثم وقع الانفجار. لا أعرف ما حصل أو كيف. كان الانفجار شديدا." واندحر متشددو القاعدة من مناطق كبيرة في العراق وانخفضت مستويات العنف بصفة عامة بشدة في النصف الثاني من عام 2007 وشهد ديسمبر كانون الاول ادنى عدد اجمالي من القتلى المدنيين في عامين على الاقل. ورغم الانخفاض الاجمالي في أعمال العنف وضحت احصاءات عسكرية أمريكية أعلنت مطلع الاسبوع أن التفجيرات الانتحارية تزايدت في الشهرين الماضيين بعد تراجعها الى مستوى متدن في أكتوبر تشرين الاول. ومن بين الذين قتلوا في هجوم الاربعاء عبد الرافع النداوي الذي تقول الشرطة انه المنسق بين القوات الامريكية ودوريات مجالس الصحوة في المدينة. وكان متطوعون اخرون من بين القتلى. وكانت دوريات مجالس الصحوة المحلية التي يغلب السنة على أفرادها والتي تمولها القوات الامريكية لمكافحة نشطاء القاعدة هدفا لتفجيرات انتحارية في الاشهر الاخيرة. وفي البداية شكلت القبائل التي انقلبت على الجماعات الاسلامية السنية مجالس الصحوة وتتزايد الآن في انحاء مناطق السنة العرب بتمويل ودعم من الولايات المتحدة. وهدد أسامة بن لادن زعيم القاعدة الذي يعتقد أنه لا يتمتع بسيطرة مباشرة على المسلحين العراقيين الذين يستخدمون اسم تنظيمه بشن هجمات ضد أفراد دوريات الصحوة في تسجيل صوتي أذيع في الاسبوع الماضي. وقال برجنر "حقيقة أن القاعدة تستهدفهم هي أوضح مؤشر على أنها تشعر بقلق منهم." والهجمات الانتحارية التي تشنها نساء نادرة نسبيا لكن وقعت في الاسابيع الاخيرة في ديالى عدة هجمات انتحارية نفذتها نساء. وشهد الاسبوع الماضي تفجيرات كبيرة ضد مدنيين أو متطوعين لدوريات مجالس الصحوة كل يوم تقريبا. وسقط 11 قتيلا من بينهم خمسة أطفال في هجوم بسيارة ملغومة عشية السنة الميلادية الجديدة في بلدة شمالي بغداد. وأسفر هجومان منفصلان استهدفا متطوعي الدوريات عن سقوط 33 قتيلا على الاقل.