لم تسلم حتى المعانات الفلسطينية - الحاضرة في اهتمامات كل اليمنيين شعبا وقيادة سياسية المتعاطفة دوما مع الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من إبادة على مرأى ومسمع العالم –من حضور انقسامات القوى الفلسطينية ولكن هذه المرة ليس في شوارع غزة ورفح والضفة ،بل في شوارع العاصمة اليمنية صنعاء تماشيا مع الخصومات الحزبية في اليمن . حيث شهدت العاصمة صنعاء اليوم تظاهرتين حاشدتين جابتا شوارع العاصمة منطلقتان من اتجاهين مختلفين الى وجهتين مختلفتين ايضا، احتجاجا وتنديدا بالعدوان الاسرائلي على غزة - الأولى نظمها المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن وجمعية كنعان لفلسطين وحضرها الدكتور خالد الدويك-سفير دولة فلسطين بصنعاء (فتحاوي) ، أما الثانية فنضمها الإخوان المسلمين في اليمن وطلاب الإخوان بجامعة صنعاء وبحضور ممثل حماس نجل الشهيد عبدالعزيز الرنتيسي. وفيما كانت وجت المسيره السلمية الأولى مبنى الامم المتحدة بصنعاء لتسليم رسالة احتجاج عبروا عن إدانتهم واستنكارهم الشديد للممارسات الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، كانت الثانية وجهتها السفارة المصرية بصنعاء لتسليمها رسالة احتجاج لعدم فتح المنافذ للفلسطينيين ولوقف التطبيع مع إسرائيل. الفتحاويون المسيرة الاولى دعت اليوم الحكومات العربية ودول الطوق فتح جميع المعابر الحدودية لفك الحصار عن (غزة) وفتح أبواب الجهاد للآلاف من أبناء الشعوب العربية لنصرة إخوانهم الفلسطينيين. وعبر المتظاهرون من رجال ونساء وشباب احتشدوا أمام مقر بعثة الأمم المتحدة عن إدانتهم واستنكارهم الشديد للممارسات الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني. ووسط هتافات (يا للعار.. يا للعار.. أهل غزة في حصار، وبينهم جيش المليار..؟) وجهت الأحزاب والمنظمات المدنية والجماهير الغفيرة المشاركة في المسيرة رسالة شديدة اللهجة للمثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، والتي وعدت بتسليمها للأمين العام للأمم المتحدة. ووجهت رسالة أخرى ذيلت باسم (نساء اليمن) دعوة خاصة ل(مصر الكتانة) لفتح المعابر وإغاثة الشعب الفلسطيني. ودعا يحيى محمد عبدالله صالح-رئيس جمعية كنعان لفلسطين- جميع الحكومات العربية لاتخاذ مواقف ملموسة وشجاعة من شأنها أن تهدم جدران الجوع وتجعل منه جداراً للصمود والمقاومة من أجل دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. واستنكر يحيى صالح الصمت العربي المريب والتواطئ الدولي المفضوح تجاه جرائم القتل الجماعي والعقوبات الجماعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. مؤكداً أن إسرائيل لم تكن تجرؤ على ضرب هذا الحصار الظالم الشامل والإغلاق الكامل على شعبنا في قطاع غزة لولا السكوت والصمت الذي لف الحصار المتقطع والجزئي المضروب على قطاع غزة منذ حوالي عامين. وقال: إن إسرائيل أبعد ما تكون عن استحقاقات السلام وأن ما تريده بالفعل هو استسلام من فلسطين وهو ما لم يحدث بإذن الله.وأكد رئيس جمعية كنعان لفلسطين أن ما يحدث في قطاع غزة من جرائم قتل وتجويع وحصار يكشف مدى زيف وازدواجية أدعياء حقوق الإنسان والديمقراطية. وانتقد سياسة الكيل بمكيالين قائلاً:( فلم نسمع من هذه الجهات العديدة والمتعددة كلمة واحدة غاضبة كانت أم هادئة وهي التي تملأ الدنيا صراخاً وعويلاً إذا ما إنسان من الجهة التي يقفون بجانها.) متمنياً من هذه المنظمات أن تدافع عن الإنسان العربي الفلسطيني مثلما تدافع جمعيات الرفق بالحيوان. وأضاف: إننا لسنا ضعفاء أو أذلاء لنرضى بهذا الذل وإن صمتنا هو الذي يشجع المعتدي على عدوانه (فلنرفع صوتنا عالياً متوحدين جميعاً فلسطينيين وعرب متضامينين.) وعبر يحيى صالح عن أسفه لإدعاء الدول التي وقعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل إنها لا تستطيع فك الحصار عن غزة متسائلاً أين الضمير والدم العربي؟ وأين الأخلاق العربية؟ وفي حين أكد يحيى صالح أن فلسطين لن تتحرر بالاتفاقيات. دعا الحكومات العربية لفتح أبواب المقاومة للآلاف من أبناء الشعب اليمني. وحيت الفعاليات السياسية والمنظمات المدنية المشاركة في التظاهرة المواقف الشجاعة للرئيس علي عبدالله صالح تجاه القضية الفلسطينية كما رفع المتظاهرون –الذين حشدتهم جمعية كنعان والمؤتمر الشعبي العام-إعلام عدد من الدول العربية ورايات حماس وفتح وصور الرئيس علي عبدالله صالح والرئيس أبو مازن والراحل ياسر عرفات. واحمد ياسين وقال الدكتور خالد الدويك-سفير دولة فلسطين بصنعاء- أن صنعاء اليوم تنتصر لفلسطين وغزة، كما عودتنا دائماً. مؤكداً أن لا صوت يعلو فوق غزة وفوق صوت الوحدة الفلسطينية. ودعا السفير الفلسطيني المجتمع الدولي لممارسة الضغط على إسرائيل ووقف سياسة الكيل بمكيالين.وقال: لا سلام مع الجدار والاغتيالات والحصار، نعم للتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية. من جانبه شن يحيى العابد –المسئول بالنقابة العامة للمهن التعليمية- هجوماً حاداً على الحكام العرب، قال إنهم احتفلوا مع قيادات إسرائيلية أثناء حصار غزة وقطع الكهرباء عنها،مشيراً إلى أن الممارسات اللا أخلاقية تهدف لإذلال الأمة العربية والإسلامية،وقال: لنقف جميعاً صفاً واحداً لنجعل من جماجمنا قناديل تضيء دروب غزة). وعن هيئة علماء المسلمين في العراق قال قاسم إبراهيم إنهم لن يفرقوا بين حماسي وفتحاوي، فالكل مطلوب للذبح من قبل إسرائيل. مؤكداً أن الأمة العربية لن ترضى بالاستسلام. وفي حين حيا قاسم إبراهيم المواقف الشجاعة للرئيس علي عبدالله صالح وجمعية كنعان دعا الله أن يزرع في قلوب بقية لحكام الغيرة. وفي كلمة قصيرة للمثل المقيم للأمم المتحدة بصنعاء أشارت / فلافيا بنسيري إلى وجود حالات إستثنائية طارئة في غزة لا بد من معالجتها، لكن كلمتها لن تفي بامتصاص غضب الجماهير المحتشدة، واعدة إياهم بتسليم رسالة احتجاجهم للأمين العام للأمم المتحدة. واضافت :( وباسم منظومة الأمم المتحدة أعبر لكم عن قلقنا البالغ إزاء الوضع اللا إنساني الذي يحدث في غزة وهناك 160 ألف فلسطيني يومياً يعيشون على مساعدة الأمم المتحدة.) الحمساويون وفي المسرة السلمية الثانية التي انطلقت من جامعة صنعاء نددت بالعدوان الصهيوني المتزايد على قطاع غزة في فلسطين.وقال موقع حزب الاصلاح (الاخوان المسلمين في اليمن ) إن قوات الأمن منعت المتظاهرين المطالبين بفك الحصار عن غزة من الوصول إلى السفارة المصرية، وفرضت سياجا أمنيا حيث سمحت بالدخول للجنة المنظمة إلى السفارة، فيما حاصرت المتظاهرين على بعد أكثر من 300 متر عن مبنى السفارة. وطالب المتظاهرون الذين خرجوا إلى السفارة المصرية الدول المطبعة مع العدو الصهيوني بطرد السفراء الصهاينة والعمل على فك الحصار عن غزة من خلال فتح معبر رفح وإيقاف كافة أشكال التعاون مع العدو الصهيوني. وأرجع الدكتور عبدالله العزعزي المسئول الإعلامي لنقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء في كلمته خلال المظاهرة التي انطلقت من ساحة كلية الشريعة أسباب الحصار على غزة إلى ضعف واستسلام الأنظمة العربية التي قال بأنها تمهد الطريق للمشروع الأمريكي. ودعا العزعزي السلطات اليمنية إلى إيقاف كافة أشكال التعامل مع أمريكا، وطرد السفير الأمريكي، مطالبا منظمات المجتمع المدني إلى قطع العلاقة والتعامل مع السفارة الأمريكية حتى يتم فك الحصار عن غزة، وشدد الناطق الرسمي بإسم نقابة أعضاء هيئة التدريس على ضرورة أن يقف الشعب اليمني إلى جانب المقاومة والاستمرار في الفعاليات الاحتجاجية والمتضامنة مع أبناء الشعب الفلسطيني. من جهته قال نجل الشهيد عبدالعزيز الرنتيسي إن أبناء غزة في نعمة لأنهم فضلوا الجوع على الركوع والاستسلام. وأشار في كلمته التي ألقاها أمام المتظاهرين إلى أن أبناء فلسطين محتاجون إلى الشعوب العربية. وأضاف: إن هذه الجموع خرجت لتقول لا للحصار على أبناء غزة، مشيرا إلى أن زيارة بوش للمنطقة كانت لنصب شراك للمقاومة في الدول العربية.وطالب الرنتيسي باستمرار الفعاليات الشعبية حتى يتم كافة أشكال الحصار عن غزة. الدكتور عبدالغني قاسم عضو هيئة التدريس بجامعة صنعاء هو الآخر طالب الحكام العرب أن يتراجعوا عن قرارهم الذي يسلم 75% من الأراضي الفلسطينية لإسرائيل، وإلغاء اتفاقيات "الاستسلام" مع العدو الصهيوني وتزويد المقاومة الفلسطينية بصواريخ القسام التي تحمي الشعب الفلسطيني من بطش العدو الصهيوني على حد تعبير.كما طالب قاسم رئيس جمهورية مصر العربية بفتح معبر رفح وتقديم المساعدات لأبناء غزة.وقال: يجب أن يقدم بوش وباراك للمحاكمة الدولية بسبب ارتكابهم جرائم في حق الإنسانية. من جهته أكد أمين عام اتحاد طلاب اليمن استمرار الاحتجاجات السلمية لدعم صمود الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانب مشروع المقاومة.