شهدت العاصمة اليمنيةصنعاء صباح اليوم تظاهرة حاشدة- نظمتها جمعية كنعان لفلسطين- وتقاطر اليها اليمنيون من جميع الأرجاء، تنديداً بالابادة الصهيونية، والحصار المفروض على غزة، والصمت الدولي والتخاذل العربي. وفي كلمته أمام مبنى الأممالمتحدةبصنعاء، أعلن يحيى محمد عبد الله صالح- رئيس جمعية كنعان- استعداد أبناء شعبنا اليمني للجهاد والالتحاق بالمقاومة، داعياً: "افتحوا باب المقاومة والجهاد، وستجدون شعبنا اليمني يلتحقون، مثلما انضموا سنة 1948 و1982 الى الجهاد والمقاومة"، مؤكداً في الوقت نفسه: إن "تحرير فلسطين لا يكون إلاّ بالدم.. ومثلما احتلت بالحرب فلا تعود إلا بحرب".. وقال يحيى صالح: "على مرأى ومسمع من العالم اجمع تقترف اسرائيل جرائم القتل الماعي والعقوبات الجماعية ضد ابناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة في ظل صمت عربي مريب وتواطؤ دولي فاضح عاجزين ان يقولوا كلمة واحدة لمجرمي الحرب حكام اسرائيل". وتابع: "إن اسرائيل لم تكن تجرؤ على ضرب هذا الحصار الظالم الشامل والاغلاق الكامل على شعبنا في قطاع غزة لولا السكوت والصمت الذي لف الحصار المتقطع والجزئي المضروب على قطاع غزة منذ حوالي عامين وكلما توغلنا في صمتنا عن جرائم اسرائيل كلما تمادت في جرائمها وعدوانها". وقال إن "ما يحدث بانه يكشف مدى زيف وازدواجية ادعياء حقوق الانسان والديمقراطية فلم نسمع من هذه الجهات العديدة والمتعددة كلمة واحدة غاضبة كانت أم هادئة وهي التي تملأ الدنيا صراخاً وعويلا اذا ما مس انسان من الجهة التي يقفون بجانبها وياليت هذه المنظمات تدافع عن الانسان العربي الفلسطيني مثلما تدافع جمعيات الرفق بالحيوان". وأشار: "إن اسرائيل ومهما تلطت وراء ذرائع من هنا وهناك فان الهدف الاساسي من اقتراف هذه الجرائم ان تهرب من استحقاقات السلام الذي تثبت للمرة الالف بأن اسرائيل ابعد ما تكون عنه وإن ما تريده بالفعل هو استسلام هذا الشعب المناضل الصابر وهذا لن يحدث باذن الله". وأكد يحيى صالح: "إننا لسنا ضعفاء أو أذلاء لنرضى بهذا الذل وإن صمتنا هو الذي يشجع المعتدي على عدوانه فلنرفع صوتنا عالياً متوحدين جميعا فلسطينيين وعرب متضامكنين وداعين جميع الحكومات العربية أن تتخذ مواقف ملموسة وشجاعة من شأنها أن تهدم جدار الجوع والركوع وتجعل منه جداراً للصمود والمقاومة من اجل دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف". ولفت الى أن "العدوان هذا تشارك فيه ليس اسرائيل وحسب وانما كل دول العالم .. فهناك دول عربية وقعت اتفاقيات مع اسرائيل تدعي انها تستطيع فك الحصار وفق استحقاقات اتفاقيات السلام .. إننا نصيح أين الضمير؟ أين الدم؟ أين الاخلاق العربية؟ أين الشهامة؟ الذين يدعون انهم يدافعون عن الاسلام والعروبة أين موقفهم مما يحدث في غزة وغير غزة".. ونوه الى أن "السياسات العربية المخزية والجبانة كل همها هو كيف ستستمر ولكن كيف ستستمر وهي عاجزة، مسلوبة الارادة والكرامة..! يجب ان يخجل حكام العرب والمسلمين مما يحدث".. كما ألقى محمود الديك سفير فلسطينبصنعاء كلمة أدان بها بشدة الممارسات الهمجية والجنون الاسرائيلي الذي تمارسه اسرائيل في ابشع صورة امام ناظري المجتمع الدولي ضاربة عرض الحائط بكل القرارات والمواثيق الدولية الداعية الى حماية المدنيين ورفض التغيير الديموغرافي على الأرضمن قبل دولة الاحتلال. وثمن السفير الفلسطيني مواقف اليمن قيادة وشعبا وعلى راسها الرئيس علي عبد الله صالح الى جانب ابناء فلسطين الصامدون في ارض الرباط وأعرب عن اعتزازه لهذه المواقف المشرفة وبالجهود الرائعة التي بذلتها وتبذلها جمعية كنعان لفلسطين برئاسة الاخ يحيى محمد عبد الله صالح. كما ألقت السيدة فيلافيا بانسيري – ممثلة الأممالمتحدةبصنعاء – كلمة دعت فيها الى وقف شامل لجميع أعمال العنف، مؤكدة حق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام وأمان. وألقيت كلمات لعدد من ممثلي المنظمات والفعاليات الجماهيرية خطابات بالمناسبة أدانوا فيها الجرائم الوحشية الاسرائيلية والموقف الدولي، والمواقف العربية المتخاذلة. كما شهدت جامعة صنعاء صباح اليوم تظاهر الالاف من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين احتشدوا أمام القاعة الكبرى، ونددوا بجرائم الابادة الاسرائيلية. وشارك نجل الشهيد عبد العزيز الرنتيسي- أحد قيادات منظمة حماس- في التظاهرة، وألقى كلمة ندد فيها بالحصار المفروض على غزة، ودعا النظام المصري الى فتح معبر رفح وكسر العزلة الفلسطينية، وحث المتظاهرين على مواصلة الفعاليات الاحتجاجية. هذا وكان المتظاهرون يعتزمون التوجه الى السفارة المصرية بصنعاء إلاّ أن السلطات الأمنية منعت ذلك، وطالبت المتظاهرين بتشكيل وفد يمثلهم يتوجه للسفارة المصرية الى صنعاء لمناشدة القاهرة بفتح معبر رفح.