اسكندر الاصبحي* - تراكمت أوجاع امتنا وكدنا نفقد الاحساس كعرب، ولم تعد امتنا تتداعي اذا اشتكى عضو فيها، فهذه غزة تذبح بصمت.. مليون ونصف المليون من شعبنا الفلسطيني لا ماء ولا كهرباء ولا دواء ولا غذاء ولا ابسط مقومات الحياة.. دولة الاستعمار الصهيوني الاستيطاني الاقصائي تمارس حرب ابادة ضد اهلنا في غزة، حصار وعمليات عدوانية وارهابية.. قتل واغتيالات واجتياح ما فتىء الاحتلال الاسرائيلي يمارسه.. وهدفه تفريغ الاراضي الفلسطينية من أصحابها الحقيقيين لتحقيق حلم الدولة اليهودية. ما يجري لغزة يشير الى اننا كعرب -شعوباً وحكومات- قد استسلمنا لحصار قوى الهيمنة الدولية ممثلة في الولايات المتحدة الامريكية.. والا لماذا لم يجد قرار الجامعة العربية برفض الحظر- وقد حال عليه الحول -طريقه الى التنفيذ؟!.. الهروب الى مجلس الأمن لا يجدي، فكل مرة هناك الفيتو الامريكي بالمرصاد.. «وفيتو امريكي» على الحوار الفلسطيني، الانقسام يسهل ضرب المقاومة ويساعد على تحقيق حلم الدولة اليهودية.. دعك من مؤتمر «انابوليس» الذي اراد له الحليف الاستراتيجي للدولة العبرية ان يكون للعلاقات العامة يحسن بها صورة الادارة الامريكية ومفاوضات الى ما لانهاية، اما الكلام عن الدولة الفلسطينية تعلن نهاية العام كما يردد بوش ،فيصدق عليه التعبير الامريكي «تسمعون مائة عام من الاقوال الفارغة، لكنكم لا ترون الا الاحداث المميتة» وها نحن لا نرى سوى الاحداث المميتة في غزة وسائر فلسطين، اما الدولة التي يعد بها بوش بعد اسقاط المقاومة وتدمير كافة مقومات الحياة كما يجري الان في غزة، فهي شطب حق عودة اللاجئين الى ارضهم وهؤلاء يشكلون 70٪ من الشعب الفلسطيني ولا لحدود ما قبل 5يونيو 1967، ولا سيادة للدولة الفلسطينية في ظل «انابوليس» الانتهاكات العدوانية مستمرة من قبل اسرائيل وعلى اشدها.. ومواصلة بناء المستوطنات تجري على نحو حثيث، وعملية تهويد القدس تمضي وعلى عين انابوليس.. امس فقط اعطت الدولة العبرية الاذن بانشاء ثمانية الاف وحدة في الشطر الشرقي من القدس، اما المبادرة العربية التي رحب بها بوش كلاماً فإن ما يحدث على الارض يؤكد رفض راعي السلام الحليف الاستراتيجي لاسرائيل وضامن امنها وتفوقها.. فتبنيه يهودية الدولة الاسرائيلية لا يعني فقط شطب عودة اللاجئين بل طرد عرب فلسطين 48، وتفريغ سائر الاراضي الفلسطينية من اهلها بدءً من غزة والقدس باتجاه تحقيق حلم الدولة اليهودية. تتراكم الأوجاع العربية وتتزايد المخاطر والتهديدات ،فهناك ما يربو عن مليون قتيل عراقي منذ الاحتلال الامريكي للعراق.. ويتجه العراق الى ابعد من التقسيم.. يتجه الى التفتيت الى اكثر من 20ولاية متناحرة.. الانقسام والتقسيم والتفتيت كما يتجلى واقعاً وسياسة امريكية في منطقتنا العربية.. بوسع الارادة العربية ان تتصدى للحصار.. للانقسام والتقسيم والتفتيت.. ولا سبيل لها سوى ذلك، والا فالخروج من التاريخ، هل علينا ان نيأس؟!.. قمة اليأس هو قمة التفاؤل.!