على رغم تواضع عدد المدونيين اليمنيين وخلو غالبية الموضوعات التي ينشرونها من القضايا الحساسة أو ما يمكن ان يثير حفيظة السلطات، تبدو الرقابة في اليمن أقسى منها في بلدان اخرى. ففي حين لم تسجل حوادث طاولت مدونين يمنيين، شهد الشهر الجاري حجب كل المدونات اليمنية على موقع مكتوب Maktoobblog.com الذي يضم معظمها. والأرجح ان الحجب تمّ من جانب الموزع المحلي للخدمة اذ أفاد عدد من اليمنيين المتواجدين خارج اليمن بأنهم لم يواجهوا مشاكل في الوصول الى مدوناتهم على الموقع المذكور. غير أن ياسر العماد من المؤسسة اليمنية للاتصالات قال: إن مؤسسته لم تقم بمثل هذه الخطوة. ولم يقتنع المدونون بذلك فهم بقوا على اعتقادهم بأن الحجب مقصود وقامت به السلطات. واثارت العملية احتجاجات واسعة بين المدونين اليمنيين، وإن بقيت فردية ولم تأخذ شكل حركة عامة على غرار ما حدث عندما حجبت المواقع الاخبارية. ووصف المدون الشاب علي المقري حملة الحجب بالجملة بأنها «بادرة خطيرة»، وقال: «اذا نشر أحد اصحاب المدونات مواضيع سياسية ازعجت السلطات فذلك لا يبرر حجب جميع المدونات». وبدا أن ضعف اهتمام الشباب اليمني بالمدونات يعود الى تدني نسبة مستخدمي الانترنت وحداثة دخول هذه الخدمة الى اليمن. وبحسب «بيت المدون اليمني» وهو منظمة معنية بالحركة التدوينية فإن إجمالي المدونات المسجلة حتى نهاية العام الماضي بلغ نحو 2056مدونة. وقال البيت في احصائية نشرها موقع «مأرب برس» أن 800 مدونة لم يتم تحديثها، مشيراً الى أن أبرز المواضيع تتعلق بالآراء والأفكار الشخصية إلى جانب الموضوعات السياسية وبرامج التسلية. وبحسب «بيت المدون اليمني» حازت المدونات الشخصية المرتبة الأولى من بين المدونات التي يتم تحديثها بشكل مستمر فبلغ عددها 567 مدونة. واحتلت المدونات النقدية والأدبية والثقافية المرتبة الثانية بعدد 380 مدونة، فيما بلغ عدد المدونات الاجتماعية والأسرية وعالم المرأة والترفية 198 وجاءت في المرتبة الثالثة. واحتلت المدونات الإخبارية السياسية والمنوعة والرياضية المرتبة الأخيرة إذ بلغ عددها 111مدونة. ويعتقد عزت مصطفى (34 سنة) أن ضعف اقبال الشباب اليمني على انشاء مدونات شخصية يرجع الى تدني المعارف التقنية في هذا المجال، موضحاً أن معظم المهتمين في مجال النشر هم من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي والسياسي لكنهم يفتقرون الى الخبرة في مجال البرمجيات واستخدام الانترنت. وكان موقع «نيوزيمن» الالكتروني أعلن أنه بصدد اطلاق مشروع «مدونات اليمن» خلال العام الحالي ويستهدف اختبار اهتمام اليمنيين باليوميات الشخصية عبر الانترنت. غير أن علي المقري اعتبر المشروع «فاشلاً سلفاً»، مشيراً إلى استمرارية الحجب الذي تتعرض له المواقع اليمنية. ومعلوم أن اليمن يفتقر الى قانون ينظم النشر الالكتروني ومحاسبة المدونين، وبات لافتاً أنه وعلى رغم ظهور عبارات على بعض المواقع تفيد بأن الموقع محجوب من قبل مزود الخدمة «يمن نت»، دأبت السلطات على إرجاع السبب الى اعطال فنية. (الحياة)