تمثل حملة «صولة الفرسان» التي يشنها العراق على جيش المهدي في البصرة مأزقا للولايات المتحدة التي ترغب في تولي القوات العراقية قيادة الأمن ولكنها تخاطر بان تنزلق إلى الخلافات العنيفة بين الشيعة. وتقاتل قوات الامن ميليشيا «جيش المهدي» الموالية للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر في المدينة النفطية الجنوبية منذ أيام مستهدفة من اسماهم رئيس الوزراء نوري المالكي بالخارجين عن القانون. ولكن احتمالات تحقيق نصر سريع ضعيفة. فقد انتشر القتال في المناطق الجنوبية وشاركت فيه قوات أميركية وأدى لاندلاع احتجاجات من اتباع الصدر في بغداد قائلين ان المالكي يستخدم القوة لإضعاف منافسيه السياسيين. وانسحب الصدر من حكومة المالكي العام الماضي حين رفض رئيس الوزراء وضع موعد نهائي لانسحاب القوات الأميركية. ولكن الصدر امر «جيش المهدي» بالالتزام بهدنة كان لها دور محوري في تراجع أعمال العنف في الآونة الأخيرة. وقال جوست هتلرمان من المجموعة الدولية لإدارة الأزمات «السؤال المهم الآن ماذا ستفعل الولايات المتحدة. اذا سمحت باستمرار الحملة فان الهدنة ستنهار وستواجه الولايات المتحدة التيار الصدري بكل قوته». واضاف «سيكون الوضع سيئا للجانبين. سيفقد التيار الصدري رجالا وستخسر الولايات المتحدة ما تحقق من مكاسب بفضل زيادة قواتها في العراق.وقال انه رغم حاجة الولايات المتحدة الماسة لاظهار احراز تقدم من جانب العراقيين فمن المستبعد ان تسفر عملية البصرة عن نتائج.واضاف «اشك كثيرا في قدرة القوات العراقية في البصرة على الاعتماد على نفسها. انها ليست جيشا وطنيا». وقال محللون ان قرار المالكي شن حملة البصرة بدلا من تنفيذ تعهده بمواصلة الهجوم على مسلحين سنة بمدينة الموصل الشمالية يعطي وزنا لاتهامات التيار الصدري بوجود أهداف سياسية. واستهدفت الهجمات « جيش المهدي» دون ان تمس قوتين أخريين في البصرة هما «حزب الفضيلة» و« منظمة بدر» التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي في العراق الذي يدعم حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي. وقال الخبير في شؤون جنوب العراق رايدر فيسر «اذا كان المالكي جادا بشأن إنهاء حكم الميليشيات في البصرة كان ينبغي ان يتعامل أيضاً مع ميليشيات الفضيلة وبدر». وأشار فيسر إلى ان المواجهة في البصرة تنطوي على صراع للسيطرة على موارد نفطية ومنافسات قبل الانتخابات المحلية التي تجري في أكتوبر وأيضا على خلاف بشأن ما اذا كان ينبغي ان تكون البصرة جزءا من منطقة فيدرالية شيعية بجنوب العراق. وذكر ان الولايات المتحدة ساندت باستمرار المالكي في مواجهاته مع فصائل شيعية أخرى وانها تخاطر بالتورط بشدة في احدث هذه الصراعات.وقال «ينبغي ان تدرس الولايات المتحدة بعناية مخاطر قبول تعريف المالكي للميليشيات الخارجة على القانون دون تمحيص». (رويترز)