قرر مقتدى الصدر الزعيم الشيعي العراقي الشاب المناهض للولايات المتحدة أن يمدد وقف اطلاق النار المعلن من جانب ميليشيا جيش المهدي الموالية له لمدة ستة أشهر يوم الجمعة وهو قرار قال مسؤولون أمريكيون انه سيساعد على تعزيز مساعي المصالحة بين الطوائف المنقسمة في العراق. وقوبل التجديد بترحيب فوري من الحكومة العراقية والجيش الامريكي اللذين يقولان ان الهدنة الاولى التي استمرت أيضا لستة أشهر ساعدت على خفض الهجمات ضد القوات الامريكية والعراقية وتقليص أعمال العنف الطائفي الانتقامية التي وضعت العراق على شفا حرب أهلية. وفي بيان قال الجيش الامريكي انه مستعد للحوار مع حركة الصدر التي تعارض الوجود العسكري الامريكي في العراق. وقاد الصدر ميليشيا جيش المهدي في انتفاضتين ضد القوات الامريكية في عام 2004. وقال سكوت ستانزل المتحدث باسم البيت الابيض ان القرار خطوة ايجابية "ستساعد في تقليص العنف." وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الاممالمتحدة الخاص الى العراق انه يامل ان يشجع التحرك حوارا وطنيا. وقد يكون قرار الصدر مهما في تحديد ان كان بالامكان الحفاظ على المكاسب الامنية وبالتالي السماح للجيش الامريكي بمواصلة سحب جنوده بعد مرحلة سحب أكثر من 20 ألف جندي المقررة بحلول يوليو تموز المقبل. ويوجد نحو 155 ألف جندي أمريكي في العراق. وعبر عدد من أفراد جيش المهدي في مقابلات مع رويترز عن عدم سعادتهم بقرار الصدر الذي يعتقدون أنه سيعرضهم لهجمات من قبل القوات الامريكية. لكنهم قالوا انهم سيطيعون الامر. وقال عامر الموسوي وهو عضو بجيش المهدي في مدينة النجف "كنا نعلم أن الهدنة ستمدد لكننا اعتقدنا أنها ستمدد لفترة أقصر بكثير وتوقعنا أن تسمح لنا بالدفاع عن أنفسنا ضد القوات الامريكية. لكن بعد هذا البيان لا يمكننا الدفاع عن نفسنا." وألقى الجيش الامريكي على جيش المهدي مسؤولية اذكاء اعمال العنف الطائفي مع الاقلية السنية في العراق في عامي 2006 و2007 وفي وقت من الاوقات وصف جيش المهدي بأنه أكبر خطر على السلام في العراق. وقال الشيخ أسعد الناصري امام أحد مساجد بلدة الكوفة الشيعية وهو يتلو بيان صدر عن الصدر ووزع على عدد من المساجد الشيعية الرئيسية التي يرتادها انصاره "أمدد تجميد جيش الامام المهدي الى الخامس عشر من شعبان .. الموافق 16 أغسطس المقبل." وذكر مسؤول كبير في الحركة أن الصدر أمر بمد الهدنة حتى يتسنى مواصلة استئصال المنشقين عن الميليشيا. وأشاد برهم صالح نائب رئيس الوزراء بهذا التحرك قائلا لرويترز عبر الهاتف انه سيفضي الى حل الجماعات المسلحة بالكامل. وقال الجيش الامريكي ان مد الهدنة سيساعد قوات الامن على التركيز على محاربة تنظيم القاعدة السني الذي ينظر اليه الان على أنه أكبر خطر على أمن العراق. وقال الجيش في بيان "هذا التمديد.. التزام مهم يمكن أن يساهم على نطاق واسع في تحسن الامن بشكل أكبر بالنسبة لكل المواطنين العراقيين. "كما سيعزز فرصة المصالحة الوطنية بشكل أفضل .. نرحب أيضا بفرصة المشاركة في حوار مع (حركة) الصدر وكل الجماعات التي تسعى لتحقيق المصالحة لبناء عراق جديد." وأجرى قادة عسكريون أمريكيون اتصالات مع بعض المسؤولين المحليين في حركة الصدر لكن دعوة الجيش للحوار بدا وكأنها تمثل محاولة لاعطاء هذه العملية طابعا رسميا. وأرسل قرار الصدر في مظاريف مغلقة الى أئمة المساجد التي يرتادها انصاره. وأمر الائمة بتلاوة القرار خلال صلاة الجمعة. وكان الكثير من أعضاء جيش المهدي والقادة السياسيين في التيار الصدري يريدون الغاء الهدنة قائلين ان القوات العراقية والامريكية تستغلها لاعتقال الصدريين ولاسيما في جنوب العراق حيث تتقاتل فصائل شيعية من أجل الهيمنة على المنطقة. ودعا الصدر للهدنة الاولى بعد اشتباكات دامية بين جيش المهدي والقوات العراقية والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي وهو جماعة شيعية منافسة في مدينة كربلاء في أواخر أغسطس اب. وسبق أن قال محللون ان الصدر سيضطر لتمديد الهدنة في ظل زيادة عدد القوات الامريكية في العراق وتحرك بعض الذين كانوا ينتمون للجماعات المسلحة من العرب السنة لوقف العنف بالاضافة الى الغضب في المناطق الشيعية بسبب الانشطة الاجرامية التي تمارسها جماعات تستخدم اسم الميليشيا. وقال بيتر هارلينج وهو محلل يقيم في دمشق ويعمل مع المجموعة الدولية لمعالجة الازمات لرويترز عبر الهاتف "في الوقت الراهن فان تكلفة اعلان حرب شاملة على المجلس الاعلى الاسلامي العراقي والولايات المتحدة باهظة جدا." وأضاف هارلينج الذي وضع تقريرا هذا الشهرا عن الصدريين وعن الهدنة "هذه فرصة لا ينبغي اهدارها. انها فرصة واحدة وأخيرة للتحاور مع الحركة الصدرية والسعي لتشجيع التغيير بشكل ايجابي." ويقول قادة عسكريون امريكيون ان العنف في العراق تراجع بنسبة 60 في المئة منذ يونيو حزيران عام 2007 وأرجعوا ذلك الى هدنة الصدر و30 ألفا من القوات الامريكية الاضافية وانقلاب زعماء سنة على القاعدة. *رويترز: