بعد أيام قليلة من دعوته إلى أنصاره بوقف المواجهات مع قوات الأمن العراقية، دعا الزعيم الشيعي المناهض للوجود العسكري الأمريكي بالعراق، مقتدى الصدر، إلى تنظيم احتجاجات "مليونية" ضد القوات الأمريكية الأسبوع المقبل. وسوف تأتي هذه الاحتجاجات، التي دعت الكتلة الصدرية الخميس، إلى تنظيمها الأربعاء القادم، مع الذكرى الخامسة لسقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ومع تقديم كبار المسؤولين الأمريكيين إفاداتهم بشأن التقدم الذي تم إحرازه بالعراق، أمام الكونغرس. ودعا مقتدى الصدر أنصاره إلى تنظيم تلك الاحتجاجات في مدينة "النجف" جنوبي بغداد، وهي إحدى المدن المقدسة لدى العراقيين الشيعة، حيث يوجد المكتب الرئيسي للكتلة الصدرية هناك. ولم تقتصر الدعوة التي وجهها الصدر على الشيعة فقط، بل امتدت لتشمل كل العراقيين، السُنة والشيعة والأكراد والعرب، وكذلك من وصفهم ب"المجاهدين والصابرين"، إضافة إلى كل من فقد عزيزاً لديه في الحرب على العراق. كما حثت الكتلة الصدرية العراقيين على تنظيم تلك الاحتجاجات بصورة سلمية، بما يعكس مبادئ الإسلام، مشيرة إلى أنهم يمكنهم التلويح بالأعلام العراقية، والمطالبة باستقلال العراق، والتأكيد على وحدة العراق، ومساعدة الأشخاص "المضطهدين"، بحسب البيان الصادر عن مكتب الصدر. وجاء في البيان: "لقد حان الوقت للتعبير عن رفضكم، ورفع أصواتكم عالية في سماء العراق لهذا الاحتلال الظالم، عدو الدول والإنسانية، وضد كل هذه المجازر التي تُرتكب من قبل قوات الاحتلال تجاه بلدنا." وكان الصدر قد دعا إلى تنظيم احتجاج مماثل في التاسع من أبريل/ نيسان من العام الماضي، والذي يوافق سقوط بغداد في قبضة القوات الأمريكية في عام 2003، حيث استجاب لدعوته عدة آلاف من المحتجين، كان غالبيتهم من الشيعة. ومن المقرر أن يشهد نفس اليوم قيام كل من قائد القوات الأمريكية بالعراق الجنرال ديفيد بتريوس، والسفير الأمريكي في بغداد رايان كروكر، بالمثول أمام الكونغرس في واشنطن، لتقديم تقييمهما للتطورات الأمنية والسياسية التي يشهدها العراق. وبعد مواجهات امتدت نحو أسبوع بين مليشيا "جيش المهدي" الموالية للصدر، وقوات الأمن العراقية في مدينة البصرة، جنوبي العراق، أصدر الزعيم الشيعي بياناً الأحد الماضي، دعا فيه أنصاره إلى التوقف عن كافة الأعمال المسلحة والتعاون مع قوات الأمن العراقية.(التفاصيل) واندلعت المواجهات في البصرة، في أعقاب دعوة الصدر نفسه إلى "العصيان المدني"، ثم امتدت إلى عدة مدن أخرى في جنوب البلاد، إضافة إلى العاصمة العراقية، مما أسفر عن سقوط مئات القتلى. وكان رئيس الوزراء العراقي قد تولى الإشراف شخصياً على العمليات العسكرية التي تقودها قوات الأمن ضد المليشيات الشيعية في البصرة، إثر دخول القوات العراقية معاقل مليشيات "جيش المهدي" بالمدينة، في 25 مارس/ آذار الماضي. جاءت هذه المواجهات بعد شهر من قرار الصدر، تمديد الهدنة التي أعلنها الصيف الماضي لستة أشهر إضافية، الأمر الذي كان موضع ترحيب من جانب الولاياتالمتحدة، التي تعتبر تلك الهدنة مسؤولة بشكل كبير عن تراجع العنف بالعراق. وفي وقت سابق الاثنين، أكد مسؤول حكومي عراقي لCNN، أن بغداد تأمل في إنهاء العملية العسكرية التي تنفذها أجهزة الأمن التابعة لها في البصرة ضد مسلحي "جيش المهدي" قبل نهاية الأسبوع الجاري، في أول إشارة إلى المدى الزمني المتوقع لنهاية المعارك. وكانت مصادر عراقية قد أشارت إلى قيام إيران بدور في إقناع الزعيم الشيعي بإصدار الدعوة التي حث فيها مليشيا "جيش المهدي"، بوقف كافة الأعمال المسلحة في مختلف المدن العراقية/ CNN