جمد رجل الدين الشيعي العراقي المتشدد مقتدى الصدر الاربعاء أنشطة ميليشيا جيش المهدي التابعة له ستة أشهر بعدما أدت معارك بالاسلحة في مدينة كربلاء الى مقتل 52 شخصا وأجبرت مئات الالاف من الزوار الشيعة على الفرار من المدينة. واندلعت المعارك بكربلاء فيما يبدو بين أكبر جماعتين شيعيتين في العراق هما أتباع الصدر وجيش المهدي التابع له من جهة ومنافسه المجلس الاعلى الاسلامي العراقي من جهة أخرى اذ تسيطر منظمة بدر الجناح المسلح للمجلس على الشرطة في أغلب مناطق جنوب البلاد. وقال الامر الذي ورد في بيان قرأه حازم الاعرجي احد مساعدي الصدر ان جيش المهدي الذي يضم الاف المسلحين في أنحاء العراق سيجمد أنشطته "بلا استثناء لاعادة هيكلته بالصورة التي تحفظ لهذا العنوان هيبته ولمدة ستة اشهر واعتبارا من تاريخ اصدار هذا القرار." وقال الاعرجي ان الصدر امر في بيانه " اعلان الحداد لمدة ثلاثة ايام واعتبارا من يوم غد (الخميس) وغلق مكاتب الشهيد الصدر ولبس السواد واقامة العزاء لاستنكار ماحدث في كربلاء." وكان الصدر المناهض للولايات المتحدة أسس جيش المهدي في عام 2003 بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق. وشن جيش المهدي انتفاضتين ضد القوات الامريكية في العام التالي. ووصفت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) جيش المهدي في وقت سابق بأنه أكبر تهديد للسلام في العراق. ويعتقد مسؤولو الجيش الامريكي أن الصدر موجود في ايران غير أن مساعديه يصرون على أنه بالعراق. وفي وقت سابق توجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى كربلاء وأعلن أن قواته استعادت النظام بالمدينة. غير أن العنف بين الشيعة اتسع نطاقه خلال الليل حيث هاجم مسلحون مكاتب تابعة للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي في خمس مدن على الاقل وأشعلوا النار في كثير منها. وألقى المالكي بالمسؤولية عن العنف على "عصابات اجرامية مسلحة خارجة عن القانون ومن بقايا النظام الصدامي المقبور" وأقال اللواء بالجيش المسؤول عن مركز قيادة كربلاء. واضاف رئيس الوزراء في بيان أن الوضع في كربلاء تحت السيطرة بعد وصول تعزيزات من الجيش وانتشار قوات خاصة من الشرطة والجيش بالمدينة لتطهيرها من "القتلة والمجرمين". وأمكن سماع صوت اطلاق نار متفرق ومتواصل بين الحين والاخر بعد الفجر من المنطقة المحيطة بمسجدي الامامين الحسين والعباس وهي مركز احتفالات الشيعة يوم الثلاثاء. كما سمعت صفارات سيارات الشرطة والاسعاف ومكبرات الصوت التي استخدمتها الشرطة في توجيه الاوامر للزوار بمغادرة الحي القديم بوسط المدينة التي تبعد 110 كيلومترات جنوبي بغداد. وصرح مسؤول أمني كبير في بغداد بأن اشتباكات يوم الثلاثاء أدت الى مقتل 52 شخصا واصابة 206 . بينما قال مسؤول طبي في كربلاء ان 42 شخصا قتلوا وأصيب 329. وكان مئات الالاف من الزوار قد توافدوا على كربلاء للاحتفال بذكرى مولد الامام محمد المهدي في القرن التاسع وهو اخر الائمة الاثنى عشر المقدسين لدى الشيعة. وأصبحت هذه الزيارة الحاشدة مثل غيرها من الشعائر السنوية فرصة لاستعراض القوة من جانب الشيعة في العراق. *رويترز: