برغم مصادقة مجلس النواب البحريني على قرار منع إقامة حفل غنائي لها بدعوى خلاعتها وعدم احتشامها؛ أحيت الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي أمس الأربعاء 30 أبريل/2008 نيسان حفلها بمناسبة عيد العمال في فندق بالبحرين، لكنها ارتدت فستانا أخضر "محتشما!". بحسب وصف جريدة الأيام البحرينية الصادرة اليوم الخميس أول مايو/آيار. وتأتي مشاركة هيفاء في الحفل برغم مصادقة المجلس على اقتراح بصفة مستعجلة لمنع إقامة حفلها الغنائي، ورفعه للحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وفق بيان أصدره مجلس النواب البحريني أول أمس الثلاثاء 29 إبريل/نيسان الجاري، لكن الحكومة رأت -فيما يبدو- أن التوصية ليست ملزمة لها، خاصة وأنه لا يوجد قانون في البحرين يحظر إحياء حفل ضمن معايير الاحتشام. في الحفل اعتلت هيفاء -التي واجه تواجدها في البحرين اعتراضات شديدة من النواب الإسلاميين- المسرح مرتدية فستانا أخضر "محتشما"، تنفيذا لما وعد به القائمون على الحفل، وغنت مجموعة من أشهر أغانيها حتى ساعة متأخرة من الليل، وسط حضور جماهيري كثيف، وذلك حسبما ذكرت صحيفة "الأيام". ونشرت الصحيفة كاريكاتيرا مصاحبا لصور من الحفل الذي أتى متزامنا مع الاحتفال بعيد العمال في البحرين، وعدد من دول العالم. وقد اتخذت الشرطة البحرينية إجراءات أمنية مشددة، للمحافظة على النظام قرب الفندق الذي شهد إقامة الحفل، تجنبا لحدوث أي اضطرابات من جانب المعارضين لوجود هيفاء، وإحيائها الحفل في البلاد. وكانت المطربة اللبنانية وصلت إلى العاصمة البحرينية المنامة صباح يوم إقامة الحفل، وقامت بجولة في عدد من الجمعيات الخيرية، بينها جمعية تُعنى بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. إلى ذلك، لقي الحفل وتداعياته اهتماما واسعا من قبل وسائل الإعلام البحرينية والعربية والدولية التي تابعت تطورات الموقف خطوة بخطوة. رفض للنواب المحافظين كان نواب محافظون من ذوي التوجه الإسلامي ينتمون لكتلة الأصالة (سلفيون)، والمنبر الإسلامي (إخوان مسلمون)، والوفاق (التيار الشيعي الرئيس) قد قدموا اقتراحا بمنع الحفل، مهددين بالاحتكام إلى الشارع، وتسيير مظاهرات، إذا لم تمنع هيفاء من دخول البحرين. وقال النائب الإسلامي حمد المهندي: "إن البحرين ليست أقل من الدول التي منعت هيفاء وهبي من الدخول إلى أراضيها بسبب خلاعتها"، حسب وصفه، مطالبا بمنعها بشدة من دخول المملكة، وإلغاء هذا الحفل الخارج عن الدين والعادات والتقاليد، كما قال. لكنّ نوابا آخرين رأوا أن الملفات العالقة والقضايا الشائكة أمام مجلس النواب أكبر من أن تجعلهم يهتمون بقضية فنية بحتة، وأن مسألة دخول أو منع هيفاء لا يمكن أن تكون ضمن أولويات عمل المجلس النيابي، وأن القضية برمتها تقديرية، وتخضع للسلطة التنفيذية -أي الحكومة- لكي تتخذ من خلال أجهزتها السياحية المختصة ما ترى أنه صحيح، ويصب في اتجاه المصلحة العامة. ويشن النواب الإسلاميون في مجلس النواب البحريني حملات متكررة لمنع الحفلات الغنائية لمطربين عرب أو أجانب، كما أن حملاتهم تسببت في عام 2002 في وقف بث برنامج "الأخ الأكبر"، وهو من سلسلة "تلفزيون الواقع".