قتل 65 شخصا على الاقل وجرح اكثر من 65 آخرين في تفجيرين انتحاريين استهدفا عرسا في شارع مزدحم في بلدة بلدروز التي تقع في محافظة ديالى شمال شرق العاصمة العراقية بغداد. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن احد كبار ضباط الجيش العراقي ان الانتحاريين فجرا نفسيهما واحدا تلو الآخر. وقال العميد العراقي عبد الكريم الربيعي للوكالة ان "الانتحاري الاول فجر نفسه، وبعد دقائق وبعد ان تجمعت الحشود لمساعدة المصابين فجر الانتحاري الثاني نفسه". يذكر ان محافظة ديالى تعتبر من اخطر المناطق العراقية حيث لا تزال القوات الامريكية والعراقية تقاتل المسلحين الاسلاميين العراقيين. وتأتي هذه الهجمات في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف من اعادة تنظيم مقاتلي تنظيم القاعدة في العراق صفوفهم بعد فترة العام الاخير الذي لوحظ خلاله انخفاض نشاط هذا التنظيم جزئيا بسبب انشاء ما يعرف بمجالس الصحوة السنية في العراق وهي ميليشيات سنية مؤلفة من مقاتلين كانوا يدعمون مقاتلي القاعدة ولكنهم الآن يعملون الى جانب الدولة العراقية والقوات الامريكية التي تؤمن لهم التدريبات والعتاد. شاهد هذا التقرير في مشغل منفصل كيفية الحصول على رابط فلاش وكان انفجار آخر استهدف دورية امريكية كانت تمر في منطقة مزدحمة في وقت سابق من يوم الخميس وقتل خلال الانفجار جندي امريكي وتسعة عراقيين على الاقل. ايران والحكومة وجيش المهدي على الصعيد السياسي، أجرى وفد رسمي عراقي محادثات في العاصمة الايرانية طهران "لمناقشة المخاوف العراقية بشأن تسليح وتدريب الإيرانيين للمسلحين الشيعة في العراق". وقد التقى الوفد المذكور مع قاسم سليماني، قائد جيش القدس في إيران المتهم بدعم الميليشيا العراقية وتسليحها، ويُتوقع أن يلتقي في وقت لاحق مع آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، حسب أحد أعضاء الوفد. وكان مسؤول عراقي قد كشف في وقت سابق من يوم الخميس ان خمسة من السياسيين العراقيين قد توجهوا إلى طهران "حاملين معهم أدلة واعترافات وصورا تشير إلى أن إيران تقوم بتدريب وتسليح العراقيين الذين يقاتلون القوات الأمريكية والعراقية في العراق. وأضاف المسؤول، الذي تحدث لوكالة الأسوشييتد برس للأنباء بشرط عدم كشف هويته، أن الوفد "سيسعى لاستيضاح سبب تدخل القادة الإيرانيين في الشؤون العراقية." وقال أحد أعضاء الوفد العراقي إنه "جرى بالفعل عرض الأدلة على سليماني الذي سيلتقي المسؤولين العراقيين الزائرين للمرة الثانية يوم غد الجمعة." وكان مسؤولون بارزون في وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، قد قالوا يوم الأربعاء إنهم قدموا للمسؤولين العراقيين "أحدث ما توصلوا إليه من أدلة على تقديم إيران الدعم للميليشيا داخل العراق"، الأمر الذي تنفيه طهران بشدة وتؤكد سعيها لإحلال الاستقرار في جارتها العراق. صُنع في إيران وقال المسؤولون الأمريكيون إن الأدلة التي عرضوها تتضمن شحنات من الأسلحة عليها أختام تدل على أنها صُنعت في إيران هذا العام، بما فيها قذائف هاون وصواريخ وأسلحة خفيفة ودروع وقنابل ومواد متفجرة خارقة للمدرعات. وكان عضو مجلس الشعب العراقي، رضا جواد تقي، قد أكد مغادرة الوفد العراقي المذكور إلى إيران، إلا أنه لم يدل بأي تفاصيل عن طبيعة مهمته أو عن المواضيع التي سيبحثها مع القادة الإيرانيين. وتصاعدت حدة الاشتباكات بين القوات العراقية والميليشيا منذ رفض الصدر للشروط العراقية تسليم أسلحة جيش المهدي الذي يتزعمه وهدد بشن "حرب مفتوحة" ضد القوات التي تنضوي تحت إمرة الجيش الأمريكي في العراق. عزل سياسي كما هدد رئيس الوزراء نوري المالكي بفرض عزل سياسي على الصدر وكتلته ما لم يحل جيش المهدي. في غضون ذلك، أدان نواب الكتلة الصدرية الحكومة ووصفوا المالكي ب "الفاسق"، وذلك في أعقاب تأكيده يوم أمس الأربعاء أن حكومته لن تتراجع حتى يتم نزع أسلحة "جيش المهدي" و"جيش عمر" و"الجيش الإسلامي" والقضاء على تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين". وقد شجب نواب الكتلة الصدرية، خلال مؤتمر صحفي عقدوه الخميس في المجمع الحكومي والدبلوماسي الكائن في المنطقة الخضراء ببغداد، ممارسات المالكي وحكومته وعرضوا صورا لمدنيين عراقيين قالوا إنهم قُتلوا على أيدي القوات الحكومية، وبدعم من الجيش الأمريكي. دروع بشرية وكان المالكي قد اتهم مليشيا جيش المهدي الموالية للصدر باتخاذ المدنيين في مدينة الصدر دروعا بشرية. وتزامنت تصريحات المالكي مع اعلان تحسين الشيخلي، المتحدث باسم خطة بغداد الأمنية، أن عدد القتلى في مدينة الصدر خلال الشهر الماضي وصل إلى 925 وعدد الجرحى 2605 ، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل عن هوية القتلى. إلا أن مصادر حكومية أخرى قالت إن عدد القتلى في مدينة الصدر الشهر الماضي بلغ 400 شخصا، بينما قُتل 966 شخصا في جميع أنحاء العراق في نيسان/أبريل، وهو أكثر الأشهر دموية منذ حوالي تسعة أشهر. BBC