قال الجيش الامريكي إن قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة قتلت 20 "ارهابيا" على الاقل بعد تعرضها لهجوم مكثف من جانب مسلحين شيعة خلال غارات في محافظة ميسان بجنوب العراق فجر الاثنين. وقال مسؤول في مكتب مقتدى الصدر الزعيم الشيعي العراقي المعادي للولايات المتحدة في مدينة العمارة عاصمة محافظة ميسان إن 17 من أعضاء جيش المهدي التابع للصدر قتلوا وإن 45 اخرين أصيبوا. وهذه واحدة من أعنف المواجهات بين قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة وجيش المهدي التابع للصدر منذ بدء حملة أمنية في العراق قبل أربعة أشهر. وقال مسؤولون محليون إن القوات البريطانية والعراقية شاركت في الغارات في العمارة وفي بلدة مجر الكبير القريبة والتي قال الجيش الامريكي إنها استهدفت مسلحين يقومون بتهريب الاسلحة من ايران الى العراق. وصرح اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر المتحدث العسكري الامريكي بأن القوات الامريكية شاركت أيضا في العملية التي وصفها بأنها واحدة من أكبر العمليات خارج العاصمة العراقية بغداد منذ أشهر ضد شبكات تسعى لتهريب الاسلحة من ايران الى العراق. ولمحافظة ميسان حدود مشتركة طويلة مع ايران الشيعية التي تتهمها واشنطن بتسليح الميليشيات الشيعية في العراق وتدريبها. وتنفي طهران الاتهام. وقال الجيش الامريكي في بيان إنه خلال العمليات تعرضت قوات التحالف لنيران اسلحة صغيرة كثيفة وهجمات بقذائف صاروخية في العمارة ومجر الكبير. وقال البيان "باستخدام التصعيد المناسب للاجراءات اضطرت القوات البرية لطلب الدعم الجوي القريب وقتل 20 ارهابيا على الاقل". وذكر المسؤول في مكتب الصدر في العمارة ان اعضاء في جيش المهدي قتلوا في مجر الكبير. وتنشط ميليشيا جيش المهدي في جنوب العراق بالاضافة الى معقلها في حي مدينة الصدر ببغداد. وحدثت اشتباكات محدودة بين القوات الامريكية وجيش المهدي منذ بدء الحملة الامنية في بغداد والمناطق المحيطة في فبراير شباط لكن الميليشيا الشيعية ابتعدت بدرجة كبيرة عن مسرح الاحداث في العاصمة العراقية بغداد. وصرح لطيف التميمي رئيس لجنة الامن في مجلس محافظة ميسان بأن 16 شخصا قتلوا بينهم امرأتان كما جرح 45 في الغارات التي وقعت قبل فجر يوم الإثنين. وقال إن 11 قتلوا في مجر الكبير وخمسة في العمارة. وقال الجيش الامريكي إن القتال لم يسفر عن مقتل أي نساء أو أطفال. ووصف التميمي العملية بأنها "كارثة" واتهم قوات التحالف باطلاق النار بصورة عشوائية. وقال ان على الحكومة العراقية تقديم تفسير عن سبب شن هذه الغارات. وذكر أحمد علي وهو مهندس يبلغ من العمر 32 عاما أن القوات البريطانية هاجمت منزل ابن عمه في العمارة. وكانت القوات البريطانية قد سلمت المهام الامنية لمحافظة ميسان للقوات العراقية في ابريل نيسان الماضي. وقال أحمد علي "أمطروا المنزل بوابل من الرصاص وقتل ابن عمي. انه شرطي مرور وليست له أي صلة بجيش المهدي." وقال متحدث عسكري بريطاني ان الغارات جرت بتفويض من حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وتحت قيادة القوات الامريكية مع قيام القوات البريطانية بدور داعم. ذكر البيان الامريكي أن القوات المشاركة في الغارات اعتقلت متشددين يعتقد أنهم أعضاء في شبكة معروفة بنقل الاسلحة وقنابل الطريق المعروفة باسم القذائف الخارقة للدروع من ايران الى العراق فضلا عن نقل مسلحين من العراق الى ايران للتدريب. وقال البيان ان الغارات تمت بالتنسيق مع الحكومة العراقية. وتوجد في محافظة ميسان مناطق شاسعة يسكنها عرب الاهوار وغالبية سكان المحافظة من الشيعة وبها حقول نفط كبيرة. وظلت الى حد كبير بمنأى عن العنف الطائفي الذي يعصف ببغداد ومناطق أخرى والذي يدفع العراق الى حافة حرب أهلية شاملة. وتصاعد العنف أيضا في بغداد بعد أيام من الهدوء النسبي في ظل حظر للتجول استمر أربعة أيام حيث قتل تسعة أشخاص وأصيب 25 اثر انفجار سيارتين ملغومتين استهدفتا سائقي سيارات كانوا مصطفين للحصول على البنزين في حي بجنوب بغداد. *رويترز: