قالت مصادر دبلوماسية في السفارة اليمنية بواشنطن أن وزارة الخارجية الأمريكية قررت اليوم الأربعاء إعادة الدبلوماسيين غير الأساسيين إلى سفارتها في صنعاء خلال الأيام القادمة بعد أن كانوا غادروا اليمن مطلع إبريل الماضي بطلب من الخارجية الأمريكية عقب هجوم إرهابية تعرضت لها اليمن. ووصف الدكتور ابوبكر ألقربي وزير الخارجية قرار الخارجية الأمريكية بعودة الدبلوماسيين غير الأساسيين إلى سفارتها في صنعاء بأنه "تأكيد لموقفنا الدائم بان التحذيرات التي أطلقت سابقا لا أساس لها" . وأضاف القربي في تصريحات رسمية"إن الحكومة اليمنية أثبتت مقدرة عالية في التعامل مع الإحداث الأمنية والحد من الأنشطة الإرهابية , مثنيا على جهود الأجهزة الأمنية التي أحبطت مخططات الخلايا الإرهابية . مشيرا إلى إن العملية الأمنية الأخير في تريم تؤكد موقف اليمن في محاربة الإرهاب ,و تؤكد على قدراتها الأمنية. وكانت اليمن قد وجهت ضربة موجعة الاثنين الماضي ضد القاعدة في عملية نوعية ودقيقة بمدينة تريم -محافظة حضرموت أوقعت بخلية ضمت قيادات في التنظيم ووصفت بمهندسة هجمات القاعدة في اليمن ودول الجوار . ووصف مراقبون العملية- التي أوقعت ب3 شهداء في صفوف قوات الأمن ومقتل 5 من الارهابيين - بالبطولية و"تعد انتصارا كبيرا للأجهزة الأمنية في اليمن التي ستستمر في متابعة العناصر الإرهابية في محافظات شبوة ، ابين ، مأرب ، صنعاء أو في أي وكر يختبئون فيه"، كما قاد الايقاع بتلك الخلية اجهزة الامن اليمنية لوثائق ومخططات خطير لعمليات كانت تستهدف اليمن والمملكة السعودية. المصادر الدبلوماسية اليمنية بواشنطن عزة قرار الخارجية الأمريكية إلى النجاحات الأمنية التي حققتها أجهزة الأمن اليمنية خصوصاً في العاصمة صنعاء والتي أسفرت عن مقتل عدد من قيادات القاعدة وتفكيك عدد من الخلايا التابعة لها. وكان مسؤولون يمنيون قللوا في وقت سابق من تأثيرات التحذير الذي أطلقته الولايات المتحدة ومن بعدها بريطانيا وفرنسا لرعاياها بعدم زيارة اليمن تحسباً للتعرض لاعتداءات وعمليات خطف، وأكدوا أن هذه التحذيرات لا مبرر لها كون العمليات الإرهابية تحدث في كل أنحاء العالم، في حين أن أجهزة الأمن اليمنية قادرة على حماية الرعايا الأجانب والمصالح اليمنية والأجنبية من أية تهديدات إرهابية. وقال وزير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي إن "تحذيرات الخارجية الفرنسية التي اطلقت عقب هجوم انتحاري بسيارة مفخخة في 25 تموز/يوليو في مدينة سيئون ، لا مبرر لها لان الأجهزة الأمنية اتخذت الإجراءات كافة لمواجهة العمليات الإرهابية، وزادت من جاهزيتها لحماية الرعايا الأجانب والمصالح الأجنبية والتصدي لأي أعمال تخريبية". ولفت إلى أن مثل هذه التحذيرات تخدم الإرهابيين، خاصة أن الأعمال الإرهابية تحدث في مناطق عدة في العالم وليس في اليمن فقط، وخطر الإرهاب لا يستثني بلدا دون آخر وهو يحتاج إلى تضافر كل الجهود لمواجهته والتصدي له. وكان مصدر دبلوماسي غربي في اليمن اكد ل الوطن مطلع الأسبوع الجاري أن التهديدات الأخيرة التي وجهها تنظيم القاعدة باستهداف الأمريكيين والفرنسيين هي ما دفعت السفارتين في صنعاء إلى رفع حالة التأهب وتحذير الرعايا من السفر إلى اليمن . وقال الدبلوماسي الغربي الذي فضل الاحتفاظ بهويته ل(الوطن) إن الأمن اليمني حقق نجاحات مهمة لكنه يواجه مشكلة في كثرة إعداد الإرهابيين والمتطرفين وتدفع اليمن فاتورة باهظة بالمواجهة مع تنظيم القاعدة نظراً لتسرب المتطرفين إليها وارتفاع حدة التوتر بين القاعدة وأمريكا التي تقود حرب عالمية على الإرهاب وضغوطها لتسليم قيادات للتنظيم في السجون اليمنية . مؤكداً على أهمية دعم اليمن وتعويضها عن الخسائر التي يتكبدها المواطن اليمني جراء استهداف الإرهابيين لدعائم الاقتصاد القومي للبلد . وأكد أن مواقع اليكترونية تابعة لتنظيم القاعدة هددت بعمليات في عدد من الدول من بينها اليمن وتستهدف الأمريكيين والفرنسيين وبالتالي توجب رفع درجة الحيطة والحذر وأخذها على محمل الجد خصوصاً أن بعد أن وقعت سلسلة من العمليات خلال الأشهر القليلة الماضية ومنها عمليات أخطئت أهدافها مثلما حدث في الهجوم الذي لم ينجح في استهدف السفارة الأمريكية بصنعاء في مارس الماضي وذهبت ضحيته عدد من الفتيات بمدرسة البنات المجاورة . وكشف ل(الوطن) عن طلب السفارة الأمريكية من واشنطن مارينز لحماية السفارة رغم وجود تحصينات مكثفة وعربات وانتشار كثيف للأمن اليمني وإجراءات مشددة بالقرب من السفارة والدخول إليها . وأكد أن تنظيم القاعدة ضم مؤخراً الفرنسيين إلى قائمة الاستهداف بعد إرسال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جنود فرنسيين إلى أفغانستان معقل القاعدة . وألقت الأجهزة الأمنية في اليمن في مطلع يونيو الماضي القبض على أحد قيادات تنظيم القاعدة وهو هيثم بن سعد ومعه اربع اخرين في حضرموت في عملية نوعية كما نقلت السلطات اليمنية حيث كان بن سعد، كان ساعة اعتقاله و مستعداً لتنفيذ عملية انتحارية لتفجير ميناء تصدير النفط في حضرموت.