دمرت اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام في اليمن اليوم الخميس(6712) لغماً متنوعاً من الصواريخ والصواعق والفيوزات غير المتفجرة في إطار الجهود المبذولة للتخلص من الألغام والمتفجرات المزروعة، والتي تشكل خطرا على حياة الإنسان والحيوان. وأجرت فرق من سرايا التطهير والمسح الميداني التابعة للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بعدن اليوم في منطقة صحراء البقر بمنطقة الوهط في محافظة لحج على بعد 50 كيلومترا من مدينة عدن، عملية التدمير لكمية الألغام والمتفجرات التي تم جمعها على مدى ستة اشهر خلال عمليات تطهير لعدة حقول في محافظات (عدن ولحج وأبين) وسبق ان دمرت اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام في 21 مايو الماضي 1095 نوعا من الالغام والصواريخ والمتفجرات المتنوعة ، تم جمعها على مدى ثلاثة اشهر خلال عمليات تطهير لعدة حقول في محافظات (لحج، أبين، وتعز). وأعلن رئيس اللجنة الوطنية قاسم الأعجم، عن خلو المناطق ذات التأثير العالي والقريبة من مناطق السكن والزراعة والاستثمار، من أية متفجرات، مؤكدا إن اليمن قد تجاوزت مناطق الخطر فيما يتعلق بالألغام والقذائف غير المتفجرة. وكان قاسم الاعجم كشف في 5 ابريل الماضي عن جهود حالية يقوم بها البرنامج في التخلص من 24 حقلا للألغام في محافظة أبين . وأكد الأعجم في كلمة له بمناسبة اليوم العالمي للالغام أن اليمن هي الأولى في العالم التي أكملت المسح الأول المعتمد من قبل الأمم المتحدة حول اثر الألغام الأرضية والأولى في المنطقة التي دمرت المخزون الوطني من الألغام المضادة للأفراد . واعلن فرع البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام بمحافظة حضرموت (شرق اليمن ) في مطلع مارس الماضي تطهير قرابة 64 كيلو متراً مربعاً من الأراضي الزراعية من خطر الالغام والمتفجرات. وقال قائد السرية الثامنة العاملة في الحقل رقم واحد منطقة الصافق الرائد أحمد محمد صالح ان الفريق تمكن من نزع 434 صنفاً من الذخائر المتنوعة في الحقل رقم (1) خلال شهر ونصف بمنطقة الصافق مديرية رخية. واشار الى أن السرية ستقوم بتطهير نحو ستة حقول مزروعة بالألغام تقدر مساحتها ب 800 ألف متر مربع تمتد من منطقة الصافق بمديرية رخية حتى خشم العين .. لافتا الى أن ذلك يأتي إمتدادا للأعمال التي نفذها فرع البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام في محافظة حضرموت التي شملت مساحات واسعة في العديد من مديريات المحافظة .. مشيدا بتعاون أبناء المحافظة والسلطات المحلية مع الفريق الميداني. وكان مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي باليمن اعتبر أنه بالرغم من تمشيط المناطق التي كانت تشهد تواجدا كثيفا للألغام وتنظيفها إلا أنه لا زالت هناك بعض التحديات التي تواجه البلاد في هذا المجال ،حيث أن عدداً كبيراً من الضحايا، معظمهم من النساء والأطفال، لقوا حتفهم أو أصيبوا بعاهات مستديمة [بسبب الألغام] ". فضلا عن الاضرار التي تلحقها الألغام بالأرض الزراعية وتفقدها أية جدوى اقتصادية. وتجدر الإشارة إلى أن مركز نزع الألغام في اليمن يخطط لتنظيف البلاد من الألغام بحدود شهر مارس/آذار 2009. غير أنه وباحتمالات برنامج الامم المتحدة قد لا يتمكن اليمن من تحقيق هذا الهدف نظرا لقلة التمويل اللازم لتنفيذ مشاريع نزع الألغام. ونتجت تلك الألغام في اليمن خلال أربعة حروب مختلفة، كانت أولها الحرب الأهلية بين الجمهوريين والملكيين في شمال البلاد والتي استمرت من 1962 إلى 1975، ثم الحرب الثانية من أجل التحرير في الجنوب والتي استمرت خلال الفترة من 1967 إلى 1973، فالحرب الثالثة على الحدود الشمالية الجنوبية التي استمرت خلال الفترة من 1970 حتى 1983، ثم المواجهات التي دارت اثناء محاولة الانفصال 1994. ووفقا لتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول الألغام لعام 2007، تم تنظيف حوالي 1,629,000 متر مربع من الألغام في نفس العام، كما تم تدمير حوالي 8,260 لغم ومخلفات متفجرة من الحرب خلال العام نفسه. وأفاد التقرير أيضا أنه تم تنظيم حملات توعية حول مخاطر الألغام استهدفت حوالي 14,660 امرأة و 15,300 رجل (أي مجموع 29,960 شخص) في 33 منطقة متضررة. كما تم نقل 106 ضحية إلى المستشفيات الكبرى للخضوع للفحص والعلاج في حين تمت إعادة تأهيل 130 ضحية. وتم تزويد الضحايا بأطراف اصطناعية وكراسي متحركة وأجهزة مساعدة على السمع، كما تم إخضاعهم لجراحات عيون وعلاج طبيعي. أشار تقرير مراقبة الألغام لعام 2007، والذي صدر تحت عنوان 'نحو عالم خالي من الألغام في 2007'، إلى أن عدد ضحايا الألغام في اليمن يتراوح بين 4 و6 ضحايا شهريا (أي ما بين 48 و72 سنويا). وجاء في التقرير أن "هذا يؤكد التقديرات الصادرة من قبل والتي تفيد أن الألغام تصيب أو تقتل حوالي 5 يمنيين شهريا. إلا أن هذه التقديرات لا تتناسب مع ارتفاع عدد الضحايا المسجلين، مما يعني أن هناك تقصير كبير في التبليغ عن الضحايا. ومعظم الذين لا يتم التبليغ عنهم هم من النساء أو سكان القرى البعيدة". كما أفاد التقرير أن النساء والأطفال هم من أكثر الفئات عرضة لضرر الألغام وذلك بسبب نوع الأنشطة التي يمارسونها مثل الرعي واللعب