رحبت الرئاسة المصرية بالاتفاق بين الرئيسين السوري بشار الأسد واللبناني ميشال سليمان على إقامة العلاقات الدبلوماسية، وأشادت بنتائج إيجابية لقمة الرئيس حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. فقد بحث الرئيس المصري الليلة قبل الماضية مع خادم الحرمين خلال قمة ثنائية، بقصر رأس التين بمدينة الإسكندرية الساحلية سبل تفعيل العمل العربي المشترك وحل الخلافات العربية وتعزيز التعاون المصري السعودي. وامتدت المباحثات بين الزعيمين في جلسة موسعة على مأدبة عشاء أقامها الرئيس المصري على شرف خادم الحرمين الشريفين حضرها الوفد المرافق له ووفد مصري رفيع المستوى ضم رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف ووزراء الدفاع والإنتاج الحربي والإعلام والخارجية والتجارة والصناعة والصحة والسكان والنقل والوزير عمر سليمان ومحافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب. وبدوره عقد خادم الحرمين الشريفين جلسة محادثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تناولت نتائج زيارة الأخير للسودان والتطورات على الساحة العربية والاستعداد لعقد القمة الاقتصادية العربية بالكويت في شهر يناير المقبل. ووصف الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد في مؤتمر صحافي القمة المصرية السعودية بأنها اتسمت ب «الإيجابية وعكست خصوصية العلاقة بين البلدين»، مدللاً على ذلك بالزيارات المتبادلة بين الزعيمين العربيين ومنها زيارة خادم الحرمين الشريفين لشرم الشيخ في ابريل الماضي والزيارة التي قام بها الرئيس مبارك إلى المملكة في شهر مايو الماضي. وأوضح السفير عواد أن القمة المصرية السعودية ناقشت العلاقات العربية العربية وسبل تفعيل العمل العربي المشترك والاستعدادات الجارية لعقد القمة الاقتصادية العربية في الكويت في يناير المقبل. ورحب السفير سليمان عواد باتفاق الرئيسين السوري واللبناني على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين، وقال «إننا نرحب بكل ما يحقق الوفاق للشعب اللبناني بكل طوائفه وندعم كل ما يحقق الاستقرار، وعبرنا عن انزعاجنا من الأحداث المؤسفة التي شهدها لبنان أخيراً، في إشارة إلى انفجار طرابلس في شمال بيروت، ونعتبر خطوة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا ولبنان خطوة في الاتجاه الصحيح يمكن أن تحقق مصالح مشتركة للشعبين السوري واللبناني». وبالنسبة لقضية إرسال سفير مصري إلى بغداد، قال عواد «إن هناك سفيراً تم اغتياله هو السفير إيهاب الشريف ولا يمكننا إرسال سفير إلى هناك إلا إذا حصلنا على ضمانات كاملة بخصوص أمنه وعدم تعرضه لأية تهديدات وأن يقيم في المنطقة الخضراء وحين يتوفر ذلك سنرسل السفير». ووصف السفير عواد تسريبات الصحف الإسرائيلية بشأن، اقتراب الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من إبرام اتفاق وشيك بأنها «بالونات اختبار». وقال «نحن نتابع المفاوضات مع مختلف الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية والأميركية ونأمل أن يتحقق ما سبق أن تعهد به الرئيس الأميركي جورج بوش في مؤتمر أنابوليس للسلام وكرره بعدها أكثر من مرة بخصوص إقامة دولة فلسطينية كاملة قبيل نهاية العام الجاري». وأوضح أن الرئيس مبارك والملك عبدالله عبرا عن ارتياحهما للمستوى الذي سجلته العلاقات الثنائية بين البلدين وزيادة معدلات التبادل التجاري بينهما إلى 8,2 مليار دولار سنوياً منها 800 مليون دولار صادرات مصرية ومليارا دولار واردات مصرية من السعودية أهمها السولار والبتروكيماويات. وأضاف ان الزعيمين أشادا بما تحقق خلال أعمال اللجنة التجارية المشتركة برئاسة وزيري التجارة في البلدين والتي عقدت آخر اجتماعاتها في شهر مايو الماضي. من جانبه أكد وزير التجارة والصناعة المصري المهندس رشيد محمد رشيد إن المرحلة المقبلة ستشهد أيضاً مزيداً من تدفقات رؤوس الأموال السعودية إلى مصر، وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، حيث تم الموافقة على إنشاء المنطقة الصناعية السعودية في محافظة 6 أكتوبر على مساحة مليون ونصف المليون متر مربع والتي تستوعب مشاريع في قطاعات البتروكيماويات والصناعات الغذائية والملابس والمنسوجات. وأضاف رشيد ان تكلفة إنشاء البنية الأساسية لهذه المنطقة تصل إلى 750 مليون دولار، وتعمل على توفير 10 آلاف فرصة عمل، لافتاً إلى أن عدداً من المستثمرين السعوديين تقدموا بعروض لإنشاء مشاريع جديدة في مصر. وشدد رشيد على ان مصر والسعودية تمثلان نموذجاً للتكامل الاقتصادي العربي. (الوكالات)