شهد الصومال الخميس اعمال قصف في مقديشو قتل خلالها ستة مدنيين في حين ادت معارك دائرة منذ الاربعاء بين مقاتلين اسلاميين وميليشيات محلية الى مقتل 22 شخصا في كيسمايو جنوب البلاد كما افاد شهود ومصدر طبي. وهاجم مسلحون بقذائف الهاون والمدافع الثقيلة القصر الرئاسي في مقديشو. وقال شهود ان قوات صومالية يدعمها الجيش الاثيوبي ردت على القصف الذي اصاب حي بكارة المجاورة الاكثر اكتظاظا جنوب مقديشو. والرئيس الصومالي عبدالله يوسف احمد موجود حاليا في اثيوبيا. وقال الشاهد حسن عدنان ياريسو لفرانس برس ان اربعة مدنيين قتلوا جراء قذيفة سقطت امام مسجد في سوق بكارا واصيب سبعة اخرون بجروح. وقال شاهد اخر هو فيصل ابراهيم ان ثلاثة قذائف سقطت على منازل في بكارة بعد دقائق من مهاجمة المسلحين للقصر الرئاسي. رايت خمسة جرحى وقتيلين. وبذلك يرتفع عدد القتلى في القصف الى ستة اشخاص. وطرد الجيش الاثيوبي في نهاية 2006 وبداية 2007 قوات المحاكم الاسلامية التي كانت تسيطر على القسم الاكبر من وسط وجنوب الصومال. ومنذ ذلك الحين ينفذ الاسلاميون هجمات شبه يومية ضد الجنود الاثيوبيين ولاصوماليين وممثلي الحكومة ومبانيها. وفي كيسمايو (500 كلم جنوب مقديشو) دارت معارك منذ الاربعاء بين حركة الشباب المجاهدين الاصولية وميليشيات محلية اسفرت عن مقتل 22 شخصا وفق حصيلة جديدة. وقال عبد القادر علي حاشي احد وجهاء كيسمايو لفرانس برس "معارك اليوم (الخميس) كانت الاعنف. لقد خلفت الكثير من الضحايا وبينهم مدنيون. رايت 16 جثة اليوم ولكن قد يكون هناك اكثر لان المعارك لا تزال مستمرة ويصعب الوصول الى بعض المواقع". وكان عبد الله معلم ضاهر احد اعيان كيسمايو قال صباحا لوكالة فرانس برس "قتل ما لا يقل عن عشرة اشخاص معظمهم من المقاتلين في معارك يبدو انه تهدف الى السيطرة على المدينة وعثر على بعض الجثث صباح الخميس في حين دفن اخرون مساء الاربعاء". ويخشى ان تسفر المعارك عن عدد اكبر بكثير من القتلى حيث تحدث رئيس جمعية فانول المحلية للدفاع عن حقوق الانسان علي عبدالله ايقال عن 55 قتيلا و150 جريحا. واوضح شهود في اتصال اجرته معهم فرانس برس ان المعارك بين الشباب المجاهدين والميليشيات المحلية بدات الاربعاء بعد ثلاثة ايام من التوتر بين المعسكرين. وافاد الطبيب علي حسن من مستشفى كيسمايو ان خمسين جريحا على الاقل نقلوا الى المستشفى. وقال شهود لفرانس برس ان ثلاثة الاف شخص فروا من كيسمايو بسبب المعارك. ويؤكد الشباب المجاهدون انهم يقاتلون من اجل تحرير "ارض الصومال المقدسة" ويتوعدون بطرد القوات الاثيوبية "المحتلة" منها. ولا تسيطر الحكومة الانتقالية سوى على قسم بسيط من البلاد التي تشهد حربا اهلية منذ 1991 وهي غير قادرة على وقف خطف الاجانب والعاملين الانسانيين. ووقعت الحكومة الصومالية وائتلاف المعارضة الذي يهيمن عليه الاسلاميون اتفاقا لوقف اطلاق النار في جيبوتي في 9 حزيران/يونيو كان ينبغي ان يدخل حيز التنفيذ في 9 تموز/يوليو لفترة ثلاثة اشهر قابلة للتجديد. لكن المقاتلين رفضوا الاتفاق واستمرت المعارك ولا سيما في مقديشو. وفي منطقة بونتلاند التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال شرق الصومال اصيب كوري جنوبي لم تعرف مهنته بالرصاص اثناء محاولته الهرب من مسلحين ارادوا خطفه. وقال مسؤول في الشرطة طلب عدم الكشف عن اسمه ان العملية كانت مدبرة بهدف طلب فدية. وتشكل بونتلاند وخصوصا مرفأ بوصاصو قاعدة للمهربين الذين يقومون بتهريب المهاجرين غير القانونيين الى اليمن عبر البحر والذين يقضي عدد كبير منهم غرقا. كما ينشط قراصنة في بونتلاد ويهاجمون السفن التجارية. والخميس استولى قراصنة على سفينتين ايرانية ويابانية قبالة الشواطىء الصومالية بعد يومين من مهاجمة سفينة شحن ماليزية بحسب ما اعلن مركز مكافحة القرص في المكتب البحري الدولي في كوالالمبور. واشار المركز الى انه الهجوم السادس الذي ينفذه قراصنة في خليج عدن منذ بداية الشهر. واعلنت وزارة الخارجية الالمانية ان سفينة شحن المانية خطفت على الارجح في المنقطة. والمياه الاقليمية الصومالية هي الاكثر خطرا في العالم. وقال المكتب البحري الدولي ان 24 عملية قرصنة على الاقل حصلت قبالة السواحل الصومالية خلال النصف الاول من السنة الجارية.