نزح آلاف السكان من مناطق القتال في العاصمة الصومالية مقديشو، في حين شهدت منطقة القصر الرئاسي أمس الاثنين اشتباكات عنيفة، وبلغ عدد ضحايا المعارك على مدى أربعة أيام 70 قتيلا. وقد اتهم الرئيس الصومالي معارضيه بالعمل لحساب حكومات أجنبية تحاول زعزعة استقرار الصومال. وسجلت منظمة إيلمان المحلية لحقوق الإنسان فرار زهاء 5200 شخص أمس، وقال مدير المنظمة علي شيخ ياسين لوكالة أسوشيتد برس إن مجموع النازحين عن مقديشو منذ السبت الماضي بلغ 17200 شخص.
وشوهد السكان في شمال العاصمة يحاولون الفرار مع أطفالهم عبر سيارات الأجرة والشاحنات وبحوزتهم ما يستطيعون حمله من متاع وأثاث وفرش.
وقد تجددت المعارك العنيفة في مناطق شمال مقديشو وفق روايات شهود عيان، بيد أنه لم ترد تقارير عن سقوط ضحايا.
وتدور المعارك بين مقاتلين ينتمون لحركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي من جهة وقوات المحاكم الإسلامية الموالية للحكومة الصومالية الانتقالية التي يرأسها شريف شيخ أحمد، إضافة إلى عناصر الشرطة والجيش الصوماليين من جهة أخرى.
اتهامات للمعارضة وإزاء التصعيد الميداني دعا الرئيس الصومالي الانتقالي شريف شيخ أحمد مناوئيه إلى وقف القتال وإراقة الدماء والانضمام إلى جهود المصالحة الوطنية، وأكد أن حكومته مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع كل مجموعة معارضة.
كما اتهم في تصريحات للصحفيين أمس شخصيات صومالية ودولا بالوقوف وراء تجدد العنف في مقديشو الذي عده ضد السلام.
ولم يحدد شريف الذي سبق له قيادة المعارضة ضد الحكومة الصومالية السابقة برئاسة عبد الله يوسف أسماء الدول أو الشخصيات التي يقصدها، لكن وكالة رويترز تشير إلى تقارير للأمم المتحدة تتهم إريتريا وإثيوبيا والسعودية وقطر ودولا خليجية عربية أخرى بانتهاك حظر السلاح المفروض على الصومال. دعم وقلق في سياق متصل تلقت حكومة شريف شيخ أحمد دعما من هيئة علماء الصومال التي اختتمت الاثنين اجتماعا لبحث الأوضاع الراهنة وانتهت إلى أن الحكومة الحالية هي حكومة إسلامية تحرم مقاتلتها. يأتي ذلك فيما أعربت منظمة المؤتمر الإسلامي على لسان أمينها العام أكمل الدين إحسان أوغلو عن القلق العميق إزاء تصاعد موجة العنف في مقديشو، ودعت إلى وقف القتال وتجنيب البلاد مأساة جديدة، كما حثت المعارضة على إيجاد أرضية توافقية مع الحكومة الانتقالية الجديدة.
ويعاني الصومال من غياب حكم مركزي منذ انهيار حكم الرئيس محمد سياد بري عام 1991.
وكان شريف أحمد قاد عام 2006 اتحاد المحاكم الإسلامية إلى السيطرة على مقديشو ومعظم أجزاء جنوب الصومال، وهو ما نتج عنه درجة ملحوظة من الأمن والاستقرار قبل أن تتدخل قوات إثيوبيا المجاورة وتسحق المحاكم لتبقى قواتها بالصومال حتى أوائل العام الجاري.
توغل إثيوبي ويبدو أن التدخل الإثيوبي في الصومال لم يتوقف بشكل كامل، حيث نقل مراسل الجزيرة نت في كيسمايو أن قوات إثيوبية توغلت في عدد من القرى الصومالية، ومنها قرية فرلباح، وفرضت إجراءات أمنية مشددة على المواطنين الصوماليين حيث تخضعهم للتفتيش.
وبدورها هددت قوات المحاكم الإسلامية في بلدوين بالهجوم على الإثيوبيين إذا لم ينسحبوا من المناطق التي توغلوا فيها. وقال قائد قوات المحاكم الإسلامية في محافظة هيران الشيخ إبراهيم يوسف "لن نبقى مكتوفي الأيدي إزاء تحركات القوات الإثيوبية في أراضينا".