انقضى يوم الرعب الأحد 19 أكتوبر والذي سرت قبله شائعات ضلت وعلى مدى شهر حديث الناس في كل مكان مفادها حدوث زلزال مدمر فى خليج عدن ، هذا اليوم ، تزيد قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر ويشمل تأثيره اليمن وإثيوبيا ويمتد إلى بلدان مجاورة. ومع نفي رسمي لتلك الشائعات إلا أن الهلع ضل هو المسيطر على الناس ، لاسيما في المحافظات الساحلية حيث لجاء البعض منذ امس الى المبيت خارج منازلهم وحمل ما كان نفيسا من داخلها الى مكان امن . وحتى اليوم يؤكد مصدر في هيئة الرصد الزلزالي ل الوطن انه لم يتم رصد أي نشاط غير اعتيادي من خلال البيانات التراكمية للهزات في خليج عدن منذ شهر باستثناء الهزات الاعتيادية والبالغ عددها خلال شهر سبع هزات كان اقلها 2.7 بمقياس رختر ، وأعلاها هزتان الأولى 4.7 درجة بمقياس رختر وبعمق 7 وقعت بتاريخ 9 سبتمبر المنقضي ،والثانية كانت 4.4 درجة بمقياس رختر بعمق 10 وقعت بتاريخ 10 أكتوبر الجاري. ومع أن أثيوبيا ضربتها امس واليوم 8 هزات ارضية اقلها 4.1 درجة وأعلها 4.6 درجة ، وهي الدولة التي ضمتها الشائعة في نطاقها الجغرافي ، وصف المصدر تلك الهزات بأنها خفيفة . واكد ان الزلازل المستمرة في خليج عدن ترجع إلى طبيعة التركيب الجيولوجي والتكويني لقاع خليج عدن الذي يجعله عرضة للنشاط الزلزالي بصورة مستمرة". واضاف المصدر أن"محطات الرصد تسجل سنوياً عدد من النشاطات الزلزالية في قاع خليج عدن " مقللا من تأثيراتها على السواحل اليمنية . موضحا انها تعد من الأنشطة الزلزالية الضعيفة الاعتيادية التي تمثل تفريغ مستمر للطاقة الزلزالية مما يقلل من نشوء أنشطة زلزالية مرتفعة وقوية المقادير. وقال "إن موجات المد البحري لا تتولد عادة إلا بعد زلازل تتجاوز قوتها 6,5 درجة بمقياس رختر وما يحدث من نشاطات زلزالية سواء في البحر الأحمر أو في خليج عدن هي نشاطات ضعيفة ولا تؤدي لخلق موجات مد بحري" . وبدأت الحكاية نهاية أغسطس الماضي عندما نقلت وسائل إعلامية يمنية محلية عن الباحث الفلكي اليمني حمود الزيدي رئيس مركز النجم الثاقب للهندسة الفلكية تحذيره من حدوث زلزال مدمر فى 19 أكتوبر المقبل بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر فى خليج عدن يشمل اليمن وإثيوبيا ويمتد إلى بلدان مجاورة. وضلت حالة من القلق الدائم سائدة في اوساط الناس تزايدة حدتها مع قرب موعد اليوم الاحد 19 أكتوبر . وفشلت محاولات النفي الرسمي الذي جاء سريعا بعد الشائعة ومع تجددها مؤخرا في تطمين الشارع الذي عاش الشائعة بصدق. وقال مدير عام مركز رصد ودراسة الزلازل فى اليمن المهندس جمال شعلان ان لا صحة لتلك التوقعات الفلكية التى تناولتها بعض وسائل الإعلام المحلية بحدوث زلزال مدمر فى خليج عدن تزيد قوته عن سبع درجات على مقياس ريختر، ويمتد تأثيره إلى نطاق جغرافى كبير. وتابع شعلان فى تصريحات صحفية إن نشر مثل هذه الأنباء يتطلب معرفة ودراسة بحثية دقيقة تشمل عناصر متعددة ومعقدة في مجال قياس حركة القشرة الأرضية والبحرية فى المنطقة، واستبيان القراءة الزلزالية التاريخية لفترات طويلة والتى لم يرصد فيها من قبل مثل هذه القوة التي نشرت وأثارت التساؤلات والمخاوف. وأكد أن المراكز الدولية المتخصصة فى مجال الدراسات الزلزالية لا يمكنها الجزم بالزمن والموقع الجغرافي الذى يمكن أن يقع فيه الزلزال بشكل دقيق، نظرا لتشعب وتعقد الاستقراء العلمى للقوة الزلزالية وتاريخ حدوثها والبنية التركيبية للأرض المرتبطة بحدوث الزلازل. وأشار شعلان إلى أن مراكز الرصد اليمنية لم ترصد منذ إنشاء الشبكة اليمنية للرصد الزلزالى وحتى اليوم زلزالا بقوة سبع درجات على مقياس ريختر، مضيفا أنه لا توجد أى معلومات حتى الآن تشير إلى حدوث زلزال بهذه القوة أو أدنى منها فى المنطقة باعتبار أنه لا يمكن تحديد زمن وقوة حدوث الزلازل بشكل عام. وبدورة نفى الفلكي اليمني أحمد الجوبي ايضا صحة الأنباء تلك ، وأكد أن ما نشر في وسائل إعلامية مجرد شائعة وصفها بالمنكرة. يذكر أن اليمن شهدت زلزالا مدمر ا عام 1982 ضرب محافظة ذمار وسط البلاد أدى إلى مقتل الآلاف وتشريد عشرات الآلاف وتدمير قرى بأكملها.