أكد المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية باراك أوباما أمام 175 ألف شخص احتشدوا لسماعه الليل قبل الماضي في ولاية ميسوري، أن رياح التغيير بدأت تهب على الولايات المتحدة، وانضم أكثر من 3 ملايين شخص إلى أوباما عبر الدعم المالي، كما أعلن وزير الخارجية السابق كولن باول (جمهوري) تأييده للمرشح الأسود، فيما تحدث المرشح الجمهوري جون ماكين عن احتمال خسارته انتخابات الرئاسة في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. فقد انضم باول إلى صف مؤيدي أوباما، وقال الجنرال السابق في برنامج "قابل الصحافة" على قناة "إن.بي.سي"، إن العنصر لم يكن وراء تأييده أوباما، بل بسبب توجهات الحزب الجمهوري ومعسكر ماكين الذي ذهب بعيداً في حملته. وقال، "لدينا زعماء بالحزب يقولون إن أوباما مسلم، ولم يرد عليهم أحد، فقد كان أوباما على مدى عمره مسيحياً". وتوقف باول لثوانٍ مذهولاً قبل أن يضيف "ثانية واحدة، ما المشكلة لو كان مسلماً؟ لقد طرأ على ذهني مشهد أم تبكي ابنها الذي فقدته، في مقبرة ارلنجتون الوطنية، حيث يدفن قتلى الحرب من العسكريين، وفوق شاهد قبره لم يكن هناك لا صليب ولا نجمة داوود، بل هلال ونجمة - أي أنه كان مسلماً - هؤلاء المسلمون أمريكيون". من جهة أخرى، وصل الأمر بالمحافظين الجدد وبالطبع معسكر جون ماكين إلى اتهام أوباما بأنه يسعى لتحويل أمريكا إلى "دولة حمراء"، وذلك عقب النجاح الكبير الذي شهدته حملة أوباما في عطلة نهاية الأسبوع عندما تجمع أكثر من 170 ألف مويد للمرشح الديمقراطي مساء السبت لسماع كلماته، وقد رد ديمقراطيون بأن النجاح الساحق الشعبي الذي حققه أوباما تسبب في هياج المعسكر المنافس الذي بدأ يحس بالفشل. وكانت حملة أوباما قد أعلنت عن جمع ما يزيد على 150 مليون دولار فقط كتبرعات خلال سبتمبر/ أيلول المنصرم، ما يعني انضمام أكثر من 3 ملايين ناخب إلى معسكر أوباما. وتحدث ماكين الذي يسجل تراجعاً في استطلاعات الرأي، أمس الأحد، عن احتمال هزيمته في الانتخابات الرئاسية في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية. ورداً على سؤال عما إذا كان فكر في هزيمته في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني، قال ماكين "طبعاً، أحاول التكيف مع هذا الموضوع، لكنني عشت حياة رائعة ويمكنني العودة للعيش في اريزونا وتمثيل (من انتخبوني) في مجلس الشيوخ". وأضاف انه في حال خسارته، "لا تحزنوا على جون ماكين وجون ماكين سيحرص أيضاً على ألا يكون حزيناً". وبحسب آخر استطلاعات الرأي التي أجراها موقع "ريل كلير بوليتيكس" المستقل، فإن المرشح الديمقراطي باراك أوباما يتقدم بخمس نقاط على ماكين (48،9 في المائة مقابل 43،9 في المائة). في الأثناء دخلت الحملة الانتخابية في معترك الدراما والكوميديا معاً، حيث أثار ظهور المرشحة لمنصب نائب الرئيس على البطاقة الجمهورية سارة بالين مع فريق عمل البرنامج الكوميدي الأسبوعي "سترداي نايت" الاستياء أكثر من الضحك، كما يتوقع أن يتسبب عرض فيلم جديد هذا الأسبوع عن الرئيس بوش ويظهر فيه كل "حماقاته" خلال الرئاسة في إحداث تأثير قوي في سير الحملة الانتخابية والفيلم اسمه "دبليو". الخليج