(وكالات) - بدأت أنظار الأميركيين والعالم تتجه إلى الولايات المتحدة، مع بقاء اقل من 48 ساعة تفصل عن حسم معركة الرئاسة وانتخاب الرئيس الأميركي الجديد من بين المرشحين، الجمهوري جون ماكين والديمقراطي باراك أوباما. وفيما واصل المرشح الديمقراطي باراك اوباما تقدمه في استطلاعات الرأي، وانضم لدعمه مسؤول جمهوري سابق في إدارة رونالد ريغان، تعهد مدير حملة المرشح الجمهوري جون ماكين الانتخابية بفوز الجمهوريين، في حين دعا الرئيس جورج بوش الأمريكيين إلى التصويت لانتخاب رئيس للولايات المتحدة خلفا له وبرلمان جديد مؤكدا أهمية الخيارات التي سيقومون بها. وقلص ماكين الفارق بينه وبين خصمه أوباما، إلى 5 نقاط مئوية فقط، بحسب آخر استطلاع للرأي أجراه «معهد زغبي» نشر أمس، حصل من خلاله سيناتور إيلينوي على ثقة 49 في المئة من أصوات المستطلعة آراؤهم مقابل 44 في المئة أيدوا ماكين. وللمرة الاولى في تاريخ الولايات المتحدة من المحتمل ان يصبح الديمقراطي باراك اوباما أول اسود على رأس البيت الابيض كما من المحتمل أيضا ان تصبح سيدة هي الجمهورية ساره بالين نائبة لرئيس اكبر قوة اقتصادية في العالم. ففي الرابع من نوفمبر الجاري سينتخب الامريكيون رئيسهم فيما تخوض الولايات المتحدة حربين تبدوان بلا نهاية في العراق وفي افغانستان، وفيما التخوف من دخول البلاد في فترة ركود بات اقوى من اي وقت مضى. وذكر الموقع الالكتروني المستقل "ريل كلير بوليتيكس" الذي يعد معدلا وسطيا للاستطلاعات ان المرشح الديمقراطي كان يتقدم مساء الجمعة باكثر من ست نقاط على منافسه الجمهوري (50% مقابل 43،5%). من شأنها ان ترجح كفة هذا الفريق او ذاك حتى اللحظة الأخيرة وتحسم الموقف. وفي الأيام الأخيرة كثف اوباما والمرشح الجمهوري جون ماكين من تنقلاتهما في ولايات عدة تعتبر اساسية منها فلوريدا. ويبدو انهما غير عازمين على التخفيف من زخم جهودهما. وزار المرشح الجمهوري ولايتي فرجينيا وبنسلفانيا فيما يرتقب ان يعقد اوباما من جهته ما لا يقل عن ثلاثة تجمعات انتخابية في ثلاث ولايات مختلفة هي نيفادا وكولورادو وميزوري. وواقع ان يقوم ماكين بحملة في ولاية مثل فرجينيا لا يعتبر اشارة جيدة للجمهوريين بل يؤكد ان مرشحهم في موقف دفاعي. ففرجينيا لم تصوت لأي مرشح ديمقراطي الى البيت الابيض منذ 1964 لكن اوباما يحظى فيها بحسب ريل كلير بوليتيكس بتقدم يزيد عن ست نقاط. اما بنسلفانيا فهي الولاية الوحيدة التي فاز بها الديمقراطي جون كيري في 2004 ويطمح جون ماكين للفوز بها. وقال بوش في خطابه الإذاعي الأسبوعي "الثلاثاء هو يوم انتخابات. بعد اشهر من الجدل الحاد وحملة قوية، حان الوقت ليتخذ الأمريكيون قرارات مهمة تتعلق بمستقبل بلدنا". وأضاف "أشجع كل الأمريكيين على التوجه إلى مراكز الاقتراع والتصويت". ووعد ريك ديفيس مدير حملة ماكين في رسالة الكترونية وجهها الى حوالي خمسة ملايين شخص من انصار الجمهوريين مساء الجمعة بفوز سناتور اريزونا في الانتخابات. وشكك في استطلاعات الرأي قائلا ان واحداً من كل سبعة ناخبين لم يحسم امره بعد. واضاف "هذا يعني انه في حال صوت 130 مليون شخص الثلاثاء فإن 18،5 مليون يمكن ان يتخذوا قرارا في اللحظة الاخيرة". وقال "نعتقد اننا نخوض سباقا حاميا جدا واننا قادرون على الفوز في الانتخابات". وأظهر استطلاع جديد ان الجمهوريين مستاؤون أكثر من الديمقراطيين من التغطية الإعلامية لحملتي المرشحين للرئاسة الأمريكية. وتوصل مركز "هاريس" للاستطلاعات ومقره نيويورك، إلى ان 65% من الجمهوريين يعتبرون وسائل الإعلام الأمريكية منحازة إلى أوباما في حين قال 16% فقط ان التغطية الإعلامية خلال السباق كانت عادلة. وفي المقابل قال 54% من الديمقراطيين ان التغطية الإعلامية كانت عادلة مقابل 12% قالوا انها كانت في صالح ماكين. في الاثناء، أعلن رئيس هيئة الأركان الأمريكي في عهد الرئيس الاسبق رونالد ريغان، كين دوبرشتاين، انه سيصوت لمصلحة أوباما. وقال في حديث إلى شبكة "سي ان ان" ان قراره تأثر بتأييد وزير الخارجية الأسبق كولن باول الذي كان مستشاراً للأمن القومي في عهد ريغان، للمرشح الديمقراطي.