صنعاء ( الوطن ) - اختتم حزب رابطة أبناء اليمن المعارض (رأي) مؤتمره التاسع الذي أنعقد على مدى الأربعة الأيام الماضية بمدينة عدن، وسط اعلان عدد من أعضاء الهيئة المركزية واعضاء في الحزب انقلابهم على نتائج المؤتمر التاسع للحزب والذي اعاد انتخاب عبدالرحمن الجفري – رئيساً للرابطة – وانتخاب (93) عضواً للهيئة المركزية للحزب مثلت المرأة فيها أكثر من (20%) بانتخاب (19) عضوة قيادية. فخلال مؤتمر صحفي بصنعاء جاء اعلان الانقلاب من عدد من اعضاء مركزية الرابطة بينهم عمرالجفري أبن شقيق مؤسس حزب الرابطة عبد الرحمن الجفري ، متضمنا انشقاقهم عن القيادة السابقة للحزب برئاسة عبد الرحمن الجفري وتشكيل قيادة جديدة للحزب ، وبالتزامن مع مثله في عدن أعلن من خلاله نتائج أعمال المؤتمر التاسع لحزب الرابطة وبيانه الختامي والذي دعا فيه جميع القوى السياسية الوطنية للتوجه الى حوار وطني ايجابي بعيدا عن المماحكات وشحن النفوس وتأزيم الأوضاع لتجنيب البلاد ويلات الفتن والضغائن والتشظيات وأرجع المنشقون دوافعهم لما اقدموا علية نظرا لرفض القيادة خلال المؤتمر العام دعوات الاصلاحات الشاملة للحزب وتقييم تجربته خلال المرحلة الماضية، وتحريره من احتكار الرأي وطغيان القرار وانتهاك النظام الداخلي وتكريس القيادة الفردية، مشيرين الى ان خلافهم مع القيادة السابقة لم يكن خلافا شخصيا ولا على مصالح خاصة ضيقة بل من اجل اعادة الاعتبار للحزب ووضعه في المكان المناسب وطنيا وحزبيا –حد قولهم. ولخصوا نقاط الاختلاف في تقديمهم لتعديلات خلال المؤتمر العام في القيادة وتصحيح في النظام الداخلي (تصحيح مسار الحزب من أجل رابطة للجميع ) لم يؤخذ به ، بل ووجه بالرفض وتمرير قرار بأقصائم ، ومنها مطالبهم بتقييم المرحلة السابقة ما بين المؤتمرين الثامن والتاسع ، مرورا بملف الانفصال في صيف 94 وما لحق بعدد كبير من الرابطيين من اضرار ومشاكل نتيجة المشاركة الفردية بالحرب والانفصال ، فضلا عن ما قالوا انها مشاكل تتعلق بموقف الحزب من الانتخابات وتغليب المصلحة العامة, وإقصاء نحو 300عضوا في أمانة العاصمة ومحافظات البيضاء والمهرة وصعدة وعدد من مديريات حجة ولحج وابين وتحويل الحزب الى احتكار للافراد ، إضافة إلى المطالبة بالشفافية في الجانب المالي ومصادر تمويله , وتراجع العضوية في الحزب من 36الف قبل 2006إلى اقل من 4 الف عضو, عدم وجود خطط فاعلة للأنشطة الحزبية , الاتهامات الجائرة بحق الخيرين من الرابطيين. ادعاءات المنشقين قوبلت بسخرية مصدر مسئول في الحزب ، حيث نقل موقع ( نيوز يمن) عن المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه القول " أن من قيل أنهم أعلنوا انقلابهم على القيادة قد اتخذ قرار بفصلهم في المؤتمر العام الذي انعقد بمحافظة عدن "، متسائلا من هم ، وماذا يشكلون حتى يعلنوا انقلابهم. المصدر نفى ما ذكره المنشقين حول انحراف القيادة السابقة عن مسار الحزب وبعدم الشفافية والوضوح في الجانب المالي للحزب ، وقال أن المؤتمر وقف أمام كل الوثائق والتقارير الخاصة بأداء مختلف تكوينات الحزب، والوقوف أمام مشروع التعديلات على النظام الداخلي، وانتخاب رئيس الحزب والهيئة المركزية الجديدة، وتحديد الموقف من الانتخابات البرلمانية القادمة..داعيا لعدم إيلاء الموضوع أي اهتمام بذلك. ورغم محاولة المنشقين خلال المؤتمر الصحفي مغازلة السلطة وحزبها الحاكم لاستمالتها الى صفهم ، الا ان الشواهد تتجه لمساندة من الحاكم صوب قيادة مؤسس الحزب عبدالرحمن الجفري الذي جدد انتاخبه خلال مؤتمر عام الحزب لخمس سنوات قادمة ، وهو ما نوه إليه الأخير بتأكده خلال المؤتمر الصحفي الذي حضرته وسائل الإعلام بمدينة عدن أن أولوية التحالف لحزبه تتجه نحو المؤتمر الشعبي العام ولكن ليس بأي ثمن وليس خياراً وحيداً اذا استطعنا ان نحقق شئ لوطننا وحزبنا. وقال : هذا لا يعني أنه ليس لدينا أي تعاون مع الإخوة في الأحزاب الأخرى تكتلات أو أحزاب منفصلة نتعاون فيما اتفقنا عليه ونتحاور فيما لا يزال مختلف فيه بينا وبين المشترك وبين المؤتمر وقد سلمنا المؤتمر الشعبي العام مؤخراً مسودة رداً على مسودتهم . ونحن نضمن أن نصل مع أي طرف من أطراف بلادنا إلى اتفاق حول ما هو متفق عليه وقد لا يكون كل ما طرح يتفق عليه لكن ما لا يتفق عليه يشار أنه ما زال محل اختلاف . وحول موقفه من الانتخابات البرلمانية المقرة في ابريل القادم خول المؤتمر العام للحزب رئيسه في التشاور مع اعضاء اللجنة التنفيذية في اتخاذ القرار المناسب حول الانتخابات على ضوء مفهوم الحزب للديمقراطية وبرنامجه للاصلاح الوطني الشامل ومرفقاته . واكد البيان الختامي الصادر عن المؤتمر العام التاسع لحزب رابطة ابناء اليمن (راى) والذي شاركة فيه 551 من المندوبات والمندوبين وقيادات الهيئة التنفيذية والمركزية للحزب بمدينة عدن على أن (رؤية حزب الرابطة للسياسيات الداخلية والخارجية) (والمشروع الوطني للإصلاحات الشاملة) وسواهما من طروحات الحزب هي المخرج الأمثل للوطن اليمني من أزماته المركبة والتي تعصف بالبلاد وتهدد حاضرها ومستقبلها. واعتبر حزب الرابطة أن المرحلة الدقيقة والحرجة التي يعيشها وطننا، تستدعي تحركاً وطنيا جاداً وفاعلاً لتجذير الوحدة المجتمعية والسياسية من خلال اللامركزية، والقضاء العادل المستقل النافذة أحكامه، والنظام التشريعي ذي المجلسين، ونظام الحكم الرئاسي، ونظام الانتخابات بالقائمة النسبية، واحتراف المؤسسات العسكرية والأمنية، واستقلالية الإعلام الرسمي، والخدمة المدنية. وجدد البيان الختامي موقف الحزب الرافض للعنف بكافة أشكاله، مؤكد على ضرورة تفعيل قوة القانون ورفض سريان قانون القوة، باعتبار ذلك ضرورة وطنية لا تقبل الترحيل. واشار الى أن الحراك الحالي في المحافظات الجنوبية، لم يكن إلا وليداً لقضايا حقوقية، أدى تجاهلها وعدم المسارعة في علاجها لتحولها إلى حراك سياسي واحتقانات حادة تنذر بأخطار جسيمة. وفي الوقت الذي عبر فيه عن رفض كافة صنوف القمع والبطش ومصادرة الحريات الديمقراطية، في المواجهات المستمرة للاحتجاجات المطلبية السليمة ، مطالبا بالإطلاق الفوري للمعتقلين، أكد رفضه وعلى نحو كامل وقاطع مختلف الدعوات التمزيقية والتفتيتية الضيقة، مجددا التأكيد على أن المعالجة الشافية لكل أزماتنا الوطنية لا تتأتي إلا من خلال التحرك الجدي لتحقيق المواطنة السوية المرتكزة على أعمدة العدالة في توزيع الثروة والديمقراطية المحققة للتوازن والتنمية الشاملة المستدامة. وشدد البيان الختامي للمؤتمر التاسع لحزب الرابطة على أن الاستمرار في عمليات احتكار الوطن، واستبداد جهات بعينها من المنظومة السياسية بكل ما يتصل بعمليات تحديد حاضره ومستقبله، واعتماد معايير مخرجات انتخابية سابقة، والإصرار على إقصاء قطاعات هامة وفاعلة لن يزيد بلادنا إلا تمزقاً. وجدد بيان الرابطة الدعوة لمنظومة الحكم لمحاولة خلق المناخ الذي يؤدي إلى مشاركة فعالة وحقيقية في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرا الى إن المؤتمر العام لحزب رابطة أبناء اليمن(رأي) خول رئيس الحزب في التشاور مع أعضاء اللجنة التنفيذية في اتخاذ القرار الأنسب حول الانتخابات على ضوء مفهوم الحزب للديمقراطية وبرنامجه للإصلاح الوطني الشامل ومرفقاته الصادر في نوفمبر 2005م ورؤيته للسياسات الداخلية والخارجية الصادر في يناير 2008م, وعرض ما ستقرر عليه اللجنة التنفيذية من قرار على الهيئة المركزية في دورة عادية أو استثنائية. وادان بيان مؤتمر عام الحزب الهجمة الشرسة والظالمة على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة, معبرا عن استنكاره للتلكؤ الدولي التي يتيح الفرصة للعدوان لإحداث مزيد من التدمير والجراح انطلاقا من وهم القدرة على تركيع شعب أبى إلا أن يصدر أروع ملامح الصمود القتالية.
