يسعى اليمن نحو "صفقة شطب" لجزء من مديونيته المستحقة لروسيا ، والتي تشكل 1.225 مليار دولار بنهاية العام الماضي من إجمالي الدين العام الخارجي لليمن والبالغ 5.9 مليار دولار- وفقا لآخر تقرير رسمي. وتعد مديونية اليمن لروسيا التي سجلت العام الماضي انخفضا طفيفا عن العام 2007بلغ 12 مليون دولار ، أحد ابرز أجندة الرئيس على عبدالله صالح الذي بدأ الثلاثاء زيارة رسمية لموسكو تلبية لدعوة من الرئيس الروسي دميتري وتستمر لثلاثة أيام. ومع بوادر ايجابية من الجانب الروسي ، تبرز آمال صنعاء في ان تتوج مباحثات الرئيس صالح والتي سيجريها في خضم برنامج زيارته لموسكو بإبرام اتفاق لتخفيف أعباء ديون اليمن المستحقة لروسيا كوسيلة لإدارة عجلة النمو في البلاد، خصوصا وان انخفاض أسعار النفط عالميا نتيجة تأثيرات الازمة العالمية فاقم في عجز الموازنة العامة للدولة والذي ترجح تقارير حكومية ارتفاعه من 7.37 % في تقديرات موازنة 2009 إلى 10.4 % عند سعر 40 دولاراً للبرميل وإلى 11.55 % عند سعر 30 دولاراً للبرميل ، ما يزيد من إرباكات البنود المخصصة في الموازنة للدين العام وفوائده. وقادت مفاوضات بموسكو أجراها قبل أيام وفد يمني –ممهد لزيارة الرئيس صالح – برئاسة وزير المالية نعمان طاهر الصهيبي مع الجانب الروسي برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير المالية الكسي كودرين ، قادت إلى "تطمينات" لليمن بشأن قضية تخفيف أعباء الديون –فضل الطرفان عدم الإفصاح عنها حتى زيارة الرئيس على عبدالله صالح المرتقبة لروسيا . وقال سفير اليمن في روسيا محمد صالح الهلالي ان وزير المالية اليمني نعمان الصهيبي الذي التقى نظيره الروسي الكسي كودرين، ونائب وزير الخارجية الكسندر سلطانوف في سياق التحضير لزيارة الرئيس على عبدالله صالح ناقش خلال المباحثات بالتحديد، إمكانية تنازل روسيا عن الديون المترتبة بذمة اليمن. وذكر الهلالي أن الجانب الروسي وعد بالنظر في هذه القضية، وسيكون الحل إيجابيا قدر الإمكان. وبالنظر الى ما يبذله اليمن من جهود لتحسين مناخات الاستثمار( امنيا وإداريا تشريعيا) – أعلنت يوم أمس الأحد عن قانون جديد للاستثمار بمزايا كبيرة- يؤكد خبرا اقتصاديين ان الاستثمارات الجديدة في اليمن لا يمكن توقعها ، فيما يظل عبء الدين الضخم يخيم على البلاد، ما يدفع الدولة باتجاه البحث عن مخارج لخفض عبء الدين، لا مجرد تمديده، حتى يمكن للاستثمارات التي تعول عليها اليمن خلال الفترة القادمة كمرتكز اقتصادي هام ان يلعب الدور المأمول في انتعاش اليمن . واستطاعت جهود اليمن في نوفمبر 1997م بنادي باريس أن تكلل بإسقاط 80 في المائة من ديونها لروسيا والمقدرة في ذلك الحين ب 7 ر6 مليارات دولار ، ليتبعا في يناير 2000م توقيع اليمن وروسيا الاتحادية في موسكو على اتفاقية تسوية الديون على اليمن والتي كانت تمتد الى ما قبل توحيد شطري البلد عام 90. هذا وتربط روسيا واليمن علاقات عريقة. فقد وقعت أول معاهدة حول الصداقة والتجارة بين موسكو صنعاء في عام 1928. وأقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1955. وأعلنت الجمهورية اليمنية اعترافها رسميا بروسيا الاتحادية وريثا شرعيا للاتحاد السوفيتي السابق في 30 ديسمبر عام 1991.