تداعت موجة الرفض والاستهجان من مختلف الأحزاب والتنظيمات السياسية في السلطة والمعارضة والقيادات المحلية والاجتماعية والدينية في عموم اليمن, لأعمال التخريب وأحداث الشغب والفوضى والاعتداءات التي قامت بها عناصر تخريبية مسلحة داعية للانفصال ، وتبني الدعوات المناطقية والرجعية المتخلفة . وتشهد كافة المديريات والمحافظات في اليمن وفي مقدمتها المحافظات الجنوبية والشرقية تشكيل هيئات شعبية للدفاع عن الوحدة ومنظمات حراس الوحدة ، على غرار تلك الهيئات والمنظمات التي تشكلت أثناء أزمة وحرب صيف عام 93-94م وذلك لمواجهة الأنشطة الانفصالية والتخريبية المزعزعة للاستقرار والمثيرة للفتنة ولثقافة الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد . هذه التطورات تأتي في أعقاب تسريع تحالف( القاعدة مع عناصر داعية للانفصال جنوب اليمن عن شماله) لأنشطتها بتشكيل مليشيات مسلحة بدأت منذ منتصف الأسبوع بأحداث شغب وفوضى طالت المواطنين والممتلكات العامة والخاصة وشن اعتداءات اجرامية باتجاه قوات الأمن وتكثيف جرائم التقطعات وقطع الطرقات وترويع المسافرين في بعض المناطق بالمحافظات الشرقية والجنوبية. . ودخل التحالف الجديد دائرة إحداث الفوضى والتخريب ، كمرحلة ثانية ضمن مخطط تكشف مؤخرا بكافة صورة وادواته ومهندسيه بعد عامين من تحضيرات تحت مسمى الحراك الجنوبي "السلمي" والذي خرج عن مساره الديمقراطي المطالب بالحقوق والمظالم بعد تعاطي الحكومة والسلطة في حل جزء كبير منها ، باتجاه رفع الشعارات الانفصالية والعودة باليمن لما فبل الوحدة ، بل ولعهود المشيخات والسلطنات. وبتأكيدات وزير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي فان مايسمى بالحراك في المحافظات الجنوبية والشرقية خرج عن محاولة إصلاح الاختلالات الإدارية التي قال بأنها اختلالات "نعترف بها ليس فقط في هذه المحافظات بل في المحافظات الشمالية أيضا من الوطن ، ولكن المعالجة من خلال أن تحدد هذه الإختلالات وأن تعالج وفقا للقانون وألا يكون أحد معصوما من المحاسبة على أية أخطاء إدارية" ..وأشار إلى أن من يدعون إلى الانفصال اليوم "إما يريدون مواقع ومكانة معينة أو هم متضررون من الوحدة أو يعتقدون أنه من خلال هذه الدعوات يستطيعون أن يفرضوا رؤى على أبناء الشعب اليمني " ، مؤكدا" أن الكثير ممن يتعاطفون مع المطالب المشروعة حول الاختلالات الإدارية التي حدثت لا يمكن أن يقبلوا بالدعوة إلى الانفصال" . اعمال التخريب لما بات يعرف بعصابات انفصالية مسلحة انطلقت منتصف هذا الأسبوع ، جاءت بعد إعلان المجاهد الاسلامي طارق الفضلي الذي ارتبط اسمه بتنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن منذ مشاركته في الجهاد الأفغاني ضد الاتحاد السوفيتي في ثمانينيات القرن المنصرم، انضمامه للحراك الجنوبي الداعي للانفصال ، في خطوة وان كانت اشبه بعملية انتحارية مشتركة غوغائية لتحالف الفريقين ، فإنه محكوم عليها بالفشل . ويرى الدكتور سالم اليافعي أحد أبناء يافع في أبين أن "القاعدة وجدت في التحالف مع الحراك الجنوبي عبر زعيمها الروحي في مناطق جنوب اليمن (طارق الفضلي)، مخرجا لها من المأزق الذي باتت تعيشه ووسيلة للحفاظ على ما أمكن من بقايا خلاياها، وأن بيان الفضلي في مهرجان جعار ابين الاثنين الماضي حمل رسالة واضحة للسلطات اليمنية أن تحالف القاعدة مع الحراك الجنوبي ردا على الحملة الأمنية في جعار". ويرى مراقبين للشأن اليمني ان كثير من قيادات الحراك الانفصالي في الداخل والخارج وجدت في انضمام الإسلامي طارق الفضلي المفتاح الذي تستطيع من خلاله الحشد القبلي المساند والمئوي للمليشيات المسلحة في تنفيذ المخطط القديم الجديد الداعي للانفصال ، انطلاقا من اتفاق جديد في حسابات الغنيمة. فقبائل آل فضل التي تمتد من مديرية مودية مروراً بالوضيع ولودر والمنطقة الساحلية وانتهاء بنقطة العلم على حدود عدن، تحتل ما نسبته 60٪ من مساحة أبين وتسطير على أخصب الاراضي الزراعية والمنطقة الساحلية.. وتعد العمق الاقتصادي لأبين. وعلى الرغم من ان المهرجان الذي دعا إليه طارق الفضلي المنظم للحراك مؤخراً كان محل اهتمام دول اقليمية مساندة لمخطط الانفصال الجديد انطلاقا من عمل مسلح ينطلق من محافظة ابين ، غير ان ما حصل أن معظم مشائخ آل فضل إن لم يكن جميعهم لهم موقف آخر، موقف اعلنوا عنه أثناء مهرجان نظمته السلطة المحلية بالمحافظة السبت الماضي دعت فيه مشائخ ووجهاء أبين كلمة المشائخ التي القاها الشيخ فضل الطريقي شيخ مشائخ آل بالليل الفضلية أكدت وقوف مشائخ آل فضل ومشائخ أبين في صف الدفاع عن الوحدة ورفض دعوة الشيخ طارق الفضلي. وعزز من ذلك عدم حضور المهرجان من أبين غير قاعدة الحراك الانفصالي.. ولم يضف وجوه جديدة وهذا اكد صحة توقعات البعض حين قالوا إن طارق الفضلي لن يضيف للحراك الا نفسه. هذا الموقف لسكان مدينة زنجبار ابين ولمشائخ آل فضل –بالتزامن مع التعامل الامني العاقل لتجنب الصدام الذي كان يراد له ان يقع - وضع طارق الفضلي في موقف محرج، وكان أشبه بقرار عزله، بعد أن تخلى عن مشائخ قبائل آل فضل. وقال أحد مشائخ آل فضل في رده على سؤال عما اذا كان طارق الفضلي مازال شيخاً لآل فضل، قال إن العقد بين مشائخ آل فضل والشيخ طارق الفضلي كان وقوفه في صف الوحدة.. وبما أنه قد تخلى عن هذا العقد.. فقد «فسخ العقد الذي بيننا وبينه.. ونحن في غنى عنه». مع هذه المواقف التي احدثت خيبة الأمل في تفجير اول مواجهة مسلحة دامية للتحالف الجديد(للقاعدة مع عناصر الانفصال في جنوب اليمن) مع المواطنين من سكان أبين والسلطات الحكومية والمحلية والأمنية والعسكرية ، دفعت جبهة التحالف المسلح الجديد الخارج عن القانون منذ الاثنين الماضي باتجاه محور ردفان لحج الضالع على اعتبار أنهما تمثلان محافظات لها ارتكازها السياسي والجغرافي للوحدة اليمنية المباركة، فضلا عن ما تتميز به من وعورة جبالها. ولليوم الرابع على التوالي تواصل العصابات المسلحة يواصلون هجومهم على القطاعات العسكري في المنطقة الواقعة بين محافظتي لحج والضالع ، وهي هجمات ادت الى مقتل واصابة عدد من الجنود والمواطنين. ونسب موقع نيوز يمن يوم الجمعة لأمين عام المجلس المحلي بمحافظة لحج علي حيدرة ماطر القائم بأعمال المحافظ القول بأن تلك المجاميع المسلحة لا تزال متمترسه في رأس نقيل الربوة وجبل الاحمرين ، وتقوم بالاعتداء على إفراد الأمن والجيش الذين تواجدوا في بعض المناطق في الطريق الممتد من ردفان إلى الضالع وذلك في إطار خطة لتأمين الطريق من أعمال التقطعات التي تقوم بها تلك العناصر التخريبية.