فجر حزب حديث التأسيس في المغرب هو حزب الأصالة والمعاصرة الذي طرح نفسه كبديل للاسلاميين وللأحزاب القديمة كحزب الاستقلال ، مفاجئة مدوية بانتخابات البلدية المغربية والتي أظهرت نتائجها الأولية يوم السبت حصاده المركز الأول في عدد المقاعد . وأعلنت وزارة الداخلية المغربية في بيان لها اليوم السبت النتائج الأولية للانتخابات، التي جرت أمس، وحصل "الأصالة والمعاصرة"، الموجود حاليا في المعارضة بعد انسحابه قبيل الانتخابات من الائتلاف الحاكم، على 4854 من أصل 22 ألف و157 مقعدا. وجاء حزب الاستقلال (يمين)، الذي يقوده رئيس الوزراء الحالي، عباس الفاسي، في المركز الثاني ب4246 مقعدا، والتجمع الوطني للأحرار (يمين – ائتلاف حاكم) ثالثا ب3318 مقعدا، و"الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" (يسار- ائتلاف حاكم) رابعا ب2534 مقعدا. وكان مراقبون توقعوا الفوز الذي حققه حزب الأصالة والمعاصرة، الذي أسسه فؤاد علي الهمة، صديق الملك في عام 2008 ، بعد استقالته من وزارة الداخلية، وذلك لما شكله الحزب من قوة سياسية وانتخابية خلال عمره القصير. في حين حل حزب "الحركة الشعبية" (يمين) خامسا ب1767 مقعدا، واكتفى حزب العدالة والتنمية المعارض، بالمركز السادس بحصوله على 1135 مقعدا. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات نحو 51% من إجمالي عدد الناخبين، حيث أدلى نحو 6.8 ملايين من أصل 13 مليونا و360 ألفا و219 ناخبا مسجلا بأصواتهم في الانتخابات التي تنافس فيها 30 حزبا، وتعد الثانية في عهد العاهل المغربي الملك محمد السادس. وتنافس في هذه الانتخابات 27 ألفا و795 مرشحا موزعين على 1503 جماعات، منها 221 حضرية و1282 قروية، بحسب وزارة الداخلية. وتجرى عملية الاقتراع بطريقتين: الأولى فردية أحادية، وذلك في التجمعات التي لا يتجاوز عدد سكانها 35 ألف نسمة، أما التجمعات التي يتجاوز سكانها هذا العدد فيتم فيها الاقتراع بطريقة اللائحة. وقال أمين عام حزب العدالة والتنمية عبدالاله بن كيران مساء أمس الجمعة ان العملية الانتخابية عرفت استعمالا واسعا للمال وشراء الاصوات كما أن انصار حزبه ومرشحيه تعرضوا للضرب والتعنيف وصل الى حد كسر ذراع أحدهم وحرق بيت اخر وتكسير الصناديق.وأضاف للصحفيين أن وزارة الداخلية تعهدت بالتحقيق في الموضوع. في المقابل، علق وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري، الأجواء العامة التي جرت فيها الانتخابات، بقوله: "كانت عادية وسادها التنافس والشفافية". كما أشاد بعض المراقبين الدوليين بالظروف التي جرت فيها الانتخابات، إذ نقلت القناة التليفزيونية الثانية (دوزيم) في نشرتها المسائية عن المراقب جورجي كوبلي، من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بواشنطن، قوله إن "ما عايناه اليوم مشجع جدا"، مضيفا أن "المسلسل الانتخابي بالمغرب يشهد تحسنا مستمرا مع مزيد من الشفافية، وهو ما يمكن أن يعطي الثقة للناخبين". وتعتبر الانتخابات البلدية التي جرت يوم الجمعة أول اختبار حقيقي للائتلاف الحكومي المكون من المحافظين والاشتراكيين بعد أن حقق حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل أفضل نتائجه في الانتخابات التشريعية للعام 2007.