أعلن 67 نائبا لبنانيا تسمية النائب سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة في اليوم الاول من الاستشارات الدستورية الملزمة التي اجراها الرئيس اللبناني ميشال سليمان وامتنع 30 نائبا ينتمون الى المعارضة عن تسمية أحد. وينتمي النواب الذين سموا الحريري الى "فريق الرابع عشر من آذار" الذي يملك أغلبية المقاعد في المجلس النيابي . وكان لافتا اعلان "تكتل التنمية والتحرير" المعارض برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري 13" نائبا" تسمية سعد الحريري بينما التزم نواب تكتل حزب الله 12" نائبا" وتكتل "التيار الوطني الحر" بزعامة ميشال عون 18" نائبا" عدم التسمية. فيما اكدت مصادر سياسية لبنانية أن غالبية النواب سيرشحون الحريري لرئاسة الوزراء ما يمهد الطريق لتعيينه في وقت لاحق. وبدأ الرئيس اللبناني مشاورات مع النواب امس لاتخاذ قرار بشأن رئيس الوزراء المقبل ، على أن يعلن اليوم السبت اسم المرشح الذي نال أكبر عدد من أصوات النواب. وبينما بدأت وسائل إعلام محلية تتداول نبأ ترجيح تولي الحريري منصب رئيس الوزراء ، سادت في البلاد أجواء تفاؤلية ما انعكس على ارتفاع الأسهم. وحسب نظام تقاسم السلطة الطائفي ، فإن منصب رئاسة الوزراء ينبغي أن يتولاه مسلم سني. واجتمع الحريري مساء أمس مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ، وجاء الاجتماع بين الرجلين قبل ساعات من بدء المشاورات لتسمية رئيس جديد للوزراء في لبنان. وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي التابع ل"حزب الله" أن الحريري ونصرالله اتفقا ، خلال الاجتماع الذي استمر 4 ساعات ، على "تغليب منطق الحوار والتعاون والانفتاح ومواصلة التهدئة في التعاطي مع القضايا الداخلية" ، مشيرا إلى ان الطرفين اتفقا كذلك "على مواصلة النقاش مع الإشادة بأجواء التهدئة". وأوضح ان البحث تناول الترتيبات المفترضة للمرحلة المقبلة والخيارات المطروحة للحكومة العتيدة ، وبحث الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة. وبعكس التفاؤل الذي ساد اعلن ميشيل عون زعيم "التيار الوطني الحر" ان كتلته لم تسمّ أحداً «لكن لا فيتو على أحد»، رابطاً المشاركة في الحكومة العتيدة ب «معايير معينة وبان تكون المشاركة حقيقية وليست اسمية فقط»، ومكرراً ان المعارضة متفقة على «عدم دخول إلا حكومة شراكة فعلية»، ومؤكداً انه بعد التكليف «اذا شكّل الحريري حكومة مقبولة نمنحه الثقة». وفي السياق عينه، اعلن رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد «اننا لم نسم أحدا، ونقول في شكل واضح، إذا انتهت الاستشارات الملزمة حول تسمية رئيس مكلف لتأليف الحكومة، وكانت التسمية من حظ النائب الحريري، فإننا متعاونون ومنفتحون من أجل استكمال الحوار الذي جرى الخميس بينه والسيد نصرالله، علنا نستطيع إيجاد سبل تعزز الثقة وترضي اللبنانيين وتحقق حكومة وفاق وطني». أما رئيس البرلمان نبيه بري الذي رشّحت كتلته ( 13 نائباً) الحريري لرئاسة الوزراء، ف «لاقى» المعارضة في جوهر موقفها الذي يربط تسهيل ولادة الحكومة في شكلها، اذ اعلن انه ابلغ الى رئيس الجمهورية ان كتلته «لن تشارك او بأي حكومة اذا لم تكن حكومة توافق ومشاركة حقيقية»، مكرراً الدعوة الى «حكومة وحدة وطنية يذوب من خلالها الشرخ السياسي القائم».