أكد وزير الخارجية السورية وليد المعلم اليوم الأربعاء أن بلاده على استعداد لتسوية الأزمة الحالية مع العراق إذا ما قامت حكومة بغداد بتقديم "أدلة ووثائق مقنعة" حول التفجيرات التي استهدفت وزارتي الخارجية والمالية في العاصمة العراقية وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات. وقال المعلم في كلمة أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي تترأس بلاده دورته الحالية "إننا منفتحون على حل الأزمة مع العراق على أساس تقديم أدلة ووثائق مقنعة". وأضاف "لقد آلمتنا التفجيرات الإرهابية التي حدثت في بغداد يوم الأربعاء الدامي، لكننا فوجئنا بعد أيام باتهامنا بإيواء المسؤولين عن هذه الاعتداءات." وتابع أن سوريا أكدت مرارا وتكرارا دعمها الكامل وحرصها على وحدة العراق وأمنه واستقراره ودعم العملية السياسية فيه مؤكدا أن بلاده تعتبر أمن العراق واستقراره "جزء من أمن سوريا"، على حد قوله. وكان اجتماع رباعي يضم وزيري الخارجية السوري وليد المعلم والعراقي هوشيار زيباري قد انعقد في وقت سابق من اليوم الأربعاء بحضور نظيرهما التركي أحمد داود أوغلو والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في مقر الجامعة بالقاهرة قبيل بدء الاجتماع الوزاري لبحث سبل إنهاء التوتر بين بغداد ودمشق. وانضم إلى الاجتماع بعد ذلك وزيرا خارجية الأردن ناصر جودة وسلطنة عمان يوسف بن علوي ووزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية نزار بن عبيد مدني. وكان أوغلو قد بدأ نهاية الشهر الماضي وساطة بين سوريا والعراق لاحتواء الأزمة الدبلوماسية التي نشأت بين البلدين بعد أن اتهم مسؤولون عراقيون سوريا بإيواء قادة بعثيين عراقيين سابقين يقفون وراء الاعتداءات الدامية التي شهدتها بغداد في 19 أغسطس/آب وأوقعت أكثر من 100 قتيل. وطلب المالكي رسميا من الأمم المتحدة تشكيل لجنة تحقيق دولية في هذه الاعتداءات، إلا أن الرئيس السوري بشار الأسد ندد الأسبوع الماضي بالمطلب العراقي معتبرا أن "التدويل لم يكن حياديا ولم يحقق انجازات بل حقق فقط مآسي لنا"، على حد قوله. وقال إن "الحلول الصحيحة للمشكلات تأتي من أبناء المنطقة" معتبرا أن "التدويل هو دليل على ضعفنا وعدم قدرتنا واعتراف منا بعدم أهليتنا لإدارة شؤوننا سواء كانت هذه الشؤون صغيرة أم كبيرة"، على حد تعبيره. وكالات