من المقرر أن يجتمع مسؤولون عراقيون وسوريون في اسطنبول الخميس في إطار المساعي التركية للتوسط بين بغداد ودمشق لتهدئة التوتر بينهما على خلفية هجمات الأربعاء الدامي في العراق في أغسطس/آب الماضي والتي راح ضحيتها نحو 100 شخص. وتأمل تركيا بجمع وزيري خارجية البلدين بحضور الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، بعد ظهر الخميس. وقال وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، في لقاء جمعه مع وفد حكومي عراقي: "آمل أن يتم اللقاء بعض ظهر اليوم (الخميس) من أجل إعادة إطلاق العلاقات بين البلدين الشقيقين." على أن الأمر لن يكون سهلاً بعد التوتر بين سوريا والعراق. فقد قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، في اسطنبول الأربعاء إنه سيحضر اللقاء، مضيفاً "أما إذا لم يرغب العراقيون بالحضور، فتلك مشكلتهم." من جانبهم، أعلن الناطق باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، الخميس أن وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، سيجتمع في أنقرة مع نظيره السوري لبحث الأزمة السياسية بين البلدين. ونقلت وكالة أنباء الإعلام العراقي "واع" عن الدباغ قوله في تصريح صحفي إن "اللقاء جاء بناء على مكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء، نوري المالكي، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان مساء أمس (الأربعاء)." يذكر أن الدباغ كان قد أعلن الأربعاء فشل المحادثات العراقية السورية التي جرت الثلاثاء في أنقرة بحضور مسؤولين أتراك، مستبعداً عقد أي اجتماع امني مع سوريا في المستقبل "إلا إذا تعاملت دمشق مع الأدلة والوثائق التي قدمها العراق بطريقة ايجابية." وكانت وزارة الخارجية التركية قفد أصدرت بياناً الأربعاء قالت فيه إن تركيا ستستضيف الخميس اجتماعاً بين العراق وسوريا بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية، يتناول الخلافات الأخيرة بين سوريا والعراق. وأضاف البيان أن وزراء خارجية تركيا والعراق وسوريا بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية سيشاركون في الاجتماع الذي يأتي استكمالا للاجتماع الرباعي الذي عقد بالقاهرة على هامش الوزاري العربي في دورته الثانية والثلاثين بعد المائة الأسبوع الماضي. وسيتم في الاجتماع متابعة الأوضاع المتعلقة بالعلاقات العراقية السورية وبحث سبل التغلب على الصعوبات التي تواجه تلك العلاقات، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية "وام." مجلس تعاون استراتيجي بين تركيا وسوريا هذا وكانت سوريا وتركيا قد وقعتا الأربعاء على اتفاقية تتعلق بتشكيل مجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، حيث وقعها وزيرا خارجية البلدين، أوغلو والمعلم عقب انتهاء الاجتماع الثنائي بينهما، والذي جاء في أجواء إيجابية ترافقت مع زيارة الرئيس السوري، حافظ الأسد، إلى أنقرة بدعوة من رئيس الوزراء التركي، أردوغان. وفي مؤتمر صحفي مشترك، قال أوغلو: "اعتباراً من اليوم (الأربعاء) وعقب التوقيع على الاتفاقية، سيتمكن المواطنون الأتراك والسوريون من القيام بالزيارات المتبادلة من دون الحاجة إلى تأشيرة الدخول وذلك تتويجا لأواصر الأخوة بين البلدين." ومن جانبه أفاد المعلم بأن المباحثات بين أردوغان والأسد عقدت وسط أجواء إيجابية، وفقاً لما نقلته هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية "تي آر تي." وتنص الاتفاقية على تشكيل لجنة يترأسه كل من رئيس وزراء البلدين بالإضافة إلى 8 وزراء من كلا البلدين. ويذكر أن اتفاقية مشابهة لهذه كانت قد أبرمت بين العراق وتركيا، حيث سيتم عقد الاجتماع الوزاري الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي بين تركيا العراق في اسطنبول الخميس.
