خارج ضجيج الساسة والصخب الفوضوي في اليمن ، تواصل الطرقات حصد المئات من المواطنين شهريا. حوادث المرور، نزيف اليمنيين اليومي وجرح الأسر الدائم ،حصدت خلال أكتوبر المنقضي أرواح 225 شخصاً, فيما أصيب 1593 آخرين بإصابات مختلفة في تلك الحوادث التي شهدتها الطرقات في عموم محافظات الجمهورية. وذكرت إحصائية لمركز إعلام الداخلية اليمنية أن أولائك الضحايا نتاج 1253 حادث مروري توزعت على حوادث صدام السيارات بعدد (898) حادثة, وحوادث الدهس بعدد (701) حادثة آخرين, وكذا حوادث انقلاب المركبات بعدد (273) حادثة. وأرجعت الإحصائية أسباب وقوع الحوادث المرورية في الشهر الماضي إلى السرعة الزائدة وإهمال السائقين والمشاة والتجاوز الخاطئ للمركبات على الطرقات الطويلة, بالإضافة إلى تعاطي القات واستخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة, إلى جانب الأعطال الفنية المفاجئة في المركبات, وهطول الأمطار على الطرقات وأسباب أخرى. وتشهد الجمهورية اليمنية ارتفعا مضطرد في عدد ضحايا الحوادث المرورية التي تحصد أرواح العشرات يوميا في مشهد بات مألوفا على الساحة مثلها مثل باقي القضايا المجتمعية والخدمية المشكلة كابوس يومي ومعاناة دائمة للمواطنين والتي لا تمثل انشغالا جادا من أي نوع سواء للسلطة المنهكة في الترقيع والمنحورة حكوميا وحزبيا بمافيا الفساد والإفساد ، ولا للمعارضة المحنطة عند انهيار الدولة وسقوط النظام والانشغال التام بشخص علي عبدالله صالح وتحميله مسئولية كل مشاكل البلاد والعباد حتى الكوارث الطبيعية، مرتضية لنفسها أن تكون حبيسة هياكل معطلة وظيفيا ومجرد صخب فوضوي يشعر الآخرين بوجوده من خلال ما يصدره من ضجيج وأزمات. وكان مايزيد عن 670 شخصاً قد لقوا مصرعهم وأصيب ما يقارب 5130 آخرين بإصابات مختلفة في الحوادث المرورية التي شهدها جميع محافظات اليمن خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة (يونيو – يوليو- اغسطس) ، وبزيادة ملحوظة عن ما سبقها من اشهر منذ مطلع العام . وتلخص تقارير رسمية ونقابية في النقل ابرز الأسباب الرئيسية لوقوع الحوادث باليمن في غياب الإرشادات المرورية في الطرقات والمنعطفات الخطرة ، وزيادة الحفريات والمطبات المصطنعة على الطرقات الطويلة بشكل يومي من قبل المواطنين نظرا لغياب الإجراءات الرادعة، فضلا عن الإهمال من قبل السائقين والمشاة , والسرعة, والتجاوز الخاطئ للطريق, واستخدام الهاتف, بالإضافة إلى العيوب الفنية في بعض الطرقات, وأسباب أخرى منها قيادة الأطفال للمركبات , والقيادة تحت تأثير المنشطات , وحركة المركبات والآليات التي فقدت صلاحيتها الفنية, وأخيراً غياب الإسعافات الأولية على الطرق والخطوط الطويلة ما يزيد حالات الوفيات من المصابين.