قال والد الشيخ الأمريكي اليمني الأصل أنور العولقي إن ابنه ليس عضواً في تنظيم القاعدة كما أنه ليس مختبئاً مع "الإرهابيين" في جنوب اليمن، وبجب ألا يتم ربطه بالتصرفات الإرهابية. وقال الدكتور ناصر العولقي، والد أنور: "إنني أخشى الآن على ما ينوون فعله بإبني، فهو ليس أسامة بن لادن، وهم ينوون أن يجعلوه بما هو ليس عليه." وكان مسؤولون يمنيون قد أكدوا منذ بعض الوقت وحتى الأحد الماضي أن أنور العولقي يختبئ في المناطق الجبلية في جنوب اليمن، مع عناصر القاعدة. وأضاف والد العولقي "إنه مخطئ للغاية، وماذا تتوقعون من ابني أن يفعل؟ ثمة صواريخ 'تهطل' على القرية، لذلك عليه أن يختبئ، لكنه لا يختبئ مع عناصر القاعدة، فقبيلتنا تحميه الآن." وتابع يقول: "إن ابني مطلوب.. وهو يشعر بالقلق، وهذه هي المشكلة التي أواجهها." وينحدر العولقي من قبيلة العوالق في جنوب اليمن، ولها علاقات عديدة مع الحكومة اليمنية، بما فيها رئيس الوزراء اليمني، الذي يعد أحد أقرباء العولقي. ومؤخراً، عاد اسم أنور العولقي ليبرز في وسائل الإعلام، على خلفية التحقيقات المتعلقة بالنيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب، حيث أشارت تقارير إلى أنه جرت اتصالات بين أنور وعمر خلال فترة وجود الأخير في اليمن في أواخر عام 2009. غير أن ناصر العولقي قال إنه من غير المرجح أن يكون ابنه أنور قد التقى بالنيجيري عمر، وقال: "ليس لدي أدنى فكرة.. ولكنني لا أعتقد ذلك." يشار إلى أن ناصر العولقي كان قد تقلد عدة مناصب حكومية في اليمن، ومن بينها منصب وزير الزراعة، وتوجه إلى الولايات المتحدة بينما كان شاباً ضمن من حصلوا على منحة "فولبرايت" في أواخر ستينيات القرن العشرين، وهناك ولد أنور، في العام 1971. وقال ناصر العولقي إنه يبذل قصارى جهده لإخراج ابنه من مخبأه، غير أنه لا يريد أن يعرض حياة أنور للخطر. وقال قي حوار خاص مع CNN: "سأبذل ما في وسعي لإعادة ابني، ولكنهم لا يمنحوني الوقت الكافي.. إنهم يريدون قتل ابني. كيف يمكن للحكومة الأمريكية أن تقتل أحد أبنائها؟ إنه سؤال قانوني ينبغي الإجابة عليه؟" وأقر العولقي الأب بأن ابنه أدلى بآراء مثيرة للجدل، ولكنها كلها محمية بقانون حرية الرأي في القانون الأمريكي، نافياً أن يكون ابنه قد فعل أي شيء لتشجيع الإرهابيين على تنفيذ أعمال عنف. وكانت التحقيقات الامريكية أكدت أن "أنور العولقي " حرض الضابط فلسطيني الأصل نضال مالك حسن على قتل 13 جنديًا أمريكيًا في أكبر قاعدة أمريكية (فورت هود) في الخامس من نوفمبر الماضي. وكان مسئولين يمنيين أعلنوا في الثامن من يناير الجاري، أن منفذ محاولة الاعتداء على الطائرة الأميركية يوم عيد الميلاد التقى الإمام المتشدد أنور العولقي في اليمن، لكن «القاعدة» جندته خارج البلاد «وفي لندن على الأرجح». وأكد رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء اليمني خلال مؤتمر صحافي أن الشاب النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب (23 عاماً) الذي نفذ الاعتداء الفاشل على الطائرة الأميركية يوم عيد الميلاد التقى الإمام المتشدد أنور العولقي في شبوة (شرق صنعاء). وقال العليمي: «بحسب المعلومات التي توافرت، فإن النيجيري (عمر فاروق عبدالمطلب) اختفى في شبوة في وادي رفض والتقى العولقي ومحمد عمير الذي لقي حتفه في الغارة على وادي رفض» في 24 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. ولم يستبعد العليمي أن يكون عبدالمطلب زار معاقل أخرى ل «القاعدة» في اليمن مثل حضرموت ومأرب في شرق البلاد. وكان عبدالمطلب حاول تفجير طائرة مدنية مكتظة بالركاب في 25 كانون الأول الماضي قبيل وصولها من أمستردام إلى ديترويت، وذلك بواسطة متفجرات كان يحملها في ثيابه الداخلية. وبرز اسم العولقي بعدما تبين أنه كان على اتصال أيضاً بالميجور الأميركي الفلسطيني الأصل نضال حسن الذي أطلق النار في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي داخل قاعدة فورت هود (ولاية تكساس جنوب)، ما أدى إلى مقتل 13 شخصاً وإصابة 42 آخرين. وكان جون برينان مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب أعلن أن العولقي الذي يعيش حالياً في اليمن، قد تكون له علاقة بحادث قاعدة فورت هود الأميركية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وبمحاولة تفجير طائرة الركاب الأميركية يوم عيد الميلاد.