أقرت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما استهداف الشيخ الأميركي ذي الأصل اليمني أنور العولقي،والمتهم من قبلها بأنه الأب الروحي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته أن القرار الجديد وضع العولقي الامريكي المولد والمقيم في اليمن على قائمة الأهداف الأميركية ، مما يعني إعطاء الإذن لعمليات -لم يفصح عن نوعيتها -لاعتقال العولقي أو قتله بسبب دوره المزعوم في نشاط تنظيم القاعدة. وتعارض الحكومة اليمنية أي عمليات عسكرية أمريكية أو غربية مباشرة على أراضيها لاستهداف عناصر القاعدة ومعاقلهم ، في وقت تخوض فيه أجهزتها حربا مفتوحة ضد التنظيم أدت إلى مصرع عدد من كبار قياداته في الاشهر القليلة الماضية وسط وجنوب شرق البلاد، وهي مناطق قبلية ذات تضاريس وعره. وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي حول القرار الأمريكي من قبل السلطات اليمنية الذي يحضر دستورها تسليم أين من مواطنيها لاي دولة أخرى ، قال المسئول الأمريكي ان قرار إدارة الرئيس اوباما جاء بعد مراجعة مجلس الأمن القومي الأميركي بوصف العولقي مواطنا أميركيا ويحمل جنسية الولايات المتحدة. ووصف المسؤول الأميركي رجل الدين المطلوب بأنه يشكل "تهديدا مؤكدا". وكانت انباء تحدثت عن فشل وساطة قام بها مسئولون يمنيون مع شوخ عشائر يقال انه يحتمي في إطارهم العولقي بمحافظة شبوة جنوب شرق البلاد لإقناعه تسليم نفسه للسلطات والقضاء اليمني بوعود عدم تسليمه لأمريكا . والشيخ العولقي من مواليد الولايات المتحدة وقد برز اسمه لأول مرة في تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول على طاولة التحقيق في الكونغرس الأميركي باعتبار أن رقم تلفونه كان في مذكرة اليمني الحضرمي رمزي بن الشيبة المنسق لهجمات الحادي عشر من سبتمبر وجدها المحققون في شقة الأخير في مدينة هامبورغ بألمانيا. وبسبب ارتياد اثنين من الخاطفين وهما نواف الحازمي وخالد المحضار مسجده بفرجينيا، حقق معه على خلفية ذلك الحادث، ولم يجد المحققون الأميركيون أي دليل، فغادر إلى بريطانيا ثم إلى اليمن عام 2005 قبل أن يطارده المحققون الأميركيون عبر حكومة اليمن التي اعتقلته لعام ونصف العام، كي تقدمه لهؤلاء المحققين مرة أخرى داخل السجن، دون توجيه أي تهمة إليه، وبعد عام ونصف العام أفرجت عنه السلطات لعدم إدانته ولضغوط قبيلته التي تحميه الآن. وعاد اسم العولقي ليحظى باهتمام وسائل الإعلام بعد تفجير قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس والذي نفذه الرائد في الجيش الأميركي نضال حسن في الخامس من نوفمبر الماضي. كما برز اسم العولقي مجددا على خلفية التحقيقات المتعلقة بالنيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي اتهم بمحاولة تفجير طائرة أميركية متجهة إلى ديترويت عشية عيد الميلاد، وأشارت تقارير إلى أنه جرت اتصالات بين الاثنين أثناء فترة وجود عبد المطلب باليمن أواخر 2009. ونفى والد الشيخ الأمريكي اليمني الأصل أنور العولقي إن يكون ابنه عضواً في تنظيم القاعدة كما أنه ليس مختبئاً مع "الإرهابيين" في جنوب اليمن، وبجب ألا يتم ربطه بالتصرفات الإرهابية. وقال الدكتور ناصر العولقي، والد أنور في تصريحات سابقة "إنني أخشى الآن على ما ينوون فعله بإبني، فهو ليس أسامة بن لادن، وهم ينوون أن يجعلوه بما هو ليس عليه." وأضاف والد العولقي "إنه مخطئ للغاية، وماذا تتوقعون من ابني أن يفعل؟ ثمة صواريخ 'تهطل' على القرية، لذلك عليه أن يختبئ، لكنه لا يختبئ مع عناصر القاعدة، فقبيلتنا تحميه الآن."وتابع يقول: "إن ابني مطلوب.. وهو يشعر بالقلق، وهذه هي المشكلة التي أواجهها." وأعلنت الحكومة الأميركية أمس الأول إدراج اليمن على قائمة الدول التي تتلقى دعما عسكريا مباشرا لتعزيز قدراته لمكافحة الإرهاب. وقال مسوؤلون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها ستنفق 350 مليون دولار على ثلاثة برامج "لتحسين قوات اليمن العسكرية لتنفيذ عمليات لمكافحة الإرهاب." في عام 2010. وقال المسؤولون إن وزارة الدفاع الاميركية أخطرت الكونغرس بأن اليمن سيتلقى تمويلا خاصا لبضعة أشهر قادمة في إطار قانون ينص على تزويد دول بأموال لتطوير قدراتها في مكافحة مناهضيها. والدول الأخرى التي تشملها القائمة هي كرواتيا، إستونيا، جورجيا، هنغاريا، للتفيا، لتيوانيا والفلبين. وكانت الحكومة الأميركية قد خصصت أكثر من 150 مليون دولار كمساعدة لليمن للسنة المقبلة يستخدم معظمها للتدريب والمعدات لمحاربة شبكة القاعدة. وقال البنتاغون في بيان بهذا الشأن إنه سيتم إخطار الكونغرس خطيا للمرة الثانية قبل أن يتم الإعلان رسميا عن تفاصيل التمويل الجديد.