أحدثت شائعات تداولها السكان في مدينة ذمار ومناطقها المختلفة عن توقع حدوث هزة أرضية مدمرة اليوم الأربعاء ويمتد تأثيرها إلى نطاق جغرافي كبير - حد زعمها - أحدثت رعبا كبير في أوساط المواطنيين وأضحت مثار احاديثهم. تلك الشائعات - رغم تكذيبها رسميا من جهات الرصد الزلزالي في اليمن مساء الثلاثاء عبر خبر بثته وكالة الانباء اليمنية والتلفزيون المحلي – كانت سرت كالبرق في أنحاء مناطق المحافظة منذ عدة أيام وفي المقايل والشوارع ووسائل النقل ، مخلفة قلقا ورعبا ظهر من خلال اخذ البعض تلك الشائعات على محمل الجد من حيث الاستعدادات والتحضيرات كان اقلها تجهيز المغادرة السريعة للمنازل وتحضيرات الخيام. واخلى مواطنون في منطقة سما بمغرب عنس منازلهم وتوجهوا الى الأراضي المفتوحة مترقبين وقوع الهزة التي توقعتها الشائعات فجر الاربعاء . ومنبع تلك الشائعات انطلق بعد أن شهدت محافظة ذمار ثلاثة هزات ارضة الاحد الماضي ، كان أقواها بقوة (4.3) درجة على مقياس ريختر بعد سبعة كيلومترات جنوب شرق المحافظة . الهزة التي وصنفت ضمن دون المتوسطة ،مثلت ثاني هزة قوية بعد هزة ضربت المحافظة عام 1982 ، الامر الذي أعاد مخاوف ابناء محافظة ذمار الواقعة في منطقة زلزالية ، من تكرار مأساة ذلك العام حين ضرب مناطق المحافظة بقوة ست درجات وذهب ضحيته أكثر من 2500 شخص, و جرح 25 ألف آخرين , ونجم عنه تهدم حوالي 15 ألف منزل بصورة كاملة في عدد من مناطق المحافظة , بجانب تضرر خمسين ألف منزل أخر بأضرار جزئية . وقال رئيس مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين المهندس جمال شعلان عبر وكالة الأنباء اليمنية امس الثلاثاء ان "لا صحة لأية شائعات تسري بين الناس في هذا الشأن, كما أنه يستحيل علميا التنبئ المسبق بالزلازل وأماكن حدوثها حتى لدى الدول المتقدمة التي تمتلك أحدث أجهزة الرصد الزلزالي ". وأضاف" إن المركز يرصد حاليا النشاط الزلزالي في المنطقة وهو نشاط عادي جدا ولا يوجد ما يثير القلق أو المخاوف لدى المواطنين". وبين أن منطقة ذمار معروف عنها جيولوجيا أنها منطقة نشاط زلزالي مستمر, وهو أمر لا يدعو للقلق, خصوصا وان هذا النشاط يندرج تحت الخفيف والمتوسط في أسوأ الظروف, وبالتالي فإن أفضل حل لتفادي أية أخطار مستقبلية في مثل هذه المنطقة هو تشييد الأبنية وفقا لمواصفات هندسية مقاومة للزلازل كما يحدث الآن في مختلف دول العالم سيما مناطق النشاط الزلزالي. وذكرت محطات الرصد الزلزالي أن ما رصدت مؤخرا هو أنشطة زلزالية خفيفة, عدى الهزة المتوسطة التي سجلتها فجر الأحد الماضي وبلغت قوتها 4.3 درجات بمقياس ريختر, التي لم ينجم عنها أية أضرار. وبحسب المختصين في مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين فان حدوث هذه الهزات الخفيفة والمتوسطة يعتبر تفريغ لأنشطة زلزالية قد تكون أكبر وتحدث في مناطق أخرى من العالم. مدير أمن محافظة ذمار العميد نجم الدين هراش من جانبه دعا المواطنين إلى الحذر من هذه الشائعات التي تسعى خلق الخوف والهلع لديهم, منبها في ذات الوقت أن هذه الشائعات تندرج في إطار محاولة إثارة البلبلة بين المواطنين وخلق الهلع والخوف لديهم ودفعهم لترك منازلهم لتكون لقمة سائغة للصوص والعابثين بالأمن والاستقرار. وأكد أن أجهزة الأمن لن تتهاون مع كل من يروجون لهذه الإشاعات ويحاولون خلق البلبلة وإثارة الهلع في أوساط المواطنين