أكد اليمن أن لا مهادنة مع الإرهاب وان أجهزته الأمنية ستستمر في توجيه الضربات لأوكاره أينما وجدت،متعهدا باستمرار ملاحقه عناصره علي مدار الساعة في طول البلاد وعرضها. يأتي ذلك اثر تهديدات جديدة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب عبر تسجيل صوتي للرجل الثاني في التنظيم السعودي سعيد الشهري، باستهداف المصالح الغربية المنتشرة في الجزيرة العربية، وطالب بالاستعداد لحرب مقبلة تستهدف التنظيم في اليمن بمشاركة أمريكية غير مباشرة. واعتبرت قيادة وزارة الداخلية اليمنية في بيان لها التهديدات التي يطلقها تنظيم القاعدة بين الحين والأخر بأنها لن تخيف الأجهزة الأمنية ، واصفة تلك التهديدات بانها" تعكس حالة العزلة واليأس للعناصر الإرهابية في اليمن، والتي يضيق الخناق حولها يوما بعد يوم في ظل طوق الرقابة الأمنية المحكم والمفروض عليها". وقالت بأنه بالرغم من صعوبة التحديات الأمنية التي تواجهها اليمن وتعقيداتها متمثلة في إرهاب القاعدة والحوثية ، وأعمال التخريب والشغب والفوضى لبعض الخارجين على النظام والقانون في بعض مديريات المحافظات الجنوبية والشرقية ، إلا أن هذه التحديات لم تستطع أن تهز أركان الأمن الذي ظل وسيبقي متماسكا وشامخا علي امتداد محافظات الجمهورية لتحقيق الأمن والاستقرار. وكان الرجل الثاني في تنظيم القاعدة السعودي سعيد الشهري، دعا في تسجيل صوتي الاثنين، إلى استهداف المصالح الغربية المنتشرة في الجزيرة العربية. وكشف الشهري اهتمام القاعدة بالسيطرة على مضيق باب المندب، معتبراً أن ذلك "سيغلق الباب ويضيّق الخناق على اليهود،" ودعا المسلحين في اليمن إلى مواصلة القتال بموازاة نظرائهم في اليمن لتحقيق ذلك، وشن هجوماً عنيفاً على الحكومات المصرية واليمنية والسعودية بدعوى "دعمها للصليبيين." وبدأ الشهري "بطمأنة" قيادة تنظيم القاعدة في "خراسان،" وهي التسمية القديمة لباكستان وأفغانستان وما يجاورهما، حيث يعتقد أن زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، متواجد هناك، إلى سلامة قيادة فرع الجزيرة العربية، وندد بالغارات التي نفذتها الحكومة اليمنية ضد عناصره في محافظات أَبْيَنَ وشَبْوَةَ ومأرب، قائلاً إنها كانت استهدافاً "لنسائنا وأطفالنا من قِبَل أعدائنا من اليهود والنصارى وعملائهم." وقال الشهري إن ما يجري هو "حرب على المسلمين في جزيرة العرب خُطِّط لها منذ زمن،" واستدل على صحة موقفه بالإشارة إلى مؤتمر لندن الذي "تداعت له الأمم الكافرة" على حد تعبيره، لدعم صنعاء بمواجهة خطر انتشار التنظيم المتشدد. وأضاف أن أعداء التنظيم مهتمون بهذه الحرب عقائدياً، وكذلك على مستوى "جغرافية المنطقة، وخاصة البحرية منها وأهمية باب المندب الذي لو تم لنا بإذن الله السيطرة عليه وإعادته إلى حاضنة الإسلام لكان نصرًا عظيمًا ونفوذًا عالميًّا، وعندها سيُغلق الباب ويُضيق الخناق على اليهود لأنه من خلاله تدعمهم أمريكا عن طريق البحر الأحمر." وتحدث الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بالجزيرة العربية عن دور "يهودي" في استهداف عناصره، وقال إن اليهود "يعملون من خلف الكواليس ويحركون عملاءهم وعلى رأسهم حكومة مصر العميلة التي يثقون بها وبرئيس استخباراتها عمر سليمان، وكذلك حكومة آل سعود." وبحسب الشهري، فإن مؤتمر لندن شهد اتخاذ قرار غربي بشن الحرب على القاعدة في اليمن بقيادة أمريكية، ولكن بطرق "المواجهة غير المُعلنة" عبر جمع المعلومات عن طريق الطائرات التجسسية والقصف الجوي، كما هو الحال في وزيرستان. وأضاف الشهري إن واشنطن ستلجأ إلى "خطة (قائد القيادة الأمريكية الوسطى، الجنرال ديفيد) بترايوس،" وهي تقوم على ثلاثة محاور: "تجييش المسلمين ضد بعضهم، وهو ما يُسمى بالصحوات، تشويه سمعة المجاهدين بالأعمال التخريبية كتفجير المساجد والأسواق واغتيال بعض الشخصيات الإٍسلامية ثم إلصاق التهمة بالمجاهدين، وبث الجواسيس والإغراء المالي لعوام المسلمين عن طريق استخبارات الدولة." وحض الشهري القبائل اليمنية على مهاجمة من وصفهم ب"العملاء الذين يتآمرون مع الصليبيين على المسلمين،" داعياً إياهم إلى عدم الخوف من التهديدات الحكومية. ودعا الشهري إلى استهداف المصالح الغربية قائلاً: "فيا أمة الجهاد عليكم بالجهاد في سبيل الله فمصالح الأمريكان والصليبيين منتشرة في كل مكان وعملاؤهم يتنقلون في كل مكان، فدونكم إياهم وادفعوا عنا ما تستطيعون من الأعداء وخاصة المجرمون آل سعود فهم من يدبر الحرب على المسلمين بالوكالة عن الصهيوصليبية." وتقدم الشهري بالشكر للمسلحين الصوماليين من حركة "الشباب" الذين عرضوا إرسال قوات لمناصرة عناصر القاعدة، لكنه رفض ذلك بشكل غير مباشر قائلاً: "فلنتعاون كُلٌ في ثغره على معركتنا القادمة مع زعيمة الكفر العالمي أمريكا، فنحن وإياكم على ضفة باب المندب وليرَ الله منا ما يرضيه في دحر أعدائنا." يشار إلى أن الشهري هو مواطن سعودي سبق أن اعتقل في معتقل غوانتانامو المخصص لعناصر تنظيم القاعدة وحركة طالبان، وبعد عودته إلى بلاده قام بالفرار إلى اليمن، حيث أعاد إحياء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، بمشاركة اليمني ناصر الوحيشي الذي يتزعمه حالياً.