تجددت أعمال الفوضى والعنف في بعض المناطق جنوب اليمن وخاصة بمحافظتي الضالع ولحج وذلك بالتزامن مع تصعيد لأعمال مسلحة وتظاهرات لأنصار ما يسمى "الحراك الجنوبي" كانت السلطات قد حذرت من إقامتها وفرضت انتشارا امنيا كثيف لضبط الانفلات الأمني. وتسببت المواجهات التي وقعت اليوم الخميس بانقطاع الخط الرابط بين محافظة عدن والعاصمة صنعاء, والذي يمر وسط مدينة الضالع ومنطقة الحبيلين بمحافظة لحج والتي شهدت اشتباك بين مسلحين تابعين للحراك الانفصالي وعناصر للأمن ما ادى الى مصرع وإصابة ثلاثة بينهم رجل امن . وقالت مصادر محلية في مدينة الحبيلين أن مسلحين أطلقوا وابلا من النار باتجاه قوات الأمن في المدينة كانت تدخلت لمنع اعمال شغب وتكسير وحرق محلات لمتظاهرين من انصار الحراك كتقليد أسبوعي اطلقوا عليه" يوم الأسير"، ما ادى الى اشتباك واسع مع أفراد الأمن وسط المدينة مخلفا مقتل مواطن وإصابة اثنين بينهم رجل امن . وتشير المعلومات إلى أن المدينة تشهد توترا شديدا مساء اليوم خاصة بعد انتشار مسلحين على السلسلة الجبلية المحيطة بمدينة الحبيلين وقطع الطريق قيل أنهم قدموا من مديريات في ردفان يافع. ووسط أنباء عن فرار نحو أربعون شخصا من انصار الحراك الجنوبي الانفصالي كانوا اعتقلوا اليوم الخميس بعد انفجار قنبلة في سجن الضالع ، نفى مصدر مسئول بوزارة الداخلية انباء الفرار واعتبرها انباء عارية عن الصحة ، غير انه أكد إلقاء القنبلة وقال أنها لم تكن في السجن المركزي حسب ما أشيع من أنباء بل على مقر إدارة الأمن بمدينة الضالع ، مشيرا إلى إلقاء القبض على 20 شخصا من الخارجين عن القانون قاموا بأعمال تخريب بينهم الشخص الذي ألقى القنبلة . وقال موقع وزارة الدفاع نقلا عن مصدر محلي بمحافظة الضالع ان شخصا يدعى فواز صالح بسباس ضمن مجموعة مكونة من 20 شخصا من العناصر التخريبية ضبطوا على خلفية قيامهم بأعمال شغب وتخريب صباح اليوم في مدينة الضالع،قام أثناء تواجد المجموعة داخل حوش مبنى إدارة الأمن بتفجير قنبلة كان يخفيها داخل المبنى مما أدى الى إصابة 6 من المحتجزين. مؤكدا ان ملقي القنبله "بسباب" وبقية العناصر التخريبية تخضع حاليا للتحقيق ولم يفر ايا منها ، فيما نقل المصابين الى المستشفى لتلقي العلاج. وكانت الأحداث في الضالع فرضت نفسها على جلسة مجلس النواب هذا الاسبوع، إذ أقر المجلس استدعاء وزيري الداخلية والدفاع إلى جلسة تأجلت الى الاسبوع المقبل للوقوف أمام الأوضاع الأمنية . وقدم 15 من أعضاء البرلمان طلباً باستدعاء وزير الداخلية للاستفسار حول الأحداث التي شهدتها الضالع السبت الماضي، التي تسببت في مقتل شخص وإصابة 32 آخرين أثناء تشييع أحد قتلى الحراك، وحذر النائب صخر الوجيه من تجاهل ما يجري في الضالع مثلما تجاهل المجلس سابقا دعوات المعارضة للنظر في قضية المتقاعدين، ودعا إلى الوقوف وقفة جادة إزاء القضايا التي تهم الناس، مؤكداً "أن البرلمان مطالب بالتأكد من المخالفات التي ارتكبت من المواطنين أو الجنود فكلهم يمنيون وكلهم إخواننا"، ومعتبراً أن "السكوت عما يجري سيجعلنا ندفع الثمن غاليا، مثلما دفعناه في حرب صعدة" . وتشير المصادر إلى أن إدارة الأمن في محافظة الضالع بدأت تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الأمنية الخاصة بضبط الأوضاع في مديريات الضالع بعد أن انتهت من تنفيذ المرحلة الأولى الخاصة بالانتشار الكثيف لأفرادها وحملة الاعتقالات الواسعة في أوساط المشاركين في الفعاليات الاحتجاجية . وعلى عكس ماتطمح إليه السلطة من أن تؤدي الإجراءات الأمنية إلى إعادة الاستقرار للمحافظة , تقول احزاب المشترك المعارضة التي تمتلك أغلبية في قيادة السلطة المحلية وادارة المحافظة ، إن ذلك زاد من حالة التوتر ، كما دفعت اعمال العنف التي يمارسها خارجين على القانون من انصار ما يسمى الحراك ، دفعت لعنف موازي تتمثل بالإجراءات الأمنية المشددة وحالة من القمع المتصاعدة ، ليبقى مشهد العنف والدم حاضراً.