قمة أفريقية..تونس ضد نيجيريا اليوم    تحسن في درجات الحرارة اليوم    العطاس: نخب اليمن واللطميات المبالغ فيها بشأن حضرموت"    ناطق التحالف: سنتعامل مع أي تحركات عسكرية للانتقالي تهدد خفض التصعيد    الولايات المتحدة تعرب عن قلقها إزاء التطورات في جنوب شرق اليمن دون توجيه أي موقف عدائي للجنوب    موقع إيطالي: اندلاع حرب غير مباشرة بين السعودية والإمارات في اليمن    المغرب يتعثر أمام مالي في كأس أمم إفريقيا 2025    ترامب يلتقي زيلينسكي غدا في فلوريدا    لماذا يفشل خطاب الوصاية أمام التاريخ الجنوبي؟    خطورة التحريض على القوات الأمنية في حضرموت    تجدد المعارك الطاحنة بين ادوات العدوان في حضرموت    موقف صنعاء من تفاقم الصراع في حضرموت    لمن يريد تحرير صنعاء: الجنوب أتخذ قراره ولا تراجع عنه.. فدعوه وشأنه لتضمنوا دعمه    جُمعة رجب.. حين أشرق فجر اليمن الإيماني    الكيان يكشف سر الاعتراف بأرض الصومال    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    العليمي يقدّم طلبًا للتحالف بشأن الأوضاع في حضرموت    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    الذهب يقفز لمستوى قياسي جديد    شاهد / حضور كبير لاحياء جمعة رجب في جامع الجند بتعز    السيّد القائد يحذر من تحركات "طاغوت العصر"    بتوجيهات قائد الثورة .. اطلاق 21 سجينا من "الحربي" بمناسبة جمعة رجب    التعادل يحسم مواجهة أنجولا وزيمبابوي في كأس أمم إفريقيا    الرئيس المشاط يعزي عضو مجلس النواب علي الزنم في وفاة عمه    نتنياهو يعلن في بيان الاعتراف بإقليم انفصالي في القرن الأفريقي    ندبة في الهواء    ريال مدريد يدرس طلب تعويضات ضخمة من برشلونة    مقتل مهاجر يمني داخل سجن في ليبيا    خلال يومين.. جمعية الصرافين بصنعاء تعمم بإعادة ووقف التعامل مع ثلاثة كيانات مصرفية    سوريا.. قتلى وجرحى في تفجير داخل مسجد في حمص    الصحفية والمذيعة الإعلامية القديرة زهور ناصر    كتاب جديد لعلوان الجيلاني يوثق سيرة أحد أعلام التصوف في اليمن    البنك المركزي بصنعاء يحذر من شركة وكيانات وهمية تمارس أنشطة احتيالية    الكويت تؤكد أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لحفظ وحدة وسيادة اليمن    صنعاء توجه بتخصيص باصات للنساء وسط انتقادات ورفض ناشطين    فقيد الوطن و الساحة الفنية الدكتور علوي عبدالله طاهر    حضرموت تكسر ظهر اقتصاد الإعاشة: يصرخ لصوص الوحدة حين يقترب الجنوب من نفطه    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يزور عددا من المصانع العاملة والمتعثرة    الرشيد تعز يعتلي صدارة المجموعة الرابعة بعد فوزه على السد مأرب في دوري الدرجة الثانية    البنك المركزي اليمني يحذّر من التعامل مع "كيو نت" والكيانات الوهمية الأخرى    لحج.. تخرج الدفعة الأولى من معلمي المعهد العالي للمعلمين بلبعوس.    هيئة التأمينات تعلن صرف نصف معاش للمتقاعدين المدنيين    المحرّمي يؤكد أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الاقتصاد وضمان استقرار الأسواق    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ريم عبد الغني : اليمنيّ يسقط النقوش المحفورة في أعماقه نحتاً على حجارة البيوت
نشر في الوطن يوم 02 - 04 - 2010

حاور مجموعة من الكتاب والاعلاميين العرب ريم عبد الغني من خلال موقع صحيفة العرب اليوم .. الأردنية ، رئيسة ( مركز تريم للعمارة والتراث ) الذي تحاول من خلال هذا المركز ، المساهمة في الحركة الثقافية السورية والعربية من خلال التوثيق والدراسة والنشر والإنتاج الفني وتنفيذ مشاريع الحفاظ والترميم للمباني القديمة, وكذلك تصميم وتنفيذ المشاريع الهندسية الحديثة بالاستلهام من روح التراث, إضافة إلى تبادل الخبرات مع المؤسسات والهيئات والمراكز المماثلة في العالم.
وقالت عبد الغني أنها تحرض على تحريض الوجدان الثقافي العربي نحو أهمية التراث والهوية من خلال ندوات ومؤتمرات ومحاضرات نستضيف من خلالها كبار المثقفين والمعماريين والادباء العرب حيث يعقد المركز أمسيات ثقافية بعنوان أربعاء تريم الثقافي ، التي تصادف أول اربعاء من كل شهر في مكتبة الأسد بدمشق وذلك منذ عامين ونصف العام, وقد أصبح ملتقى تنويريا عربياً نفكر في أن ننتقل به إلى بقية العواصم العربية أيضا.
وأضافت عبد الغني ، أن مركز تريم يشارك في مجموعة من المشاريع منها مشروع ذاكرة العالم العربي الذي يهدف إلى خلق بوابة عربية إلكترونية عملاقة تحتضن وثائق التراث العربي بمختلف أنواعها ونعمل بهذا المشروع بالتعاون مع اليونسكو ومنظمة توثيق التراث الحضاري والطبيعي في مصر ومجموعة من المراكز والهيئات من مختلف أنحاء العالم العربي.
وفيما يلي نص الحوار الكامل كما نشرته صحيفة العرب اليوم
ناصر معلوف / لبنان
* ما سر تحيزك لليمن وأكاد اخالك تكتبين عن دولة أخرى حين اقرأ ما كتبتيه؟
- قد أكون متحيّزة لليمن لكنني بالتأكيد لست وحدي... فها هو هانس هلفيرتز يقول: اليمن هو القسم الأكثر حظوة من الطبيعة والأكثر تميزا في التاريخ بين مناطق شبه الجزيرة العربية, أما استرابو فيصف اليمنيين بأنهم أغنى العرب, ويصف أرضهم بأنها أخصب أرض العرب, وأنها تنتج المر واللبان والقرفة, ويعجبني تعليق الباحث الفرنسي رونالد ليوكوك بأنه قد تطلق بعض الصفات على عدد من البلدان لكننا لا نجد سوى ركن واحد في العالم أطلق عليه منذ القدم صفة البلاد الخيرة أو السعيدة ARABIA FELIXالاسم الذي أطلقه عليها الرومان, بينما عرفها الإغريق باسم بلاد العطور. وعندما نتحدث عن اليمن أو عمارته, فنحن نتكلم عن الإنسان اليمني الخلاق الذي صنع هذه الحضارة, وفاض حبا وإبداعا ساعد أن تسمى بلده بال سعيدة, نتكلم عن الشعب الطيب الذي قلّده رسول الله صلى الله عليه وسلم وساما أبديا حين قال لقد جاءكم أهل اليمن وهم أرق قلوباً وألين أفئدة, الإيمان يمان والحكمة يمانية.ومنذ سنوات طوال وأنا أعتبر اليمن إحدى قضاياي الأساسية, ليس فقط من خلال الأبحاث والدراسات التي أعددتها (وأتابع بها رسالة الدكتوراه في مجال هندسة العمارة اليمنية التقليدية) فحسب, بل أيضاً من خلال نشاطاتي المكثفة والمحاضرات التي ألقيها والمعارض التي أنظمها, محاولةً المساهمة في تسليط الضوء على هذا البلد العظيم الذي بخس حقه, وبالذات على عمارته التي لا يمكن أن تكون إلا نتاج حضارة عظيمة.
لميس جاد الله / قطر
* يبدو انك خصصت دراستك العليا لعمارة حضرموت ما أهمية هذه العمارة؟
- تعتبر العمارة الحضرمية واحدة من أهم نماذج عمارة العالم العربي لميزتين أساسيتين, الأولى: أن المدن والأحياء التي بنيت منذ مئات الأعوام ما زالت قائمة ومأهولة إلى الآن, وما زالت طريقة البنائين ذاتها لم تتغير حتى اليوم وقابلة للاستمرار وبالتالي فهي تمثل عمارة عربية عبقرية غنية وحية ومتماشية مع العصر وقابلة للتطور. الثانية: اعتبار هذه العمارة فريدة نظرا لما أمكن إنجازه بوساطة طوب الطين, فقد ارتفعت البنايات إلى ثلاثين مترا أي ما يعادل ارتفاعَ بناية ذات عشرة طوابق (ومآذن بعلو أكثر من 52 (متراً) ) وذلك باستخدام طوب الطين, مستوعباً مختلف التأثيرات الشرقية والغربية, أي أن العمارة الطينية الحضرمية هي عمارة تقليدية عربية أصيلة ما زالت حية ومتصالحة مع بيئتها وسكانها ومتفوقة في انجازاتها..
ألا يغرينا هذا بدراستها وتوثيقها ومحاولة اسقاط تجربتها على عمارة عربية حديثة تحمل هوتها الأصلية.
حسين صادق / العراق
* برأيك ما أهمية العواصم الثقافية الإسلامية والعربية لمدننا, وهل نحن قادرون على اعطاءها حقها بهكذا مناسبات؟
- العواصم الثقافية العربية مهمة وتصنع حراكا ثقافياً ومجتمعياً من عام الى آخر وهى تعطينا فرصة للاحتفاظ بالذاكرة والهوية واللغة في وجه الحداثة والاغتراب. كما تسهم تلك الاحتفاليات ايضا في تلاقي الثقافات والافكار والمثقفين من كل ارجاء الوطن العربي يتبادلون خبراتهم واعمالهم عبر ندوات او محاضرات تؤتي ثمارها بعد حين. ويكفي ان عواصم الثقافة العربية حققت نوعا من التكامل المنشود على الاقل ثقافيا, فانتعشت طباعة الكتب ونشر المؤلفات والمشاريع الثقافية العربية المشتركة, ولكن ما زال امامنا الكثير في هذا المجال, كنقص التكامل بين مجامع اللغة العربية ومجامع الترجمة وتحقيق المخطوطات وغيرها.
ضياء الدين البرتاوي / سورية
* يقولون أن اليمن متحف كبير ما سر حفاظه على تراثه كما هو في حين لم نر ذلك في الدول العربية الأخرى؟
- استطاعت مدن اليمن بعكس معظم ِالمدن ِالعربية القديمة الحفاظ على الخصائص والطرز المميزة لها ولعمارتِها, وساهم في ذلك -اضافة الى اعتزاز اليمنيين بشخصيتهم وتقاليدهم وقيهمم- العزلةُ التي عاشها اليمنُ في مرحلةٍ معينة, وقد حددت خارطة اليمنِ وسائر الجزيرة العربيةِ بحدودِها الحالية في بدايةِ الثلاثينيات, حين حكم الإمام يحيى المتوكّل شمالَ اليمن وعاصِمَتُه صنعاء. أقفل بلادَه في وجه رياح ِالتأثيرات الأجنبية أما القسمُ الجنوبيّ من اليمن, فقد شكل مركز الحكم ِالاستعماريّ البريطاني وإدارته (1839-1967), شهدَت عدن, كونها المرفأَ الرئيسيّ ومركز التجارة والشحن, فيضا من التوظيفاتِ الأجنبيةِ في مجال ِتخطيطها المدنيّ وتنميتها المعمارية... أما المناطق الداخلية كحضرموت فقد ساهم عامل العزل في الحفاظ على البنية المعمارية. وهذه من اسباب وصول التراث اليمني إلينا اليوم كما كان منذ مئات السنين ومحافظته على هويته.
رافع خيري حلبي / دالية الكرمل بلد النور
* هل الفن المعماري الحديث أفضل من الفن المعماري القديم (قبل ألفي عام مثلاً) ما هي مقومات هذا الفن وعلى ماذا ترتكز من ناحية التقنية والصمود المباني على مدار زمن طويل. هل المباني في شرقنا الحبيب ستصمد في وجه هزة أرضية كهزة تشيلي أو هاييتي مثلاً. تاريخ الأجداد لا ينكره أحد وعلينا الحفاظ عليه وجعله الأفضل في حياتنا اليومية, هل هناك دعم مادي من مؤسسات الدولة أو الدول العربية لتنفيذ مثل هذه المشاريع؟ أخيرا كلي أمل بأن تبقى هذه الصورة المشرقة لكِ دائمة ومستمرة ومتواصلة كمعالم شرقنا الأبدية المتناقلة من الأجداد والآباء إلى الأبناء والأحفاد.
- أ-لكل عصر ظروفه وبيئاته وثقافته التي تفرز الطراز المعماري المناسب, ولا يمكن إطلاق حكم عام على أفضلية عصر ما إلا بوضع معايير لذلك. ب-هذه المعايير ترتكز على: مناسبة البناء لبيئته والمناخ السائد, الجمال والتصميم المتقن, مراعاة شروط الأمان والراحة مدى تلبيته للوظائف المطلوبة منه, البراعة في الإنشاء واستخدام المواد المقاومة لعوامل الفناء وبالطبع الصيانة الدائمة وسياسات الحفاظ الملائمة. ت-المباني الشرقية ليست من طبيعة واحدة, والأمر نسبي جداً ويتعلق بأمور كثيرة منها درجة قوة الزلزال. ث-إن التراث المعماري الذي خلفه لنا الأجداد يجب أن يكون موضع اهتمام أكثر من قبل الجهات الحكومية والأهلية والأفراد للحفاظ عليه وصيانته.
نورس عكام / سورية
* عرفت مؤخرا أن مبنى قبة الصخرة الذي نراه في وسائل الإعلام هو ليس المسجد الأقصى وأعتقد أن الكثيرين مثلي كان لديهم خلط بين المَعْلَمَيْن هل هو محاولة مقصودة برأيك من قبل الإعلام الإسرائيلي؟
- هي محاولة متعمدة لصرف انتباه الرأي العام العالمي والعربي عن المسجد الأقصى وكان الاسرائيليون قد حاولوا قبلاً إحراقه عام 1969 وما زالت الترميمات والإصلاحات جارية حتى الآن بإشراف لجنة إعمار أردنية, وهم يحاولون الان الاستيلاء على أرض الحرم الشريف التي تشكل سدس مساحة القدس القديمة (144 دونم) والتي تحوي المسجد الأقصى وقبة الصخرة والمصلى المرواني إضافة إلى المحاريب والمنابر والمصليات والساحات, فقد صعب الإسرائليون دخول الحرم على المسيحيين والأجانب, ويفرضون قيوداً مشددة حتى على دخول المسلمين... ويحاولون التركيز على قبة الصخرة لصرف النظر عن خططهم للاستيلاء على باقي المنطقة من خلال عمليات الاقتحام اليومي للجنود الاسرائيليين الذين يدوسون بأحذيتهم القذرة أرض الحرم المقدس, وكذلك من خلال ما يقومون به من أعمال التنقيب الأثري وحفرالأنفاق تحت ستار البحث عن الهيكل المزعوم, مما أدى إلى تصدع بعض أجزاء الحرم, وحوّل القدس إلى مدينة معلقة في الهواء, ونتأمل من الله أن لا تحدث أي هزة أرضية لأنها قد تسقط جزءا كبيرا منها. ويبدو أن أروقة الحرم كانت أروقة المسجد الأقصى ذاته الذي كان عملياً كامل الحرم الشريف, وكان بناؤه في الماضي يحتل كل المساحة الجنوبية من الحرم (حتى فوق مَنِطِقَةِ المصلى المرواني الذي ربما بُنيَ كي يحمل هيكل الأقصى الحقيقي). وليس لمبنى المسجد الأقصى مآذن, فالمآذنُ الأربع متموضعة فوق سور الحرم ومنها مئذنة الفخرية على زاويته الغربية, مما يؤكد أن الحرم كان كله ساحات وحدائق للمسجد الأقصى ذاته, وبالتالي نحن مصرون على قدسية وملكية كل شبر من هذا الحرم الشريف ولن نتنازل عنه, وقد أوردت في محاضرتي حلم مقدسي صورا حصلت عليها لتصورات اسرائيل حول بناء هيكلهم المزعوم على كامل مساحة الحرم القدسي الشريف بعد هدمه تماما وهم يخططون حالياً لبناء أكبر كنيس في العالم من الزجاج والدعامات المعدنية فوق المدرسة التنكزية على بعد 50 مترا غرب الحرم.
وسام مرهج / سورية
* مساء الخير العزيزة ريم اعرف مدى عشقك لعمارة حضرموت الاصيلة حيث انني ارى الفرحة العارمة في عينيك عندما تتكلمين عنها في محاضراتك. لدي سؤال اود لو أجاب عنه: ألا ترين معي أن العمارة اليمنية قد بالغت في الاعتماد على الزخرفة وألا يكون ذلك على حساب الجوهر؟
- العزيزة المعمارية المتألقة وسام مرهج إن العمارة التقليدية العربيّة عموماً, واليمنيّة خصوصاً, مدرسة مهمة في عمق الترابط بين الإنسان والعمارة, ورغم أن بعضهم يذهب إلى ربط أشكال الزخارف والنقوش في العمارة اليمنيّة بشكل أحرف الكتابة اليمنيّة القديمة (المسند) وطريقة تعبيرها, لكن العين تلتقط بسهولة التشابه العفويّ بين الزخارف التي تطرّز واجهات المباني اليمنية ورسوم الزي اليمني التقليدي... فوق كل ما صنعته يد إنسان في ذلك البلد المنقوش على الحجر, وكأن اليمنيّ يسقط النقوش المحفورة في أعماقه نحتاً على حجارة البيوت وعلى خشب الأبواب والنوافذ والصناديق وعلى فضّة الأساور والمكاحل والأحزمة والخناجر... يودعها كلها بعض روحه... ولأن اهتمام العمارة العربيّة عموماً -واليمنيّة خصوصاً- بالجمال لم يتعارض أو يقلّ عن حرصها على تأدية الوظيفة, فإن جمال الزخارف في واجهات الأبنية اليمنية وتفرّدها قد استخدم كلغة تعبير لا كعلامة ترف كما ألفناها في باقي مناطق العالم, ولكثير من هذه النقوش والفتحات المختلفة المقاسات والأشكال وظيفة مهمّة يؤدّيها, كالتهويّة أو التكييف أو الإضاءة أو حماية الخصوصية بل وأحياناً الناحية الدفاعية, وحتّى اختيار طلاء الزخارف وأطراف النوافذ بالكلس الأبيض (النورة) لم يكن لجماليته فحسب, بل لطرد الحشرات وعكس بعض أشعة الشمس الحارقة أيضاً.
ديمة ديب / مهندسة عمارة -اختصاص ترميم وتأهيل الأبنية الأثرية
* أين أنت من إشكالية الأصالة المعاصرة؟ ولك مني فائق التقدير والاحترام.
- الزميلة المعمارية ديمة ديب المحترمة عمارة الأجداد عالم غنيّ, نعثر في رحابته على ما لا ندرك أننا نفتقده, على أجوبة أسئلة حيرتنا... نتلمّس مكاننا بمواجهة ما يدعى العمارة الحديثة التي أسأنا فهمها, فقلّدناها من دون تفكير, استوردناها جاهزة كالمعلّبات من دون نكهة, كما هي, بموادها وأساليب بنائها وفلسفتها... وحتى توابعها أو ربما أسبابها, من عادات وسلوك وتقاليد ولباس وسلبيّات, مما لم نستطع في العمق تبنّيه, وما زلنا نعاني الانفصام المؤلم... بين عمارة تعيش سجينة داخلنا وعمارة نعيش سجناء داخلها, وفي حين تغدو قصور الشام والقاهرة وأوابدنا التي شهدت التاريخ في مختلف فصوله عمارة صمت, نمسي نحن غرباء داخل بيوتنا... بل وأجسادنا... والغربة في البيت - كما يقول شيخ المعماريين حسن فتحي - أبشع أنواع الغربة. الجدل يطول حول الأصالة والمعاصرة, والفرق كبير بينهما, فكثير من الأعمال المعماريّة الحديثة لا تستطيع التلاؤم مع مناخنا أو حاجاتنا الخاصة أو تقاليدنا, والمشكلة أن الخطأ المعماري قد يحتاج عقوداً أو قروناً أحياناً لإصلاحه, هذا إن أمكن إصلاحه أصلاً, وليس حلماً بل هو تحدّي وجود أن نكرّس عمارة عربيّة حديثة تستمدّ قيمها ومزاياها من روح العمارة العربية الأصيلة, وتستفيد في الوقت ذاته من تسهيلات التكنولوجيا لتُلبي احتياجاتنا العصرية, شريطة أن نختار بذكاء مما تزخر به عمارتنا العريقة من قيم معمارية مهمة ما زال الكثير منها صالحاً للاستمرار وقابلاً للتطوير.
نشأت عاطف عبدالمنعم بدر الدين
* من الشيء الجميل والعظيم أن نجد هذا المثل العظيم والامكانيات الهائلة عند هذه المرأة هذا يجعل كثيرا من الآراء والأقلام التي تقف حائلا ضد قضايا المرأة أن يغيروا في رأيهم بعض الشيء ومفهوم دور المرأة في الحياة وأقول للأمام كمان وكمان يا دكتورة ريم من هنا يصنع التاريخ من تراثنا الماضي الجميل يبني الحاضر والمستقبل صياغة الماضي بتقنية الحاضر يعطي مزيدا من التطور والتقدم نحن امة عربية واحدة ونفتخر بك فإلى الأمام.
- الأستاذ نشأت عاطف عبد المنعم بدر الدين المحترم أشكر كلماتك المشجعة وأشاركك الرأي أن لا مستقبل من دون ماض. بلا ذاكرة... نكون لا أحد, وحين لا نكون أحد لا نحتاج أن ندافع عن وجود أحد, ولا نستطيع أن ندخل بأي حوار مع الآخر, ولذلك أدأب على دراسة التراث وأعمل في مشاريع توثيقه, لأنه روح الهوية التي إذا لم نتلمس ملامحها ونضعها نصب أعيننا.... سنتلاشى حتماً....
أحمد لبد / فلسطين
* اليك سيدتي كل التحية من أرض قطاع غزة الصامد تحت الحصار في أوسع سجن عالمي وأدلي لك بكل الشكر على مشروعك هذا وأتمنى ن أكون من ضمن هذا المشروع حيث انني مصنف ضمن القيادات الشابة من جامعة الدول العربية بالقاهرة..
- الأستاذ أحمد لبد المحترم خالص التحية والود لك ولأهل غزة الأبطال, والحقيقة أننا في المركز قد حرصنا على القيام بالكثير من النشاطات حول القدس احتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية ,2009 وما زلنا نعمل وسنعمل في هذا الاتجاه, لأن القدس يجب أن تبقى محط اهتمام العرب دائماً, وأن تبقى عاصمة عربية للثقافة العربية. وفي هذا الإطار قدمت شخصيا في افتتاح الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010 الشهر الماضي محاضرة حلم مقدسي وهي زيارة تخيلية للقدس مرفقة بمئات الصور المؤثرة. أما عن حماسك للمشاركة في مشروع ذاكرة العالم العربي فأشكرك وسأحول رسالتك إلى المعنيين لمراسلتك في هذا الشأن.
اسيا ناصر / رئيسة تحرير صحيفة سما
* السيدة ريم خبر مشاركتكم في فعاليات تريم عاصمة اسلامية كما أن التصريحات الاعلامية من قبلكم بالحضور عزز لدينا الثقة بأهمية وجودكم وحضوركم, ما السبب الذي حال دون حضوركم, وهل له علاقة بالخبر الصحافي الذي أطلقته أحدى الصحف حول الوساطة التي تحدثت عنها الصحيفة التي تناولت الرئيس ناصر وقيادات سورية والتي صرح فيها الرئيس ناصر ان لا أساس لها من الصحة. هذا التزامن بين حضوركم والتخلف عن الحضور له اسبابه القاهرة التي اوردتها في البيان ام أن هناك ما هو وراء الأكمة نريد منك توضيحا؟
- الإعلامية المتألقة آسيا ناصر رئيسة تحرير صحيفة سما أحزنني أنني لم أتمكن من المشاركة في افتتاح تريم عاصمة للثقافة الإسلامية وهي كما تعلمين قضيتي التي أعمل لأجلها منذ أكثر من أربعة عشر عاما والسبب الحقيقي خلل حدث في جدول الطيران حين أقلعت الطائرة اليمنية من أبو ظبي قبل 45 دقيقة من موعدها المقرر ولم أتمكن من الوصول إلى تريم عبر أي خطوط أخرى قبل الافتتاح, وكنت قد أرسلت فريقي إلى تريم الذي قام بإعداد بعض التقارير والأعمال المطلوبة هناك. أما الشق الآخر من سؤالك: فأنا مهتمة بتريم وباليمن ككل لعدة أسباب الأول: أني أحببت هذا البلد وأهله الطيبين وعلاقتي به تخطت صلة القربى لتصبح اختيارا واعيا وشغفا جامحا قادني في مجاهلها الساحرة الثاني اهتمامي كمعمارية بتراثها المعماري الفائق التفرد والجمال والذي كرست دراستي العليا ومحاضراتي وأبحاثي ومعظم نشاطاتي له ولا علاقة لأي من نشاطاتي أو تحركاتي بأية أمور سياسية أو وساطات, وكل ما أقوله في هذا المجال انني أتمنى من أعماق قلبي لليمن وأهله الطيبين كل الخير والاستقرار.
عبد الملك عبدالله الماوري/ صحافي يمني
* مدينة تريم في اليمن واعلانها عاصمة للثقافة الاسلامية هل ترون التكامل المتوفر بالامكانات الحالية يكفي ام ان دور اليونسكو يدعم الجهود بشكل اكثر كفاءة من اجل النجاح؟
- أسعدني أن اتلقى تشجيعك وأشكرك بالنيابة عن النساء العربيات اللواتي يكافحن ليشاركن بدورهن المهم في المجتمع. أما عن سؤالك بخصوص تريم عاصمة للثقافة الإسلامية ,2010 فالحقيقة أنني لم أحضر الافتتاح للأسف نتيجة خطأ حصل في اللحظات الأخيرة في مواعيد الطيران وكنت قد أرسلت فريقا من مركز تريم للعمارة والتراث ليشارك في الفعالية وسيعود خلال أيام وسأستكمل معلوماتي من خلال تقاريره عن أوضاع الاستعدادات في تريم ولكنني بشكل عام متفائلة لأن لدى الجميع نوايا طيبة لإنجاح الفعالية وجميع اليمنيين يحبون تريم ويريدون نجاحها, وجهود كبيرة تبذل من قبل جميع الأطراف لتخرج الفعالية بالشكل اللائق رغم التحديات الكثيرة ومنها نقص البنى التحتية والتأخر في عمليات الاستعداد التي جرت. نتمنى من قلوبنا أن تكون تريم من أكثر عواصم الثقافة الإسلامية تألقاً وبهاء لان هذه المدينة العريقة ذات المخزون الزاخر من التراث المعماري والحضاري الرفيع بكل ميزاتها... تستحق أن تتبوأ المكانة اللائقة بها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.