تقرير - حذر مختصون ومسئولون محليون في اليمن من تفاقم انتشار "حمى الضنك" في محافظات لحج وعدن وحضرموت وأبين، لاسيما مع انباء رصد حالات وفيات بحمى الضنك"النزيفية" التي لم يتم اكتشافها في أي من الحالات المصابة وتعد أخطر من الحالات الموجودة حالياً والمعروفة ب"الأيديس"، لترتسم المخاوف من تكرار نموذج الإهمال الصحي الحكومي ازاء الوباء الذي سبق في محافظة تعز متسببا والى وقت قريب بموت العشرات من المواطنين. مصادر محلية في محافظة لحج اكدت ارتفاع عدد الوفيات إلى ثلاث حالات في مديريتي الحوطة وتبن بعد ان قضت فتاة تدعى حليمة حامد وتبلغ من العمر "19" عاماً متأثرة بإصابتها بمرض حمى الضنك نهاية الأسبوع الماضي (هبوط صفائحها الدموية إلى أدنى مستوى)وفقا للتقرير الطبي. وكانت الفتاة حليمة تتلقى العلاج في مستشفى ابن خلدون إلا أن تدهور حالتها الصحية استدعى نقلها إلى مستشفى الجمهورية التعليمي بعدن لتلفظ أنفاسها الأخيرة هناك وتعود جثة هامدة إلى أهلها وتوارى الثرى في مقبرة المنطقة. وطالب العديد من المختصين بإعلان حالة الطوارئ في مديرية تبن والحوطة بعد أن تفشى المرض بين أوساط المواطنين، وأكد بعض المتابعين انتشاره بشكل مخيف نتيجة لعدم مكافحة البعوض الناقل للمرض حيث أن عملية الرش والمكافحة للبعوض والتي نفدها مكتب الصحة واستمرت عدة أيام لم تؤتِ ثمارها في القضاء على البعوض. وفي السياق، اكد النائب البرلماني في المؤتمر الحاكم عن الدائرة 28 بمحافظة عدن عبدالباري دغيش ، امتلاكه معلومات مؤكدة عن وجود حالات وفيات بينهم إمراة نتيجة انتشار حمى الضنك داخل الأحياء الشعبية العمالية الفقيرة بالمحافظة ، في ظل تعتيم إعلامي من قبل السلطة المحلية. وانتقد دغيش صمت النخب والأحزاب السياسية والتي تركت الأمور المهمة المتعلقة بحياة الناس وتهدد حياتهم، في وقت سخرت جهودها طوال 7 سنوات في تحديد سن الزواج . وتشير إحصائيات لمكتب الصحة بمدينة عدن -حصلت عليها "الوطن"- بأن إجمالي عدد المصابين بحمى الضنك في المحافظة بلغ "77" حالة إصابة حتى منتصف شهر إبريل الماضي. وبالمقابل قال أحمد الضلاعي وكيل محافظة عدن بأنه تم الجلوس مع قيادة مكتب الصحة بالمحافظة وحثهم على بذل قصارى جهدهم لمكافحة هذا المرض.مشيراً إلى أن المرض ليس بالخطير كما يهول له البعض وليس منتشراً في عدن فقط بل وفي الدول المحيطة باليمن وتم معالجته. وأوضح أن قيادة المحافظة قد وجهت مذكرات إلى مكاتب صحة البيئة للقيام بالرش الضبابي في أحياء المحافظة لمكافحة البعوض الناقل للأمراض وخاصة الملاريا، بالإضافة إلى مذكرات أخرى لمؤسسة المياه والصرف الصحي وصندوق النظافة بالمحافظة للاهتمام بنظافة الشوارع، وكذا مؤسسة المياه والصرف الصحي القيام بشفط البرك والمستنقعات وإصلاح بعض الأنابيب الخاصة بالمياه المتهالكة وذلك من أجل خلق بيئة نظيفة بالمحافظة ومكافحة كافة الأمراض التي تنتقل مع تغيرات فصول السنة. وفي حضرموت كشف مسئول في مكتب الصحة بالمكلا إصابة 30 حالة بفيروس حمى الضنك في مناطق المكلا وغيل باوزير والشحر بالإضافة إلى عدد من الحالات التي انتقلت إلى المحافظة بعد اصابتها في محافظات اخرى مثل تعز وغيرها، مشيراً إلى أن هناك عشرات الحالات التي يحتمل اصابتها بالحمى والتي لم تأت أو تخضع للفحص المركزي بمحافظة حضرموت وذلك خلال الفترة من نهاية مارس وحتى الآن. مضيفاً: ان الحمى تظهر عادة خلال الفترة من مارس إلى مايو نتيجة للظروف التي تهيئ انتشارها والناجمة عن بعض التصرفات الخاطئة وقلة الوعي الصحي من قبل المواطنين لعملية مكافحتها بسبب وجود المياه المكشوفة حيث يقوم الناس نتيجة لانقطاع المياه بحفظ المياه في أوان وخزانات وبرك مكشوفة داخل المنازل بالإضافة إلى وجود مستنقعات وتجمعات للمياه في حفر كبيرة وصغيرة خارج المنازل الأمر الذي يساعد على تكاثر البعوض. مشيراً إلى أن فرق الصحة والبلدية تقوم حالياً بعمليات المكافحة ومتابعة الحالات للسيطرة على المرض والحد من انتشاره من خلال التنسيق المستمر بين مختلف مديريات الساحل وأن القضاء على هذه المشكلة يحتاج إلى مزيد من الاهتمام والمتابعة من قبل صحة البيئة والتثقيف الصحي لنشر مزيد من الوعي بين المواطنين وردم المستنقعات المكشوفة.. لافتاً إلى أن توفر جهاز الفحص المركزي بمحافظة حضرموت حالياً يساعد على اكتشاف المرض والسيطرة عليه بشكل أسرع. وسجل مكتب الصحة بمحافظة أبين 4 حالات حتى الآن ثبت إصابتها بفيروس "حمى الضنك" في المختبر وذلك في مديرية خنفر تحديداً- حسب إفادة الدكتور الخضر السعيدي مدير الصحة ، مشيرا إلى أن هناك حوالي 300 - 500 حالة مشتبهة ولم يثبت اصابتها. وابرز الدكتور الخضر مخاوف حقيقية من وجود حمى الضنك "النزيفية" التي لم يتم اكتشافها في أي من الحالات المصابة وهي أخطر من الحالات الموجودة حالياً والمعروفة ب"الأيديس"، لافتا إلى أن لدى مكتب الصحة بالمحافظة خطة مكافحة تنفذها حالياً في مديريات خنفر وزنجبار ومن المقرر أن تمتد عمليات الرش والمكافحة إلى عموم مديريات المحافظة، مطالبا تدخل الحكومة ووزارة الصحة بسرعة تقديم الدعم والمساعدات الطبية العاجلة لمواجهة انتشار حمى الضنك بأبين وإنزال الفرق الطبية والاختصاصيين للمناطق الموبؤة . وكان النائب البرلماني عن محافظة أبين سالم حيدره طالب باستدعاء وزير الصحة , حول تجاهل الحكومة لندأءت مدراء الصحة في محافظات عدن ولحج وابين المتضررين من وباء حمى الضنك الذي يجتاح المحافظات الثلاث. وحذر حيدرة من تزايد ضحايا حمى الضنك في ظل غياب الجاهزية الصحية في المحافظات المعنية لمواجهة المرض, التي سقط ضحاياها بالعشرات في محافظة تعز والحديدة.